في خطوة قد تغير مستقبل الطاقة واستكشاف الفضاء، تعمل ثلاث دول كبرى “الصين وروسيا والهند” على التعاون لإنشاء محطة طاقة نووية على سطح القمر.
يهدف هذا المشروع الطموح إلى إعادة تعريف استكشاف الفضاء وتوفير مصدر طاقة مستدام لدعم المجتمعات القمرية المستقبلية، بل وربما يكون نموذجًا لحلول الطاقة بين الكواكب، بحسب تقرير لموقع “ecoprtalnews”.
ويعد القمر، ببيئته المستقرة وعدم تأثره بالظروف الجوية المتقلبة، المكان الأمثل لتوليد الطاقة النووية على عكس الأرض، حيث تؤثر العوامل المناخية على كفاءة الطاقة الشمسية، ويوفر القمر إمكانية توليد طاقة مستمرة بدون انقطاع.
وأفاد التقرير بأن المفاعل النووي المخطط له سيكون قادرًا على إنتاج ما يصل إلى نصف ميغاواط من الطاقة، مما يجعله مصدرًا موثوقًا للكهرباء لدعم المهام العلمية والاستكشافات المستقبلية.
الهند تنضم إلى التحالف
بدأ التعاون بين الصين وروسيا، ولكن تقارير حديثة من وكالة “تاس” الروسية تشير إلى أن الهند تفكر في الانضمام إلى هذا المشروع، ومع ذلك، فإن العلاقات الجيوسياسية المتوترة بين الهند والصين قد تشكل تحديًا يتطلب حلًا دبلوماسيًا لضمان نجاح هذا التحالف.
ولكي تتمكن الهند من المشاركة، يجب أن تتوفر لديها الشروط اللازمة، بما في ذلك الدعم المالي والخبرة التكنولوجية المتقدمة.
وإذا نجحت الدول الثلاث في تجاوز خلافاتها، فإن هذا التعاون يمكن أن يعزز العلاقات الثنائية ويوفر منصة لتحقيق إنجازات علمية وتكنولوجية غير مسبوقة.
سباق الهيمنة القمرية
لا يقتصر هذا المشروع على الصين وروسيا والهند فقط، بل يشكل جزءًا من سباق عالمي للهيمنة على القمر، وعلى الجانب الآخر، تعمل الولايات المتحدة وشركاؤها مع وكالة “ناسا” على تحقيق أهداف مماثلة لدعم الوجود البشري المستدام على القمر.
ومع ذلك، يبدو أن التحالف الثلاثي يمتلك ميزة قوية بفضل التكنولوجيا المتقدمة والموارد الكبيرة التي يتمتع بها أعضاؤه.
وإذا سارت الأمور وفقًا للخطة، فقد يتم إطلاق المشروع خلال العقد القادم، مما يغير بشكل جذري طريقة تفكيرنا في القمر وإمكاناته.
جدير بالذكر أن الصين تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها القمرية، حيث أطلقت مهمة “تشانغ إي 6” في مايو 2024، وتخطط لإطلاق “تشانغ إي 7″ و”تشانغ إي 8” في المراحل القادمة.
وعلى الرغم من الفشل الذي واجهته روسيا في مهمة “لونا-25” عام 2023، والتي كانت أول محاولة روسية لاستكشاف القمر منذ 47 عامًا، لا يزال التعاون بين الصين وروسيا قويًا.
ويهدف المشروع الجديد إلى إنشاء أنظمة للطاقة والاتصالات على القمر، مما سيدعم المهام العلمية والاستكشافات المستقبلية، وإذا نجح فسيكون نقطة تحول في تاريخ استكشاف الفضاء، وبداية لعصر جديد من الطاقة المستدامة خارج كوكب الأرض.