Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر April 1, 2024
A A A
كذبة نيسان…”مشيت عليك”؟!
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

“مشيت عليك” عبارة تقال اذا نجحت الخدعة في اول نيسان وصدق المخدوع الخبر.

كذبة بريئة يقال انها بيضاء يطلقها فكهاء بقصد المزاح والتسلية في اليوم العالمي للكذب الموافق في الاول من نيسان.
هذا تقريباً في العالم اجمع اما عندنا في لبنان فللكذب العديد من الايام ولنا معه محطات عدة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
– ايام الانتخابات تكثر الوعود الطنانة الرنانة التي تتبخر بعد النتائج وبوقاحة ما بعدها وقاحة.
– الكذب في بعض الاعلام حدث ولا حرج، فالخبر ذاته يعطى اكثر من معنى والتحليلات السياسية معظمها يُبنى على شائعات فتضيع الحقيقية ويضيع معها المتابع من دون ان ننسى الحملات المغرضة المدفوعة الاجر مسبقاً.
– اليست كذبة كبيرة التطمينات التي اطلقت بأن الليرة بخير حتى تدهورت الليرة بشكل مأساوي امام الدولار وطارت معها اموال المودعين!.
– اين الكهرباء من الوعود بتغذية ٢٤/٢٤، هذه بالفعل تحققت انما عبر المولدات الخاصة؟.
– اليست السدود الطافحة بالمياه كذبة انما ليست من اكاذيب الاول من نيسان لانه بالفعل اقيمت السدود ولكن غابت المياه؟.
– اليس القول بان مرجعيات دينية تمنت عدم اعطاء تأشيرات للهجرة اشاعة كبيرة والدليل العديد الكبير لهجرة الشباب والشابات؟.
– اين ضمان الشيخوخة والطبابة المجانية والناس تموت في بيوتها ولا تدخل المستشفيات لانها لا تملك ترف الاستشفاء؟

هذا غيض من فيض الاكاذيب التي تعيشها يومياً بحيث باتت امنياتنا تصلح ان تكون كذبة متداولة في الاول من نيسان كأن نقول لبعضنا بات لدينا خطة سير وترامواي وحتى قطار او نقول ادوية السرطان متوفرة وبكثرة او ربما نقول اصبح لدينا رئيساً للجمهورية.

في لبنان لم نعد بحاجة لاول نيسان كي نكذب والكذب لا يقتصر على السياسيين والمسؤولين فقط بل ايضاً بات شائعاً في صفوف معظم المواطنين الذين يبررون اكاذيبهم وتكاذبهم بان الحياة في لبنان “تحتاج كده” فيما لو كنا نعيش بصدق مع انفسننا ووطننا لما وصلنا الى ما نحن عليه.
الكذب في لبنان بات ملح الرجال والنساء والصادقون قلة.
ترى مشيت عليك عزيزي القارىء واحدة من هذه الاكاذيب.
بالتأكيد الجواب ايجابي اذا كنت تعيش بلبنان!.
فريديريك نيتشه كتب: “ما يسيئني ليس أنّك كذبت عليّ، بل أنّني لم أعد أستطيع تصديقك” ولكن يبدو اننا في لبنان نستمر في تصديق الكذب واحيناً نعول عليه.