Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر November 16, 2016
A A A
«كوبرا» وهيكلية «داعش».. وعماد جمعة!
الكاتب: لينا فخر الدين - السفير

لم يستطع عبدالله ر. الملقّب بـ «أبو خالد كوبرا» أثناء استجوابه، أمس، سوى نفي التّهم الموجّهة إليه. كلّما أُعطي الكلام للردّ على أسئلة رئيس المحكمة العسكريّة العميد حسين عبدالله، كان الموقوف يجيب بجملٍ قصيرة وبمضمون واحد: «لا أعرف»، «مو صحيح».

حاول رئيس «العسكريّة» أن يغيّر مسار الاستجواب لينصح عبدالله بضرورة الكلام «لأنّ هذا الإنكار لا يفيدك، وإنمّا أنت تقف هنا للدّفاع عن نفسك ومن الممكن أن تعطي التبريرات أو الأسباب التي دفعتك إلى القيام بهذه الأمور».

نصائح العميد لم تفلح في إقناع الموقوف، فكان أن أصرّ على أنّ إصابته في كتفه من جراء حادث سير وليس بسبب اشتراكه في إحدى المعارك، ليطلب منه الكشف عن الإصابة، فتبين أنّها عبارة عن حروق أدّت إلى تجويف في الكتف!

ليس هذا وحسب، وإنّما للشاب العشريني إفادة أوليّة فيها الكثير من التّفاصيل عن مشاركته في معركة عرسال، بالإضافة إلى هيكليّة «داعش» في القلمون واجتماعات أمنيّة للفصائل المسلّحة حينما كان مسؤولاً لوجستياً في «فجر الإسلام» بقيادة عماد جمعة.

وشارك عبدالله ر. في أحد الاجتماعات الأمنيّة التي دعا إليها أمير «جبهة النصرة» في القلمون أبو مالك التلّي للطلب من الفصائل والمجموعات المسلحة في المنطقة تحضير نفسها للمشاركة في هجوم سيشنّ لاقتحام قرى محاذية لعرسال.

وبسبب مضايقات «جبهة النّصرة»، بايع عماد جمعة تنظيم «داعش» ليظهر في فيديو وخلفه «أبو خالد كوبرا»، ويكون الأخير أيضاً من المشاركين في الهجوم على حاجز وادي حميد مع مجموعة تابعة لـ «داعش» من دون التمكّن من إنهاء المهمّة. واعترف عبدالله في إفادته الأولية بأنه كان حاضرا أثناء تصوير أوّل فيديو للعسكريين المخطوفين لدى «داعش» قبل أن يتم نقلهم إلى كهفٍ في وادي الزمراني، حيث تولّى «أبو بلقيس» أمرهم.

وإذا كان الموقوف قد نفى إفادته الأوليّة، فإنّ المفارقة تكمن في أنّه أكّد الكثير من تفاصيلها لدى قاضي التّحقيق العسكريّ.
وبعد انتهاء الاستجواب أرجئت الجلسة لاستكمال الاستجواب في 17 كانون الثاني. وهو الموعد نفسه الذي تمّ فيه إرجاء الجلسة الرئيسيّة المخصّصة للمدّعى عليهم في قضيّة المشاركة في معركة عرسال، والتي تضمّ 110 مدّعى عليه (أبرزهم: عماد جمعة وعمر وبلال ميقاتي وعبدالله الجغبير وأحمد كسحة…)، وبينهم حوالي 25 سيحاكمون غيابياً.

وفي «العسكريّة» أيضاً، استجوب صبّوح م. الذي كرّر إفادته الأوليّة. استذكر الشاب انضمامه إلى «الجيش السوريّ الحرّ» ومكث مع «مجموعة الحزم» التابعة لعرابة ادريس وعديدها حوالي 70 مقاتلاً، لمدّة 6 أشهر في جرود عرسال.

وروى كيف قام «أبو حازم» وهو شقيق «المقنّع (معاون ادريس) بجمع المقاتلين والطلب منهم القتال إلى جانب المجموعات الإرهابيّة في الهجوم على الجيش في عرسال، فيما رفض غالبيّتهم القتال وذهب معه حوالي الـ20 عنصراً قتل منهم ثلاثة.

وأشار صبّوح إلى أنّه تواتر إلى سمعه أنّ «أبو حازم» خطف أربعة عسكريين وأبقاهم في خيمته حتّى طالب «داعش» بهم، فأعطاه ثلاثة قبل أن يعود ويعطيه الرابع.

وبعد انتهاء معركة عرسال، هاجم «داعش» مراكز المجموعة ليقوم بإعدام «المقنّع» وعدد من المسلّحين بالإضافة إلى سجن بعضهم، ثم عاد وخيّرهم بين المبايعة أو الرّحيل، فقرّر صبّوح الدّخول إلى لبنان وتدبّر له عملاً في جبيل، حيث تمّ إلقاء القبض عليه بعد حوالي سنة ونصف.