Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر April 4, 2017
A A A
قطعة مفقودة في «بازل» ليفربول
الكاتب: شربل كريم - الأخبار

صحيح أن ليفربول حسم «دربي ميرسيسايد» بطريقة رائعة بتغلبه على جاره إفرتون في نهاية الأسبوع، لكن الواقع أن ما ينقص هذا الفريق هو ربما قطعة واحدة لاستكمال «البازل» الجميل الذي ركّبه يورغن كلوب. قطعة وقد يصبح «الحمر» أقوى فرق الدوري.

ما الذي ينقص ليفربول ليكون على رأس لائحة الترتيب العام للدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم؟
هو سؤال طُرح منذ إطلاق المدرب الألماني يورغن كلوب ورشة بناء فريق “الحمر” لكي يكون على قدر تطلعات جمهوره الكبير.

النواقص كانت كثيرة، وقد ملأها كلوب تباعاً، لكن “الانفصام” الذي يعرفه فريقه حالياً يترك مجالاً للكلام عن نقصٍ في مكانٍ ما، إذ إن لوحة “البازل” لن تكتمل في حال عدم إيجاد القطعة المفقودة لينهي تركيبها.
الواقع، قد يتفق كثيرون بأن ليفربول لديه نقص في خط الوسط، بحيث يحتاج الى لاعبٍ يمكنه لعب أكثر من دور في آنٍ معاً، وهذا الأمر لا يمكن أن يترجمه البرازيلي فيليبي كوتينيو المميز هجومياً، ولا الهولندي جورجينيو فينالدوم القوي دفاعياً وغير الثابت أداءً هجومياً، ولا حتى آدم لالانا المطلوب منه ربط الخطوط والكثير من المسؤوليات على أرض الملعب، ما يحدّ من لعبه دوراً محورياً في الكثير من الأحيان.
إذاً، ضالة ليفربول في لاعب “جوكر”، وهو الأمر الذي رآه كلوب في مواطنه لاعب الوسط محمود دهود الذي كان هدفه الأول في الصيف المقبل، لكن فجأة حطّ السوري الأصل في بوروسيا دورتموند الذي سينضمّ إليه من بوروسيا مونشنغلادباخ بعد أشهر قليلة.
هي خسارة لليفربول خارج الملعب ولو أن بعض الصحافة الإنكليزية تحاول التقليل من حجم الموضوع. لكن الحقيقة مغايرة تماماً، إذ إنه لا يمكن إيجاد أي لاعب في صفوف “الريدز” يشبه دهود في شهيته المفتوحة دائماً على الجري في مختلف أرجاء الملعب، وعلى التحرك بين الخطوط لتسلّم الكرة تحت الضغط وقيادة الهجمات والوصول الى الشباك وصد العمليات الهجومية ضد فريقه.
بالتأكيد، خسارة السباق الى صفقة دهود هي أكبر من خسارة ليفربول وكلوب لسباقٍ آخر مع أرسنال على خدمات السويسري غرانيت شاكا، الذي ولحسن حظ “الحمر” لم يتمكن من إثبات نفسه في “البريميير ليغ” حتى الآن.

* للموسم الثاني توالياً، يضلّ ليفربول الطريق إلى هدفه في سوق الانتقالات.

اللاعب الألماني كان ضرورة لليفربول لخلق تنويع في اللعب انطلاقاً من منتصف الميدان، حيث يجيد التحرك والتمرير السريع للكرات القصيرة عندما يحتاج الأمر أو يغيّر النمط الى كرات طويلة تصل بدقة الى قدم أي مهاجم. وهذه الميزة هي ربما التي جذبت كلوب إليه، إذ إن فريقه يفتقر الى لاعب بهذه الخصائص، ولو أن البعض يرى في جوردان هندرسون الأقرب الى هذه الصورة التي مثّلها سابقاً بأبهى حلّة القائد الذي لا يُنسى ستيفن جيرارد. ودهود يشبه جيرارد عندما كان الأخير في الـ 21 من العمر، وذلك من خلال النضج الذي يتمتع به والروح القيادية في آنٍ معاً.
“البازل” كانت ستكتمل لأن لاعباً مثل فينالدوم كان سيخلق الى جانب دهود التوازن كونه أكثر انضباطاً من الألماني، بينما كان لالانا سيتحرر أكثر ويستفيد من المساحات التي يمكن أن يجدها له دهود في الثلث الأخير من الملعب، حيث يستغل مهاراته الفردية لخلق تمريرات حاسمة ذكية.
كما لا يمكن إغفال أن وجود دهود كان ليكمل لاعباً ألمانياً آخر يتميّز في قطع الكرات الهوائية ويؤمن القوة البدنية في الوسط، وهو إيمري كان القادم من المدرسة نفسها.
الآن سيبحث كلوب عن شبيه لدهود، ولمَ لا من ألمانيا؟ حيث يوجد الكثير من طينة اللاعب المذكور، والمتألقين كثر خلال الموسم الحالي، وعلى رأسهم لاعب ريد بُل لايبزيغ الغيني نابي كيتا، الذي ما برح يسير في درب التطوّر، منصّباً نفسه أحد أهم لاعبي “البوندسليغا”. وبلا شك، فإن لاعباً مثله تمكن من أن يأخذ “البريميير ليغ” بعاصفته ويحوّل ميزان القوى الى “أنفيلد رود”، تماماً كما فعل هذا الموسم الفرنسي نغولو كانتي الذي نقل معه قوته في ليستر سيتي إلى تشلسي، لتكون النتيجة التي باتت معلومة بالنسبة الى الجميع.
**

%d8%b5%d9%81%d9%88%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%b2-%d9%8a%d8%b4%d8%a8%d9%87-%d9%85%d8%ad%d9%85%d9%88%d8%af-%d8%af%d9%87%d9%88%d8%af
لا يمكن إيجاد أي لاعب في صفوف «الريدز» يشبه محمود دهود.