Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر January 16, 2025
A A A
«قطوع» الإستشارات مرَّ بسلام..!
الكاتب: صلاح سلام - اللواء

اللبنانيون يعيشون هذه الأيام «حلم» عودة الدولة، بعد إنتظار طال سنوات مريرة، سادت فيها شريعة الفساد والفشل والزبائنية، وهيمنت خلالها سياسة التعطيل على محاولات الإنجاز، وسقطت في زواريبها المؤسسات العامة والإدارات الرسمية، وتحوّلت أقواس المحاكم إلى متاريس سياسية وحزبية، وغاب القضاء وحضر قدر التسلط والتهويل على القضاة، وضاعت ودائع الناس في عمليات نهب منظمة تشارك في آثامها المصرفية تحالف الفساد والمال.
يكاد اللبنانيون لا يصدقون أن ما تحمله الأيام المشرقة من تغييرات متسارعة، هي وقائع المرحلة الواعدة من الأمن والإستقرار، بعد عقود من القلق والإضطراب، والحروب الداخلية والإقليمية، والإعتداءات الإسرائيلية التي تدمر البشر والحجر، وتحرق الأخضر واليابس، وكل ما كان يحوّل حياة اللبنانيين إلى جحيم لا يطاق، دفع عشرات الألوف من العائلات إلى الهجرة والإنتشار في صقاع المعمورة.

الرهان على المرحلة الجديدة، أصبح مسألة حياة أو موت بالنسبة للأكثرية الساحقة من اللبنانيين الذين يتمسكون بأسنانهم ببوادر الإنفراج والإنقاذ، ويبتعدون عن كل محاولات العرقلة والتأخير، ويؤكدون على إستمرار الحرص من الجميع على التعاون في مسيرة العهد الإنقاذي، الذي بدأ بإنتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، وتكليف القاضي الدولي نواف سلام تشكيل حكومة الإصلاح والإنقاذ.
ردة فعل الثنائي الشيعي السلبية على نتائج الإستشارات النيابية في القصر الجمهوري لتسمية الرئيس المكلف، أثارت «نقزة» لدى اللبنانيين، وحذراً من العودة إلى زمن التعطيل، وترك البلد بلا حكومة أشهراً أخرى، مع كل ما يعني ذلك من إجهاض لإنطلاقة العهد الجديد، وإنهيار الآمال الكبيرة المعلقة على عودة لبنان إلى صدارة الإهتمامات العربية والدولية.
ولكن مسارعة الرئيسين عون وسلام إلى تطويق ردود الفعل بتطمينات جدية وواضحة، تؤكد على مشاركة الجميع في ورشة العودة إلى الدولة، وإطلاق ورشة إعادة الإعمار، والتمسك بمشاركة المكوِّن الشيعي في الحكومة العتيدة، لقي تجاوباً من الرئيس نبيه برّي، الذي أكد أمس بحكمته المعهودة بأن «لبنان بدو يمشي». وتم التوافق مع الرئيس المكلف على عقد إجتماع عمل غداً الجمعة، لتنقية الأجواء والبحث في ترسيخ التعاون بين كل الأطراف المخلصة لإخراج البلاد والعباد من مهاوي الأزمات والإنهيارات المتلاحقة.
«قطوع» الإستشارات مرَّ بسلام بعد كلمات نواف سلام الصادقة، وعقبال «قطوعات» تشكيل الحكومة!