Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر January 28, 2021
A A A
كر وفر ورصاص ونار… ماذا يجري في طرابلس؟
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

عاشت طرابلس امس ليلة مقلقة على الصعيد الامني كثرت فيها المخاوف من عودة التفلت الى عاصمة العلم والعلماء، المدينة التي فيها ما يكفيها من ظلم وقهر ووجع وجوع، العاصمة الثانية للبنان التي ما صدق اهلها انهم اغلقوا صفحة دموية من يوميات مدينتهم واستعادوا الامن الذي ادى غيابه وتغلغل مجموعات ارهابية في شوارعهم الى دفعهم ثمناً باهظاً لا يريدون تكراره مجدداً.
نعم الجوع كافر وخط الفقر لامس معظم العائلات في طرابلس والاقفال زاد الطين بلة من دون اي تحرك ملموس من قبل المعنيين لكن ما جرى خلال الايام القليلة الماضية ايصاً غير مقبول وجنح نحو العنف، فالاحتجاج خرج عن اطاره المطلبي نحو احداث اضرار اعاد فيحاءهم سنوات الى الوراء وهذا بالتأكيد لا يريده اي مواطن طرابلسي رغم وجعه وضيقه ويأسه من وضع بات لا يحتمل ورغم شعوره بأن الكورونا باتت ارحم من الموت جوعاً .
ليلة دامية عاشتها طرابلس امس تخللها كر وفر ورصاص ورمي حجارة وقنابل مسيلة للدموع واحراق آليات ومواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية اسفرت عن سقوط ضحايا من الجانبين.
بالامس شكل مشهد محيط سرايا طرابلس صورة لما يمكن ان يجري في كل لبنان اذا خرجت الاحتجاجات المطلبية من اطارها السلمي فهل يحتمل البلد المزيد من الهزات؟.
نعم من حق ابناء طرابلس اطلاق الصرخات المدوية احتجاجاً على تردي اوضاعهم المعيشية ومن حقهم التظاهر ورفع الصوت بدل الموت بهدوء جوعاً، انما النحي باتجاه اعمال الشغب قد يؤدي الى ضياع المطالب المحقة وربما ايضاً الى ضياع البلد الذي يعيش اركان الحكم فيه ضياعاً كاملاً عن هموم الناس ومآسيهم.