أحيت اهدن الذكرى الـ ٤٧ لمجزرتها، التي ذهب ضحيتها الوزير والنائب طوني فرنجيه وزوجته فيرا قرداحي وطفلتهما جيهان و٢٨ من أبناء المنطقة، بقداس احتفالي أقيم في باحة قصر الرئيس سليمان فرنجيه في اهدن الذي غصّ بالوفود والشخصيات المعزية من وزراء ونواب حاليين وسابقين إلى فاعليات سياسية وإجتماعية وتربوية وأمنية ودينية ورؤساء اتحادات بلدية وبلديات ومخاتير، وحشود من الأهالي.
وقد إستقبل المعزّين رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه وزوجته السيدة ريما، يحيط به نجلاه النائب طوني وزوجته السيدة لين وباسل وزوجته السيدة ماريان، رئيس إتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير، رئيس بلدية زغرتا اهدن بيارو زخيا الدويهي، نقيب أطباء الشمال – طرابلس الدكتور ابراهيم مقدسي وكوادر المرده.
وقد شارك معزياً النائب جورج عطالله ممثلاً رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، النائبان جهاد الصمد وويليام طوق.
وشارك النواب السابقون اسطفان الدويهي، ابراهيم عازار، سليم سعادة وقيصر معوض الى الوزراء السابقين يوسف سعادة، روني العريجي، زياد المكاري، موريس الصحناوي، جوني القرم، ميشال نجار، خليل الهراوي وجورج قرداحي الى أهالي الشهداء وأبناء المنطقة.
ترأس القداس المونسنيور اسطفان فرنجيه الذي القى عظة لفت فيها الى الكم الهائل من الأحزان والشرور والظلم حيث نقف حائرين ومتسائلين عن مصير عالم بات يبحث عن إنسانيته وعن معنى الوجود فيه.
وقال: نعم إننا نشهد مضايقات كثيرة وشرورا د، من أمراض وحروب وفقر وقتل للأطفال والنساء والناس العُزل وتهجيرهم وتجويعهم وقتلهم على مرأى من العالم الذي كان يوصف بالمُتحضِّر وحامي حقوق الإنسان الا انه يظهر على حقيقته أكثر فأكثر: عالم تتهاوى به القيّم الإنسانية والروحية وتَسقُط فيه ما سُميَ بالشرعية الدولية ؟
ودعا الخوراسقف فرنجيه الى اتمام مشيئة الله في حياتنا وخصوصا محبة بعضنا البعض والتعامل مع بعضنا بالرحمة ومع الله بالصدق والإحترام والتجاوب مع روحه القدوس القادر على نُصرتنا لنتغلب على ضُعفنا وجُهلنا وهشاشتنا ؟ لقد منحنا يسوع، نحن المعمدين باسمه، السلطان وطلب منا أن نبشر العالم بكل ما قاله لنا وما أوصانا به ووعدنا بأنه سيبقى معنا كل الأيام حتى نهاية العالم. إذا، مشروع كل مسيحي صادق مع ربِّه هو أن يكون مسيحًا آخر: “طوبى لفاعلي السلام لأنهم أبناء الله يدعون”.
فهل نُقدم له ذواتنا ليعمل من خلالنا على بناء السلام والعدالة كما صلى القديس فرنسيس قائلا : ” يا رب استعملني لسلامك، فأضعَ الحب حيث البُغض والمغفرة حيث الإساءة، والإتفاق حيث الخلاف، والحقيقة حيث الضلال، والإيمان حيث الشك، والرجاء حيث اليأس والنور حيث الظلمة والفرح حيث الكآبة”.
كم يفتقد وطننا لبنان إلى الساعين الى السلام ، إلى الساعين إلى خير الجماعة لا إلى مصالحهم الخاصة ؟! كم نحن بحاجة إلى عقول تنطق بالحكمة والحق وضمائر نيِّرة تُنير الدروب ونفوس كبيرة تشعر بحاجتها إلى الله وإلى معرفته فـــ ” أعظم فقر هو عدم معرفة الله ” كما قال يوما السعيد الذكر البابا فرنسيس ؟!
وقال: إن مجزرة إهدن التي نُحيي ذكراها اليوم شكلت ولا تزال وستبقى نقطة سوداء في تاريخ من أمر بها و نفذها وفي تاريخ لبنان. إن شعار ” عفا الله عن ما مضى ” الذي أطلقه المغفور له الرئيس سليمان فرنجيه بكل مسؤولية وقناعة أتى من أجل خلاص لبنان. وان المصالحة الوجدانية البعيدة عن كل مصالح سياسية التي قام بها نجل الشهيد طوني فرنجيه رئيس تيار المرده الوزير سليمان فرنجيه وعائلات الشهداء أتت بهدف واحد وهو السعي إلى اندمال جروح الإنقسام المسيحي والوطني. إن الدماء البريئة والغالية التي سقطت في فجر ذلك اليوم لم تعرف هوية من سفكها، ولماذا تُهرق ولأي هدف. لكننا نحن نعلم، أن استشهادهم كان في سبيل وحدة لبنان الرسالة، لبنان العيش الواحد، مسلمين ومسيحيين، تجمنا الأرض والإنسانية، يجمعنا التاريخ والحاضر والمستقبل.
إننا نصلي في هذه الذكرى من أجل السلام في العالم وخصوصا في أجل السلام في لبنان، الذي بذل شهداؤنا حياتهم من أجله ومن اجل كل شهيد سقط على أرض الجنوب والبقاع وبيروت وفي كل لبنان ونذكر الشهداء الذين سقطوا بالقرب منا في أيطو . نصلي لكي يعود منطق المحبة بدلا من منطق القوة، ومنطق العدالة بدلا من منطق الفوضى، ومنطق القانون بدلا من شريعة الغاب.
نصلي من أجل الفقراء والمهمشين والمظلومين والبائسين والجائعين والمحزونين ليبقى رجاءهم في الله مصدر كل تعزية وكرامة وفرح.
نصلي على نية تيار المرده ورئيسه سليمان فرنجيه الذي يمارس السياسة بكل واقعية وثبات ومسؤولية بعيدًا عن الشعبوية والمغامرات، ويساهم في مد جسور التلاقي لتضميد جراح الوطن والحفاظ على هويته الوطنية ووحدته ومصالحه، وعلى نية نجله النائب طوني فرنجيه الواثق من خطواته وكل قادة التيار ومناصريه.
نسأل الله الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار وعلى رأسهم القائد طوني بك فرنجيه وزوجته فيرا وطفلتهما جيهان ورفاق درب الشهادة.
ليسكب الله في قلوبنا عزاءه ويمنح الرحمة والخلود لشهدائنا.