Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر September 1, 2021
A A A
في مثل هذا اليوم ولد لبنان الكبير… فهل سيبقى “مين يخبِّر”؟
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

في مثل هذا اليوم، في الاول من ايلول، ولد لبنان الكبير منذ مئة وسنة بالتمام والكمال فعم الفرح بولادته وتحرره…فماذا بعد ١٠١ سنة على هذا الحدث الكبير؟
في مثل هذا اليوم اعلن المندوب السامي للانتداب الفرنسي الجنرال هنري غورو تأسيس دولة لبنان الكبير من على شرفة قصر الصنوبر فماذا بقي من هذا اللبنان بعد ١٠١ سنة على انشائه وهل لبناننا الى زوال ام ان مقولة طائر الفينيق لا تزال صالحة في ايامنا الصعبة هذه؟
رئيس جمهوريتنا يؤكد ان ثقة المواطنين بدولتهم بدأت تتلاشى ورئيس برلماننا يتخوف من حفلة اعدام جماعي يتعرض لها لبنان يومياً وحكومتنا في خبر كان حتى اشعار اخر رغم الوساطات والتمنيات بتشكيلها اليوم قبل الغد حيث ان ترف الوقت بات مجزرة بحق الشعب والوطن.
بعد ١٠١ سنة انتهى الانتداب لكن التدخلات الخارجية حاضرة في كل مفصل والمحاصصة لا تزال سيدة كل التشكيلات والمصالح الخاصة تغلب المصلحة العامة.
بعد ١٠١ سنة يشهد لبنان اكبر هجرة جماعية منذ نشوئه فالاطباء يغادرون والممرضين والمهندسين والاساتذة والطلاب وغيرهم ولن يبقى اذا استمر الوضع على ما هو عليه الا العجزة والشيوخ ممن لا يستطع الى المغادرة سبيلا.
بعد ١٠١ سنة بتنا نناضل لتأمين ابسط مستلزمات الحياة فيما مؤسسات الدولة تتآكل والمواطن يئن لتأمين الخبز والمازوت والبنزين وسط عتمة شاملة وانهيار مالي واقتصادي غير مسبوق.
اليوم نسأل اين لبنان الرسالة على ما سماه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني؟ اين لبنان الابداع والثقافة والفن الراقي؟ اين لبنان بلد الفكر وحرية الرأي؟ اين لبنان اليوم من لبنان التاريخي الذي تعود جذوره لستة الآف سنة واكثر؟
بعد ١٠١ سنة بدل ان نسير في ركب الحضارة بتنا نشحد المساعدات ونطالب بالتدخلات الخارجية لتستقيم امورنا ولا تستقيم رغم ذلك!
هذا هو وضعنا بعد ١٠١ سنة من اعلان دولة لبناننا الكبير فهل سينهض هذا اللبنان مجدداً ام ان جهنم التي وعِدنا بها ووصلنا الى قاعها ستحرق الجميع بنارها ولن يبقى “مين يخبِّر”؟