بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس ركنا الكنيسة، وبعد معايدة كل من يحمل اسمهما، سأقدّم لكم لمحة عن كنيسة مار بطرس وبولس في اهدن.

تقع في منطقة العبّارة الواقعة قرب مبنى الكبرى في الحارة العليا من اهدن. وتسمية العبّارة تلك تعود، وبحسب التقليد الشفهي، انه كان في المحلّة، في القرون الماضية، عبّارة فوق الساقية الكبيرة الآتية من نبع مار سركيس ونبع مار عبدا لكي يقطع عليها السكان من جهة الى اخرى.
بُنيت الكنيسة للمرة الأولى في القرن الثامن من حجارة هيكل إهدن القديم، وبعد تدميرها خلال غزو المماليك لإهدن سنة 1283 رُممت أواخر القرن الـ 13 وأعيد بناؤها في القرن الـ 18 على يد الشيخ جرجس بولس الدويهي بعد طرد حكام آل حماده من اهدن وجبة بشري في 7 تشرين الأول 1759 من خلال المقاومة التي قادها مطران اهدن واكيم يمين.
ورُممّت مرات عدّة، ابرزها سنة 1900 لمّا تجدّد بناؤها على نفقة السيدة حوا شقيقة يوسف بك كرم والدة امين بك طربيه. وتخضع الكنيسة للترميم والصيانة الدائمة بشكل خاص على نفقة آل الدويهي ابناء الحارة.
وبما ان كنيسة مار بطرس وبولس كانت تعدّ افخم واكبر كنيسة في اهدن قبل بناء كاتدرائية مار جرجس سنة 1880، فاحتفل شيخ اهدن بطرس كرم في صيف 1837 بزفاف ابنته كاترين (كتور) على الشيخ نعمة العشي باحتفال ضخم جدا ترأسه مطران اهدن الأخير اسطفان الدويهي، وكان الإشبين برنس جوافنيل هنري لويس فيليب ابن ملك فرنسا الذي نزل ضيفا مكرما في قصر آل كرم ” الكبرى” الذي ورثوه عن الشهيد الشيخ يوسف جرجس بولس الدويهي. وذكر حفل الزفاف بإسهاب نسيم نوفل كاتب سيرة حياة يوسف بك كرم شقيق العروس، في كتابه “بطل لبنان الشهير الطائر الصيت المرحوم يوسف بك كرم” (1896) ص 235.
والجدير بالذكر ان كنيسة مار بطرس وبولس مثل كل كنائس زغرتا واهدن، تزخر بتقديمات وهدايا المؤمنين التي لا تُعدّ. كما تميزت هذا الكنيسة بتمثال القديس بطرس قدّمه في اربعينات القرن الماضي المغترب الزغرتاوي في المكسيك بطرس الشيخا الدويهي الذي زيّن اهدن وكنائسها بتماثيل عدة.
وهندسة الكنيسة هو على الطراز الماروني بحسب ما حدده الطوباوي البطريرك مار اسطفان الدويهي في كتابه منارة الأقداس.
تحيط بالكنيسة مقبرة تضم العديد من عظماء وابناء عائلة الدويهي، وسأذكر على سبيل المثال لا الحصر، المطران اسطفان هكتور الدويهي والفنان صليبا الدويهي والشيخ جرجس بولس الدويهي.

• الصورة المرفقة هي لكنيسة مار بطرس وبولس في اهدن بريشة الفنان صليبا الدويهي رسمها من اما منزله القريب من الكنيسة في اهدن.