Beirut weather 12.99 ° C
تاريخ النشر May 23, 2024
A A A
قطاع النحل بخطر… موقع المرده يلقي الضوء
الكاتب: نور فياض - موقع المرده

يتم الاحتفال باليوم العالمي للنحل كل عام، بهدف رفع مستوى الوعي حول الدور الأساسي الذي يلعبه النحل والملقحات الأخرى في الحفاظ على صحة الناس والكوكب، ويتم الاحتفال بهذا اليوم منذ عام 2018، وذلك بفضل الجهود التي بذلتها حكومة سلوفينيا بدعم من أبيمونديا (الاتحاد الدولي لرابطات النحالين) التي دفعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إعلان يوم 20 مايو يوماً عالمياً للنحل
في لبنان، تربية النحل ليست وليدة اليوم، انما هذا القطاع عرف منذ عصور، لكن اليوم تعرّض القطاع الى خسائر جمة ان كانت بطريقة مباشرة او غير مباشرة بسبب القصف الذي يتعرض له الجنوب من قبل العدو، وبات النحل عرضة للموت ما جعل النحالون ينضمون الى الشرائح المتضررة.
يقول مصطفى رعد الصحافي المتخصص في القضايا البيئية عبر موقع المرده ان:”وفقا لوزارة الزراعة خسر الجنوب ٦ الاف قفير تحوي كل منها على تقريبا ٣٠٠٠ الى ٥٠٠٠ نحلة، اضافة الى ذلك خسر الجنوب ايضا ٨٠٠ هكتارا من الاراضي جرّاء القصف، كذلك خسر اكثر من ٤٠ الف شجرة زيتون وبالتالي فقد النحل احد الموائل التي هي مصدر التلقيح له ما اثر ذلك على الامن الغذائي في الجنوب وفي الوقت عينه على جودة العسل”.
ويوضح رعد ان:” النحل مسؤول عن تلقيح ٨٠ صنفا من اصل ١٠٠ من مأكولاتنا كالقمح ، الحبوب وغيرها من المواد الغذائية التي نستهلكها.
في لبنان ٤١٧ الف خلية يمكنها انتاج ١٥٠٠ طنا من العسل خسر منها الجنوب ٦٠٠٠وسبّبت هذه الخسارة ضررا لأكثر من ٨٠٠٠ نحال في كافة الاراضي اللبنانية من هواة ومخصصين.”
ويذكر رعد:” من العوامل التي اثّرت سلبا على هذا القطاع، عدم قدرة العسل اللبناني على دخول اوروبا بسبب كمية المبيدات والامراض التي قد تصيبها مثل حشرة الفاروا التي كانت الدولة تؤمن الادوية لمعالجتها، بالإضافة إلى “الربيع المبكر”، إذ أنّ النحل لا يمكنه الخروج من القفير في حال كانت الحرارة أقل من ٢٠ درجة مئوية، وقد لا يستطيع النحل العودة إلى القفير بسبب تلاشي الحقل الكهرومغناطيسي الذي تعتمد عليه، مما يتسبب بعدم معرفة اتجاه طريق العودة وبالتالي الموت، بالاضافة الى الفوسفور والحرائق التي تؤثر على جودة الهواء والمياه ما يجعل من العسل ملوثا، كما ان ازمة المناخ تسببت بتضرر هذا القطاع”.
ويلفت رعد الى ان:” ٢٢ ايار هو اليوم العالمي للتنوع البيولوجي فيمتلك لبنان ٢.٦٣٪؜ من انواع الزواحف والطيور والثديات عالميا، ١.١١٪؜ من انواع النباتات و ٠،٠٠٧٪؜ من المساحة البرية عالميا ستكون بخطر ان لم نحافظ عليها”.

في السياق عينه، يشير الدكتور داني العبيد احد المختصين بقطاع النحل الى ان:” هناك ٢٠ الف نوع من النحل، والاكثر انتشارا هو نحل العسل، لكن القطاع قديم وتطوّر جدا، اذ منذ اكثر من ٢٠ سنة بدأنا بإستيراد النحل الايطالي وغيره”.
ويلفت الى ان:” يتواجد في لبنان خليط من انواع النحل على كافة الاراضي اللبنانية، وكان العسل اللبناني ممنوعا من التصدير بسبب عدة عقبات لكن بجهد المعنيين ازيلت وبتنا نصدّر الى الخليج والى البلاد التي يتواجد فيها اللبنانيون.”
ويوضح:” عدة نحالين ينقلون النحل الى الجنوب في فصلي الشتاء والربيع ليستفيدوا من عسل الافوكا والليمون، لكن اليوم بسبب القصف الاسرائيلي، غالبية النحالين لم يستطيعوا ان ينقلوا النحل بسبب تقلّص مساحة الاراضي، القصف الفوسفوري من قبل العدو الاسرائيلي الذي يعرّض النحلة الى الموت وايضا يمتصه العسل والشمع وبالتالي يؤذي النحلة في حال لقّحت من تلك الشجرة”.
ويقول العبيد:” هذه السنة وفي اليوم العالمي للنحل تم اختيار الاضاءة على اهمية النحلة والعناصر الشابة، ففي لبنان دخل الشباب هذا القطاع الذي جذبهم وخاصة بعد فترة كورونا، وادخلوا الحركة والافكار الشابة ما سيجعل لهذا القطاع مستقبلا باهرا”.

في كانون الثاني من هذا العام، وجدت دراسة عالمية أنه منذ عام 1990، اختفت ربع جميع أنواع النحل، والتي يبلغ مجموعها حوالي 20 ألف نوع.
وأشار الخبراء إلى أن هذا الانخفاض في أعداد النحل ينبئ بعدة أزمات من بينها نقص العسل، واختفاء بعض الفواكه والخضراوات، مثل الجزر والتفاح والبطيخ والبصل والليمون، والتي ستصبح جميعها سلعًا أسطورية من حقبة ماضية.
وعلى الرغم من هذا الخطر الا انه لم يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة للتصدي لذلك.