Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر April 17, 2024
A A A
في مهب الحرب ولبنان بلا رأس!
الكاتب: صلاح سلام - اللواء

عودة سفراء الخماسية لإستئناف تحركهم السابق، من المفترض أن تشيع بعض المناخات الإيجابية في الأجواء السياسية المتوترة، على إيقاع الخلافات المزمنة بين القيادات السياسية والطائفية، وما تسببه من قطيعة مستمرة بين الأطراف الحزبية والكتل النيابية.
ولكن التصعيد العسكري الملتهب بين طهران وتل أبيب، والردود الصاروخية المتبادلة بين الطرفين، وما تحمله من إحتمالات جر المنطقة إلى مواجهة عسكرية مفتوحة، يضاعف من هواجس اللبنانيين من تطورات الأيام المقبلة، خاصة وأن جبهة الجنوب مازالت على سخونتها اليومية، مع تزايد الخسائر في الأرواح والممتلكات في الجانب اللبناني، منذ أكثر من ستة أشهر.

ومما يزيد من القلق اللبناني أن محاولات فك الإرتباط بين الإستحقاق الرئاسي وحرب غزة، لم تحقق تقدماً مهماً حتى الآن، رغم كل المحاذير المترتبة على مثل هذا الخيار، وإنعكاساته على الوضع الداخلي المتردي أصلاً، والذي يزداد إهتراءً يوماً بعد يوم، بسبب حالة الشلل المهيمنة على مفاصل الدولة، وتعطيل المؤسسات الدستورية عن القيام بدورها التشريعي والتنفيذي.
مساعي الخماسية تركز على وصْل ما إنقطع بين الأطراف السياسية اللبنانية، وعزل الإنتخابات الرئاسية عن المؤثرات الخارجية، وإقناع من يعنيهم من اللبنانيين بأن ربط إلإفراج عن الإستحقاق الرئاسي بحرب غزة، يعني بشكل أو بآخر وضع الورقة الرئاسية بيد نتانياهو بطريقة غير مباشرة، لأن رئيس الحكومة الإسرائيلية يُعطل أي تقدم تحرزه مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار في غزة، ويحاول أن يمدد أمد الحرب حفاظاً على موقعه السياسي، والتهرب من المساءلة والمحاسبة عن التقصيرات الحاصلة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وأدّى الدخول الإيراني على مشهد الحرب المباشرة مع الكيان الصهيوني، بعد الرد الصاروخي فجر الأحد الماضي على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، إلى وضع المنطقة على فوهة بركان متفجر، ولبنان ليس بعيداً عن حممه الملتهبة، لأن إمكانية مشاركة حزب الله في أية مواجهة عسكرية جدية بين طهران وتل أبيب تبقى واردة لأكثر من سبب، لعل في مقدمتها إصرار نتانياهو وفريقه المتطرف على فتح الجبهة الشمالية على الحدود اللبنانية، وتوريط لبنان في حرب جديدة، بحجة العمل على إبعاد مقاتلي حزب الله إلى شمال الليطاني.
تجاهل نتانياهو لطلب الرئيس الأميركي بايدن بعدم الرد على الرد الإيراني الصاروخي، يكشف نوايا الفريق اليميني المتطرف في الحكومة الإسرائيلية القيام بمغامرة عسكرية قد تُشعل حرباً إقليمية طاحنة، تُشعل كل الساحات في وقت واحد.
فكيف سيكون لبنان في مهب الحرب، ويواجه مثل هذه التطورات المصيرية وهو بلا رأس دستوري، ورياح الخلافات والإنقسامات تعصف بوحدته الداخلية؟