Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر April 23, 2020
A A A
كورونا باقٍ “فترة طويلة” والإصابات في ارتفاع والنفط تحت الضغط
الكاتب: النهار

بينما العالم يكافح لاحتواء الآثار الكارثية لفيروس كورونا المستجد، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادانوم غيبريسوس أمس، من أن التخلص من الفيروس يحتاج الى وقت طويل، لا سيما وأن غالبية الدول في المراحل الأولى من التصدي له. وأكد في مؤتمر صحافي عبر الفيديو من مقر المنظمة الأممية في جنيف: “لا يخطئن أحد. أمامنا طريق طويل. هذا الفيروس سيكون معنا لفترة طويلة”. واضاف “يبدو أن تفشي الوباء في معظم دول غرب أوروبا ينحو نحو الاستقرار أو الانحدار”، لكن “نلحظ وتيرة ارتفاع مقلقة في إفريقيا وأميركا الوسطى والجنوبية وشرق أوروبا”. ورأى أن “الخطر الأكبر الذي نواجهه اليوم هو التهاون” أمام الوباء العالمي، مشيراً إلى أن “العناصر الأولية تبين أن غالبية سكان العالم لا يزالون معرضين” للإصابة بفيروس كورونا المستجد.

ويأتي تحذير المدير العام وقت توجه الولايات المتحدة انتقادات لاذعة لمنظمة الصحة العالمية، متهمة إياها بسوء إدارة أزمة الوباء. وتقول واشنطن إن المنظمة الدولية تأخرت في التحذير من الفيروس خشية من إزعاج الصين.

بيد أن غيبريسوس قال أن المنظمة أعلنت حال الطوارئ الصحية الدولية “في الوقت المناسب” في 30 كانون الثاني “بينما كان أمام العالم وقتاً كافياً للاستعداد”. وأضاف: “أعلنا مستوى التحذير الأعلى وقت لم يكن في العالم إلا 82 إصابة مؤكدة ولا وفيات”، خارج الصين، مشيراً إلى أنه وقتذاك بلغ عدد الإصابات في أوروبا عشرة فقط، خمس منها في فرنسا. واعتبر أن الوقت “كان كافياً للتحضير ومكافحة الفيروس”.

وذكر أنه خلال اجتماع لجنة الطوارئ الأول في المنظمة في 23 كانون الثاني و24 منه، كان الخبراء على خلاف في شأن إعلان الطوارئ. ولم يذكر ما إذا كان القرار النهائي في هذه المسألة يعود له.

وفي 11 آذار، صنفت منظمة الصحة العالمية الأزمة الصحية بـ”الوباء العالمي”، مما دفع دولاً عدة إلى فرض سلسلة تدابير لاحتوائه.

ارتفاع في الإصابات

وتواصل معدلات الإصابة والوفيات جراء تفشي الفيروس ارتفاعها في مناطق عدة من العالم، حيث تجاوزت الإصابات في الولايات المتحدة حاجز 800 ألف إذ بلغت بحسب جامعة جون هوبكنز 825.306 إصابة، فيما ارتفعت الوفيات إلى أكثر من 45 ألفاً. ويتزامن ذلك مع تقديم ولاية ميسوري الأميركية رسمياً للمرة الاولى دعوى قضائية ضد الصين، بتهمة إخفاء خطورة كورونا.

كما أعلنت الحكومة الأوسترالية بدورها أنها طلبت الدعم لفتح تحقيق دولي في شأن الفيروس.

من ناحية أخرى، أعلنت السلطات الصحية الفيديرالية في ألمانيا أن شركة “بيونتيك”، التي مقرها ماينز والمرتبطة بمختبر فايزر الأميركي، ستباشر تجارب سريرية أولى على لقاح ضد كورونا، كما ستبدأ جامعة أكسفورد البريطانية اليوم اختبار لقاح على البشر كانت طورته أخيراً ضد الفيروس.

وأفاد تحليل أجرته صحيفة “الفايننشال تايمس” لبيانات مكتب الإحصاءات الوطني أن وباء فيروس كورونا المستجد أودى بحياة ما يصل إلى 41 ألف شخص في المملكة المتحدة.

ويستند استنتاج الصحيفة على إجمالي عدد الوفيات في البيانات الرسمية المسجلة حديثاً والذي تخطى المتوسط المعتاد. وتشمل تلك الأرقام حالات الوفاة خارج المستشفيات.

وتُظهر أحدث البيانات الخاصة بالوفيات داخل المستشفيات أن 17337 شخصا لقوا حتفهم بعدما أثبتت الفحوص إصابتهم بفيروس كورونا في أرجاء المملكة المتحدة حتى الإثنين.

النفط

في غضون ذلك، خسر سعر خام برنت في أسواق آسيا أمس أكثر من 12 في المئة من قيمته، وتراجع سعره إلى أقل من 17 دولاراً للبرميل، في حين فقد النفط الأميركي كل المكاسب تقريباً التي حققها ليبلغ سعره 11 دولاراً، مع توقف النشاط الاقتصادي في العالم بسبب تفشي كورونا.

وانخفض سعر برميل برنت 12.13 في المئة ليبلغ 16.98 دولاراً في التعاملات الآسيوية، مواصلاً بذلك الخسائر الفادحة التي تكبدها الثلاثاء.

أما سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم حزيران، الذي ارتفع سعره نحو 20 في المئة عند بدء الجلسة، فقد انخفض نحو 5 في المئة وبلغ 11 دولاراً بعد ظهر الأربعاء في التعاملات الآسيوية.

وكانت أسعار النفط الأميركي انهارت مطلع الأسبوع إلى مستوى غير مسبوق ناهز 40 دولاراً تحت الصفر للبرميل، بسبب تراجع الطلب وتخمة المخزونات الناجميْن عن تفشّي وباء كوفيد-19.

وأدى التباطؤ في اقتصادات العالم بسبب الوباء إلى فائض في النفط، أجبر وسطاء الخام على دفع أموال للتخلص من البراميل التي تعهدوا بشرائها.

وقال محللون إن ارتفاع الأسعار في مستهل الجلسة نجم عن أنباء تفيد بأن الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبيك” وعدد من حلفائها في مجموعة “أوبيك “، أجرت مؤتمراً هاتفياً الثلاثاء. لكن الأسواق عادت إلى الواقع بسرعة.