قال الرئيس دونالد ترامب يوم الثلثاء انه سيرحب بتعليق تمويل الحكومة الفدرالية من قبل الكونغرس، ما يعني عمليا “اغلاق” المؤسسات الحكومية
(باستثناء تلك المعنية بالامن القومي)، اذا لم يوافق الديموقراطيون في الكونغرس على مقترحاته المتشددة بشأن الهجرة .
يوم الثلاثاء ايضا شهدت اميركا اطلاق أقوى صاروخ في العالم من المنصة ذاتها التي انطلق فيها الصاروخ الذي أوصل الاميركيين الى سطح القمر في 1969. ولكن هذه المرة وكالة ناسا الفضائية الرسمية كانت متفرجة، لان الصاروخ المسمى “الصقر الثقيل”، وكلفته 90 مليون دولار هو من صنع شركة خاصة اسمها SpaceX أسسها أيلون ماسك المهندس والمخترع ورجل الاعمال البالغ من العمر 46 سنة، والذي تقدر ثروته باكثر من عشرين مليار دولار. ولد أيلون ماسك في جنوب افريقيا في 1971، وهاجر الى اميركا وتلقى تعليمه في جامعاتها، وجمع ثروته من اختراعاته الالكترونية واستثماراته.الصاروخ التجريبي وضع سيارة Tesla الكهربائية التي ساهم ماسك في تطويرها في الفضاء حيث ستدور في فلك الشمس لملايين السنين.
قصة المهاجر أيلون ماسك قد تكون فريدة من نوعها فقط بسبب ثروته الضخمة، ولكنها قصة العديد من المهاجرين الى اميركا، الذين حققوا انجازات علمية وفنية وطبية وثقافية ساهمت في ابقاء الولايات المتحدة الدولة الاولى في مجال الاختراعات العلمية وفي قيادة العالم في خلق الانماط الجديدة في مختلف المجالات والقطاعات.
موقف الرئيس ترامب السلبي وحتى العدائي تجاه المهاجرين واللاجئين من غير المجتمعات الاوروبية معروف ، وادى الى جعل هذه المسألة خلافية بامتياز، لان قاعدته لها مخاوف غير مبررة ومبالغ فيها من المهاجرين من آسيا وافريقيا والدول المسلمة. وعندما شبّه ترامب الدول الافريقية “بالقاذورات” فانه كان يعبر عن مشاعره الحقيقية ومشاعر العديد من مؤيديه. ولكن ترامب لا يعلم ان نسبة المهاجرين من جنوب وشرق آسيا والشرق الاوسط وافريقيا من الذين يحملون شهادات الباكالوريوس هي اعلى من نسبة الاميركيين المولودين في اميركا. نسبة المهاجرين الافارقة الحاصلين على شهادة البكالوريوس تصل الى 41 بالمئة، مقارنة بنسبة المهاجرين النروجيين التي تصل الى 38 بالمئة. وتؤكد الاحصائيات ان نسبة المهاجرين الذين يرتكبون الجرائم على انواعها اقل بكثير من المولودين في اميركا.
صحيح ان المهاجرين من آسيا والدول العربية وحتى من ايطاليا وايرلندا عانوا في البداية من التمييز، ومنعوا احيانا من دخول اميركا (الاميركيون السود متحدرون من عبيد ارغموا على المجيء الى اميركا وهم مكبلون)، الا انهم ناضلوا ضد التمييز وساهموا في بناء اميركا على الرغم من معارضة وعنصرية اميركيين من امثال ترامب