Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر February 4, 2019
A A A
قداسة البابا وشيخ الأزهر يوقعان في الامارات وثيقة “الأخوة الإنسانية”

وقع قداسة البابا فرنسيس، وشيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب وثيقة تاريخية تحمل عنوان “الأخوة الإنسانية” في العاصمة الإماراتية أبوظبي خلال فعاليات لقاء التسامح والأخوة الإنسانية الذي احتضنه مسجد الشيخ زايد مؤسس الدولة.
وتنص الوثيقة المشتركة بين الفاتيكان والأزهر على فتح باب الحوار بين الأديان من الشرق والغرب وتعزيز التسامح بين الأديان.
وانطلقت فعاليات “لقاء الأخوة الإنسانية” في العاصمة الإماراتية أبوظبي بحفل افتتاحي وعرض فيديو تقديمي لهذا الحدث التاريخي.
وبعد التوقيع كانت كلمات لكل من نائب رئيس الدولة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وشيخ الازهر وقداسة البابا.
اما الشيخ زايد، فلفت الى “أننا اليوم نحتفل بتوقيع وثيقة الاخوة الانسانية التي نسعى ان تكون الإمارات راعيا لها”، مشيرا الى “أننا نعلن عن جائزة الاخوية الإنسانية التي ستكرم منها شخصيات عالمية بذلت جهودا في تقريب الناس من بعضها البعض ويشرفنا أن نمنحها في ​الدورة​ الأولة للبابا فرنسيس وللشيخ أحمد الطيب لجهودهما المباركة في نشر السلام في ​العالم​”.
وشدد على أنه “بإسم ​حكومة​ وشعب ودولة الإمارات والمقيمين على هذه الأرض سنواصل حمل راية الاخوة الانسانية ونتعهد بدعم الجهود الرامية لجعل المنطقة الاكثر سلاما وتسامحا”.
بدوره اكد شيخ الازهر أنّ “وثيقة الأخوة الإنسانية حدث تاريخي، وهي تطالب القادة بوقف نزيف الدماء ووقف الصراعات والفتن”. وقال “أنّني خبرت حروبًا كثيرة بينها العدوان الثلاثي و​حرب 1967​، ونحن لم نتنفّس الصعداء من الحروب إلّا مع انتصار عام 1973”.
وركّز على “أنّنا نواجه منذ التسعينيات حربًا جديدة عنوانها ​الإرهاب​، حيث يتمّ تصوير المسلمين في صورة برابرة متوحّشين”، مؤكّدًا أنّ “إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية في ​أبوظبي​ تشجيع لجهود دولة ​الإمارات​ في نشر ثقافة التسامح والسلام”.
وأوضح الأزهر أنّ “المسلمين دفعوا ثمنًا باهظًا في اعتداءات 11 أيلول”، منوّهًا إلى أنّ “الإعلام نجح في بثّ مشاعر الكراهية والخوف في نفوس الأجانب من العرب والمسلمين”. وبيّن أنّ “وثيقة الأخوة الإنسانية الّتي نحتفل بإطلاقها، لقيت ترحيبًا ودعمًا من ​البابا فرنسيس​، وذلك بعد حوارات عدّة تأملنا فيها بأوضاع العالم وأحوال اليتامى والفقراء والمظلومين”.
واضاف: “ما أدهشني هو أنّ هموم البابا فرنسيس وهمومي كانت متطابقة جدًّا، وكلّ منّا استشعر بالمسؤولية”، داعيا المسلمين في الشرق الأوسط إلى حماية الطوائف المسيحية.
اما ​البابا فرنسيس أمل​ “بأن تكون الوثيقة بين ​الأزهر​ و​الفاتيكان​ لمحاربة التطرف بداية لسلام تنعم به البشرية”.
واعتبر “ان شعار الزيارة للامارات العربية المتحدة: “حمل الحمامة غصن الزيتون” يذكرنا بقصة الطوفان وخلاص نوح وعائلته، مستهلا كلمته باللغة العربية قائلا: “السلام عليكم”. وشكر البابا “كل من ساهم في انجاح هذه الزيارة وعلى رأسهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي”، متوجها بالتحية الى كل الدول الخليجية، مؤكدا ان “نحن هدفنا تعزيز السلام ونحن ادوات للسلام وهذا هو هدف الزيارة ونقطة الانطلاق هو الاعتراف بان الله هو رأس العائلة البشرية ويريد منا ان نعيش كأخوة واخوات في بيتنا الارض، وهي دعوة يخبرنا فيها الله ان كلنا نمتلك الكرامة ولا يمكن لاحد ان يكون سيدا على احد وكل فرد هو شخص ثمين في اعين الله، وهو ينظر بمحبة نحو جميع الشعوب والافراد، وعلينا نحن يجب ان نرفض كل شكل من اشكال العنف لانه يدنّس اسم الله حين نستعمل اسمه لممارسة العنف والتعصب ضد الاخرين، فالعداء الاعمى باستعمال اسم الله لا يبرر اعمال البطش والقتل التي هي موجهة ضد الله، ولا يمكن ان يوافق عليها الله، اما التدين الحقيقي فيقوم على محبة الله من كل قلبنا، والسلوك الديني لا يمكن ان يعادي اي دين”.
وأشاد البابا بالتزام ​الامارات​ بالتعايش بين مختلف الاديان ونبذ العنف وهي اعتبارات اساسية كي لا يتم استغلال الدين بهدف ممارسة الارهاب على الاخرين، ويجب ان نتقبل الاختلافات بين البشر لان التعددية الدينية تعبير طبيعي عن الروح البشرية والتجانس القسري لا يدوم ولا يحقق السلام، فالرب الرحيم هو الذي خلقنا وعلينا البحث عن التآلف والبحث عن حل اختلافاتنا بالحوار” مشددا على ان “هناك اسئلة تفرض نفسها ان: كيف نحافظ على صورة لله وكيف نحافظ على بعضنا البعض، وكيف يمكن للاديان ان تكون قنوات للاخوة بدل ان تكون حواجز للاقصاء؟” مضيفا: “اذا كنا نؤمن بالعائلة البشرية علينا ان نجري الحوار اليومي ولا يجوز تخلي احد عن هويته الشخصية لارضاء الاخرين وعلينا ان نملك شجاعة الاختلاف بين بعضنا البعض”، مؤكدا ان “الحرية الدينية لا تقتصر على حرية العبادة والحرية هي حق لكل انسان في اطار التعددية والاختلاف في الدين والجنس والعرق واللغة، وهو اختلاف نابع عن حكمة ومشيئة الله “، داعيا الشباب الا ينجرفوا الى العنف وظلم الاخرين بل عليهم الدفاع عن حقوق الاخرين وعلينا ايجاد وسائل لجمع الشباب كي يتحاوروا، فهم سيحكمون علينا بالسوء اذا تركنا لهم عالما مليئا بالمشاكل والحروب التعيسة في سوريا واليمن والعراق وغيرها من بلدان، اما الشباب فهم اساس في بناء حضارتنا، في حين ان العدل والسلام لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض والسلام يموت حين ينفصل عن العدالة التي يجب ان تكون شاملة للجميع” .
ثم انطلقت فعاليات اللقاء الذي يشارك فيه نحو 700 شخصية دينية وسياسية واجتماعية من مختلف دول العالم.
وكان قداسة البابا وشيخ الأزهر قد افتتحا نصب للسلام بين الأديان.