Beirut weather 11.32 ° C
تاريخ النشر September 7, 2016
A A A
قمّة العشرين … من يقود العالم؟
الكاتب: نبيه البرجي - الديار

يحق لروبرت كاغان ان يقول «نحن ابناء المريخ وهم ابناء الزهرة». ألفن توفلر عالم المستقبليات الشهير، توقع ارسال مركبة فضائية الى السماء قبل غروب القرن الحادي والعشرين…
تساءل ضاحكاً ما «إذا كان هناك من يستقبلنا ليدعونا الى احتساء القهوة في جهنم؟».
في قمة العشرين، بدت الولايات المتحدة وكأنها لا تزال تقود العالم، ستظل تقوده الى الأبد. بائسة دول البريكس. في البرازيل تأكل الكلاب الاطفال النيام على الأرصفة، وفي الهند تتكدس الهياكل العظمية على ضفاف نهر الغانج بحثاً عن خلاص ما، وفي الصين خوف من زلزال ما ينتظرها، أما جنوب أفريقيا فكل شيء يتباطأ ويعود الى الوراء…
ماذا عن روسيا التي تحاصرها الأزمات من كل حدب وصوب. انها تستورد الملاعق والعقاقير والملابس الداخلية. اي نكهة للفودكا من دون طبق الهوت دوغ؟
التنين الاصفر بدا واجفاً في القمة، صحيح ان الصينيين يحملون سندات خزينة اميركية بما يناهز التريليون دولار، لكنهم يعلمون انه اذا حدثت هزة في الولايات المتحدة، فهل تبحث الصين عن سوق بديلة لمنتجاتها في جزر القمر؟
كما تدار العقول (والغرائز) من هوليوود، تدار الأسواق، والشبكات المالية، من وول ستريت. كان اندريه فونتين يقول ان ثورة الاتصالات ترصد ما يحدث بين اسناننا…
البنك الدولي بيد مَن؟ صندوق النقد الدولي بيد مَن؟ ناهيك عن وكالة التنمية الدولية. مرة اخرى، أميركا هي النسخة البشرية عن القضاء والقدر. يا لسذاجتنا حين نتصور ان الكرة الأرضية تدار من ذلك المكتب البيضاوي في البيت الابيض، هناك الـ Establishment ، وحيث معسكرات الأدمغة التي تعمل على مدار الزمن لا على مدار الساعة…
فتش عن اليهود في كل ارجاء الـ Establishment . كان الأسقف الكاثوليكي جيلبرت روفاني يسأل ما اذا كان الحاخامات قد طردوا السيد المسيح من اميركا. ثقافة التوراة هي التي تحكم العقل اللوثري بعدما كان مارتن لوثر قد كتب ما كتب عن اليهود. ما ذاك الشيء الذي جعل رأسه ينقلب رأساً على عقب ليرى في الاسلام مجرد نتاج للأبالسة؟
هكذا باستطاعة دنيس روس، والى جانبه السناتور جون ماكين، ان يشترط «لا حل في سوريا الا بعد وضع مسودة معاهدة السلام بين دمشق واورشليم».
أين المفاجأة اذا ما قرأتم رسالة مايكل راتني، مبعوث الولايات المتحدة الخاص لسوريا، الى «السادة ممثلي الفصائل الثورية في سوريا»، متمنياً «ان تصلكم هذه الرسالة وانتم في منتهى الصحة»، على ان «توزع هذه الرسالة على ممثلي فصائل المعارضة الكبرى، والرجاء توزيعها على الفصائل الأخرى ايضاً».
من يمسك بخيوط المعارضة في سوريا، والى اين؟ الى اورشليم حتماً…
لا مجال لأن ننفي دور الكثير الكثير من الفقهاء السنّة والشيعة في نبش القبور، وفي دفع النص الى خارج جدلية الأزمنة، وفي تحويل الفوارق الشكلية الى فوارق جوهرية، وفي استنساخ الدين، وأحياناً استنساخ الله يغدو على شاكلة فئة دون أخرى.
ولكن ألم يقل زبغنيو بريجنسكي ان واشنطن لعبت دوراً كبيراً في الدمج بين الايديولوجيا والاستراتيجيا في الشرق الاوسط ليندلع الصراع السني – الشيعي، وبالتالي تفكيك مجتمعات المنطقة حجراً تلو حجر…
وهل عبثاً قال سفر اشعيا ان دمشق تزول من بين المدن وتصبح ركاماً من الانقاض؟ هذا هو الوقت الذي تولول فيه الأبواب بحسب النص التوراتي. ألا تزال هناك ابواب في المشرق العربي لكي تولول؟
من الذي أوحى للملك عبدالله الثاني بالحديث عن «الهلال الشيعي»، لكأنها العبارة – المفتاح لتفجير المنطقة، وهذا الذي يحدث حالياً، لا دول بل مستودعات للقبائل. الذين على مقربة من ديفيد بولوك يعرفون ما وراء قهقهاته حين يتحدث عن «ليل الآلهة في الشرق الاوسط».
بعد آن، او بعد فوات الاوان، نكتشف، نحن الذين نظن اننا نحمل الله على ظهورنا، اننا قطيع من الدمى. ادمغتنا التي كنا نحسب انها تصنع في جنرالات الكتريك (كما الثلاجات او المكانس الكهربائية) انما تصنع في الأقبية…
أين كنا في قمة العشرين؟ هل هو اقتصاد اقتصاد البعد الواحد أم انه سبيلنا الى الاضمحلال!!