Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر September 6, 2017
A A A
قبل فوات الأوان!
الكاتب: الياس الديري - النهار

المعروف والمشهور عن لبنان أن له في كل عرس قرصاً. حتى لو كانت الأزمة في الصين، فحصّته من الطراطيش محفوظة. باستثناء “الأزمة النوويَّة” الضاربة أطنابها منذ فترة بين رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب وزعيم دولة كوريا الشمالية كيم جونغ – أون والتي بالكاد يلتفت اليها الرئيس اللبناني، أو الرئيس السوري، أو الرئيس الايراني. فهذا عالم يحطّم نفسه بنفسه، وذاك عالم يتأبط قنابل نووية.

صحيح أن الأزمة النووية بدأت فئرانها تلعب حتى في صدور الصينيّين والروسيّين، غير أن لدى لبنان ما يشغله ويجعله غارقاً الى ما فوق أذنيه في الملابسات التي رافقت نهاية “حرب الجرود”، حيث سجَّل خلالها الجيش انتصاراً مجليَّاً أدهش خصوم لبنان في الداخل قبل الذين في الخارج.

الأخذ والرد في هذا الصدد مستمرّان. أما بالنسبة الى النهاية والختام، فالرفُّ جاهزٌ لاستيعاب كل الشكوك والظنون، وتحديداً إكراماً لسوريا وإيران. والمثل اللبناني يقول كرمال عين تكرم كل العيون”. وإيران تمون في كل حال.

إنما من الواجب، ومن حق الانصاف علينا وعلى المراجع الثقة، الاعتراف أن “حرب الجرود” أعطت لبنان واللبنانيّين، غير المرتبطين ببعض الدول الطموحة الى “الضم والوصل”، فرصة جديدة ليعيدوا النظر في كل العوامل والأسباب التي تعرقل انطلاقة الوطن الصغير وعلى عينك يا تاجر.

بل بالصوت والصورة والزَبَد المتطاير غضباً.

لذا حان الوقت وآن الأوان للمصارحة. لمصارحة أهل الدولة السائبة، كما أهل الدويلة التي تكاد تحلُّ فعلاً وجدّياً محل الدولة الأم. وهذا ما يستوجب من المراجع الأساسيَّة التصدّي له.

لقد حان الوقت للمصارحة. بل إن الوقتَ وقتُ مصارحة. مصارحة الطوائف الكبرى الواضعة أيديها على السلطة، والمؤسّسات، والقرارات، وعرقلة كل ما من شأنه إظهار وجود الدولة، وجهوزيَّتها لممارسة دورها وواجباتها.

وتحديداً بالنسبة الى الجيش اللبناني الباسل، وتطوُّره الذي أَتَاح له التفوّق في “الجرود”، والانتصار الكاسح في حرب تعجز عن معالجتها جيوش جرّارة…

هنا، في هذا الخصوص وعند هذه النقطة، يحضر السؤال الكبير الخطير: ماذا تفعل الدولة ورئيسها المنتمي الى الطائفة التي كانت كبرى فنالت الرئاسة والهيمنة على كل ما في الدولة؟

أم أن الكلام قبل الوصول الى قصر بعبدا شيء، وبعد بلوغ الأرب وتحقيق حلم العمر شيءٌ آخر.

كل الأمم أو معظمها، كل الأصدقاء، أو معظمهم، غير راضين عن السلطة اللبنانية، ولا عن حكّام لبنان.

إذاً، تذكروا ما قلناه وما يجب فعله… قبل فوات الأوان.