منذ اليوم الأوّل من الإعتصامات والمتطوّعون في صفوف الصليب الأحمر اللبناني متواجدون في كلّ ساحات الوطن على أهبّة الاستعداد للخدمة: يسعفون وينقلون المرضى إلى المستشفيات والمصحّات. طلّتهم المميّزة وزيّهم مصدرا ثقة واحترام، يتجاوب معهم المعتصمون ويسهّلون تنقّلاتهم ويفسحون الطريق لمرور سيّاراتهم بين الحشود.

ما إن يتلقّون نداءً حتّى يهرعوا مع معدّاتهم لنجدة المستغيث وانقاذ حياته. منذ يومين وفيما كنّا في تغطية صحافية في ساحتي الشهاء ورياض الصلح لاحظنا فريقاً مؤلّفاً من 5 متطوّعين يهرولون بين الحشود مع النقالة للقيام بواجبهم وخدمتهم الإنسانية. وفي 18 تشرين الأوّل، لفتنا خلال جولتنا الميدانيّة بين مناطق سن الفيل وفرن الشباك والحدت، تبادل نداءات بين المحتجّين لإزالة بعض الإطارات لدى سماعهم صافرات سيارات الإسعاف.

في حديث مع “النهار”، يُنوّه الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتّانة بالتجاوب التام من قبل المواطنين، ويقول “الصليب الأحمر يساعد الجميع ولا يُهمِلُ أحداً. فنحن إلى جانب كلّ إنسان في الليل والنهار، تحت الشمس أو المطر، في المظاهرات والعواصف والكوارث الطبيعية وفي النزاعات المسلّحة؛ دون أيّ تمييز طائفي، عرقي أو اجتماعي…”. ويلفت إلى أنّ المسعفين يقومون في ظلّ الحالة الإستثنائية التي تمرّ بها البلاد، بنقل أطفال السان جود والمرضى لتلقّي العلاجات الكيميائية وغسل الكلى إلى المستشفيات والأفراد العالقين في سياراتهم وهم بحاجة إلى إسعاف. ولتأمين الخدمة للجميع، تتواجد ميدانيّاً 23 سيّارة إسعاف في طرابلس، بيروت، الشمال والجنوب؛ مشيراً إلى جمعيات أخرى تقوم بأعمال إنسانية مماثلة.

وكانت المنظّمة نفت كلّ الإشاعات التي انتشرت حول نقل وزراء إلى القصر الجمهوري وطلبت من المواطنين عدم الأخذ بها.

عن حقّ المتطوّعين في المشاركة بالإعتصامات، يشرح الأمين العام أنّ الصليب الأحمر جمعيّة حياديّة، غير متحيّزة، على مسافة واحدة من الجميع فهي تقوم بعمل إنساني وتطبّق القانون الدولي الإنساني. والصليب الأحمر يستوعب كلّ الناس وقرار عدم المشاركة لإبقاءه على الحياد ومصدر ثقة.

وتداول أفراد عبر مواقع التواصل الإجتماعي صورة لمتطوعين يحملون ورقة كتبوا عليها “كونوا بأمان… قلوبنا معكم… من أجل لبنان”.

من ساحة الإعتصام في بيروت يوجّه شبّان الشكر للمسعفين الذين هم على جهوزيّة دائمة قائلين: “المتطوّعون صورة عن الإنسانية الحقيقية والتضامن الذي نسعى إلى توطيده في وطننا”.