Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر August 26, 2023
A A A
كلام جنبلاط أثار ارتياح الثنائي وريبة المعارضة…
الكاتب: منال زعيتر - اللواء

عندما يعترف وليد جنبلاط ان الحوار مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يشكّل حبل النجاة من أجل انتخاب رئيس للجمهورية وإنقاذ مستقبل لبنان، فعلى المعارضين من قوى وأحزاب مسيحية تحديدا التيقّن بأن رجلا بذكاء جنبلاط وحنكته السياسية لا ينطق من فراغ، وكلامه بمثابة رسالة «داخلية-اقليمية-دولية» لحل الأزمة اللبنانية… ثمة قائل من أركان الثنائي الشيعي بان جنبلاط أصاب مقتلا عند بعض المعارضين كالقوات اللبنانية، فيما شكّل لبعضهم الآخر سلم نجاة لإعادة ترتيب خياراتهم بانتظار أوان التسوية، أما بالنسبة للثنائي فان الترحيب بكلامه هو أقل الواجب.
صحيح ان تأكيد جنبلاط على أهمية الحوار للخروج من المازق اللبناني يتوافق مع وجهة نظر ثنائي «أمل – حزب الله»، لكن الصحيح أيضا ان الرجل استطاع خرق ما هو أبعد من فتح ملف الدعوة الى هذا الحوار لجهة تأمين ظهر حزبه السياسي برئاسة نجله النائب تيمور جنبلاط للخروج من إطار أي اصطفاف داخلي لا لجهة المعارضة التي ترفض أي حوار مع حزب الله ولا لجهة التيار الحر الذي تسير علاقته مع الحزب بشكل إيجابي بمعزل عن أي خلافات مستجدة بين التيار وحركة أمل، وفي هذا الصدد أكدت مصادر قيادية في الثنائي ان أي خلافات بين التيار ورئيس مجلس النواب نبيه بري لن تؤثر بأي شكل من الأشكال على مجريات ترتيب علاقة التيار بالحزب، جازمة بكلام لا لبس فيه بان الاتصالات قائمة بينهما واللقاءات تعقد حسب الحاجة، فيما أكدت على ان حزب الله ما زال يدرس خيار اللامركزية الإدارية المقدم من الوزير السابق زياد بارود والذي يتمسّك به باسيل.

يعترف الثنائي بان كلام جنبلاط كسر الجمود السياسي في البلد، فالملف الرئاسي لن يحلّ إلّا بالحوار كما دعا اليه جنبلاط ، وإلّا فان الملف ذاهب باتجاه المزيد من التعقيد، وفقا لتوصيف الثنائي فان الخارج عاجز عن الحسم، فيما المقاطعة الداخلية للحوار والتفاهم لن تنتج أي رئيس ولن تؤدي الى الحل… ثمة دعوة صريحة هنا وجّهها الثنائي للمعارضين للحوار بالاستماع جيدا لكلام جنبلاط ليجدوا الحل لأن التمترس خلف المواقف السياسية سيؤدي الى المزيد من التأزّم.
في المقابل، لا يريد الثنائي وفقا لمصادره تحميل كلام جنبلاط أكثر مما يحتمل، فالبيك لا يريد من كلامه موعدا مع السيد نصرالله أو يبحث عن مدخل لترتيب علاقة تيمور مع حزب الله.
بعيدا عن التنسيق الروتيني بين الحزب والاشتراكي… ولكن خلافا لما يقوله الثنائي، ثمة همس عن اتصالات وترتيبات يجريها جنبلاط الأب لتفعيل علاقة تيمور مع كافة القوى السياسية وتحديدا حزب الله وحركة أمل، وتحضير الأرضية اللازمة لتأييد الاشتراكي خيار الثنائي الرئاسي أي انتخاب رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه رئيسا للجمهورية.