في الأول من نيسان من كل سنة، يميل بعض الأشخاص إلى الاستمتاع بممارسة الحيل والخدع على أصدقائهم وأفراد عائلتهم، مثيرين الدهشة أو الخوف، أو ربما الاثنين معًا، وهذا ما يُعرف بـكذبة أول نيسان. فمتى وكيف بدأت كذبة أول نيسان؟

هناك معلومات متضاربة حول هذا الموضوع، اذ يُرجع بعض المؤرخين أصل هذا اليوم إلى عام ١٥٨٢، حين قررت فرنسا تبني التقويم الغريغوري وفقاً لتوصية البابا الثالث عشر وذلك عام ١٥٦٣. وكان العام الجديد في التقويم اليولياني السابق بدأ مع حلول الاعتدال الربيعي في حوالي ١ نيسان، وبسبب عدم معرفة بعض الأشخاص بالتغيير وانتقال بداية العام الجديد إلى الأول من كانون الثاني، احتفلوا ببداية العام الجديد كالمعتاد في الأول من نيسان، مما جعلهم موضعًا للسخرية، وأُطلق عليهم “حمقى أبريل”.
قام البعض بوضع شعار لسمكة مصنوعة من الورق على ظهورهم، وأطلقوا عليها اسمPoisson d’Avril” أو “سمكة أبريل”، رمزًا لسهولة اصطيادهم كالسمك.
وفي المقابل، ربط البعض الآخر من المؤرخين يوم كذبة أول نيسان بمهرجانات هيلاريا التي كان يتم الاحتفال بها في روما القديمة، حيث كان الأشخاص يرتدون الملابس التنكرية في هذه المهرجانات ويسخرون من غيرهم.

ومن أبرز خدع أول نيسان في التاريخ وأكثرها طرافة، هي خدعة الأشجار التي تثمر معكرونة.
ويُعتبر التقرير التلفزيوني الذي قدمه الإعلامي ريتشارد ديمبلي عام 1957 من بين أولى القصص الطريفة التي تم بثها اذ أشار التقرير إلى حصاد موسم غني من المعكرونة سباغيتي، حيث نمت على أشجار في سويسرا، وبادر بعض المستمعين للاتصال بالبرنامج للاستفسار عن كيفية زراعة أشجار السباغيتي، وقد استمر القيمون على البرنامج بخدعتهم واكدوا للمتصلين ان الامر يتم عبر غرس بعض قطع السباغيتي في علبة تحتوي على شرائح الطماطم، ومن ثم انتظار النتائج.

وتظل كذبة أول نيسان تمثل فرصة للسخرية اللطيفة والاستمتاع بالمرح مع الأصدقاء والعائلة، ولكن هل يكون يوم كذبة أول نيسان هو يوم الكذب الوحيد الذي يكتفي به الناس؟.