Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر July 16, 2018
A A A
قمة هلسنكي.. سقف توقعات منخفض وإقرار بدور روسيا العالمي
الكاتب: سامر إلياس- الحياة

يلتقي الرئيسان دونالد ترامب وفلاديمير بوتين اليوم في قمة تعقد في هلسنكي لمناقشة مجموعة من الملفات الدولية، وسط سقف منخفض من التوقعات، وإقرار بدور روسيا العالمي.
ووفق التصريحات التي سبقت القمة، فإن الزعيمين سيتطرقان إلى قضايا أساسية أهمها: أوكرانيا، القرم، حلف شمال الأطلسي، ملف الأسلحة الإستراتيجية، سورية، الملف النووي الإيراني، الحرب السيبرانية بما في ذلك التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية 2016. ومن المنتظر أن يبحث الزعيمان ملفات الأخرى منها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأفغانستان. ويرجح أن يتطرق الزعيمان إلى مواضيع اقتصادية مثل العقوبات الغربية على روسيا والنفط.
اختراق جزئي يمكن أن يحدث، وفق خبراء، في الملف الأوكراني. فمع إصرار الجانب الروسي على رفض التراجع عن ضم القرم ومراهنته على الزمن في أن يرضخ الأوروبيون للأمر الواقع، سعى ترامب إلى تحميل سلفه باراك أوباما المسؤولية عن استيلاء روسيا على شبه الجزيرة في محاولة على ما يبدو لإخراجها من دائرة البحث أو الاكتفاء بإشارات عابرة عامة لا تسبب إحراجاً للطرفين، ولا يستبعد خبراء في موسكو الوصول إلى صيغة تبدأ من تسوية الأمور في شرق أوكرانيا. وعلى رغم إصرار موسكو على عدم تدخلها عسكرياً، والتزامها اتفاقات مينسك مقابل تحميل كييف المسؤولية، يمكن أن يبحث الطرفان السبل للبدء بحل سياسي مع تعهد روسي بعدم التدخل في شؤون أوكرانيا يتضمن حكماً ذاتياً لمنطقة «دونباس» وحل موضوع المراقبين على الحدود مع روسيا وإنهاء العمليات العسكرية وتبادل الأسرى والبدء بإعادة دمج شرق أوكرانيا وإعادة إعماره مقابل تخفيف تدريجي على مراحل متوازية مع الحل عن بعض العقوبات المفروضة على روسيا.
ويأمل الكرملين بأن الخلافات داخل «ناتو» بين ضفتي الأطلسي، وفتور حماس العسكريين الأميركيين للتمدد في آسيا الوسطى، والبدء بخريطة طريق لحل الأوضاع شرق أوكرانيا، يمكن أن تعيد الحوار بين الطرفين ويخفف من العداوة التي تشعل نيرانها بلدان البلطيق وبولندا مقابل علاقات جيدة تجمع موسكو مع عدد من بلدان الحلف.
وبعد عرضها لأسلحة «فريدة لا تقهر» قال بوتين إنها تضمن أمن روسيا سنوات طويلة، تسعى موسكو إلى تفاهمات تضمن منع الانزلاق إلى سباق تسلح جديد، وتمديد اتفاقات الحد من الأسلحة الإستراتيجية، ما يضمن لها الالتفات إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية.
ومؤكد أن روسيا لن تمانع في تكرار عدم تدخلها في الانتخابات الأميركية، والتأكيد أنها لن تتدخل مستقبلاً، كما أنها يمكن أن تقترح وضع آليات مشتركة لمواجهة الهجمات السيبرانية.
وفي حين يُرجح أن تتواصل الخلافات حول الملف النووي الإيراني، فإن موسكو تسعى إلى منع انزلاق الأمور إلى حرب ضد طهران. ومن المحتمل أن تواصل موسكو الضغط مع الأوروبيين على واشنطن للبحث عن صيغة مرضية لكل من واشنطن وطهران. في حين يُرجح أن يتم التطرق إلى قضايا أخرى مثل الوضع الفلسطيني بعبارات عامة مكررة.
إلى ذلك، أبدى كبير الديموقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي مارك وارنر قلقه من ترامب خلال لقائه بوتين اليوم. وقال السيناتور وارنر من ولاية فرجينيا: «نحن نعلم أن ترامب لا يقوم بالكثير من العمل التحضيري لهذه الاجتماعات». ويشير وارنر إلى خلفية بوتين في جهاز الاستخبارات الروسي (كي. جي. بي.)، مبدياً خشيته من «استغلال» بوتين ترامب خلال القمة.
وقال وارنر إنه «من الأفضل وجود أميركيين آخرين في الغرفة (خلال لقاء بوتين ترامب)، والتأكد من نقطة أساسية في الأجندة وهي ضمان عدم تدخل روسي آخر في انتخاباتنا».
ومن برلين، حذر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الرئيس الأميركي من مغبة عقد أي صفقات منفردة مع روسيا على حساب الحلفاء الغربيين للولايات المتحدة.
وقال ماس لصحيفة بيلد أم زونتاج «قلنا دائماً إننا في حاجة إلى الحوار مع روسيا. لذا فإن المحادثات بين واشنطن وموسكو أمر جيد». وأضاف «ستكون أيضاً خطوة للأمام إذا منح هذا الاجتماع قوة دافعة لنزع السلاح النووي».
وفي هلسنكي، تظاهر الآلاف أمس عشية القمة التاريخية. وتوجه المتظاهرون الذين قدرهم المنظمون بآلاف عدة، في حين أشارت الشرطة إلى ما بين ألفين و2500 شخص، إلى ساحة مجلس الشيوخ أسفل الكاتدرائية اللوثرية، على مسافة قريبة من القصر الرئاسي الذي سيستضيف الرئيسين الأميركي والروسي. ولبّى هؤلاء دعوة عشرات المنظمات غير الحكومية والجمعيات.
في المقابل، عبّر نحو خمسين متظاهراً مقربين من حركة شبابية مناهضة للاتحاد الأوروبي إضافة إلى ناشطين في مجموعة من اليمين المتطرف، عن تأييدهم ترامب في وسط هلسنكي.
ومن المقرر تنظيم تظاهرات أصغر حجماً اليوم خلال القمة.