Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر March 2, 2018
A A A
في بعبدا.. تفاهم بين طرفَي “ورقة التفاهم” على عدم التحالف
الكاتب: عباس الصباغ - النهار

لم تتضح صورة التحالفات في دائرة بعبدا بعد، وإن كان الثابت الوحيد حتى اليوم عدم التحالف بين التيار الوطني الحر وحزب الله. فكيف سينعكس هذا التباعد “الحبّي” على ما يبدو بين الطرفين على نتائج الانتخابات في دائرة اكتسح مقاعدها الستة عام 2009 تحالف طرفي “ورقة التفاهم “؟

حافظ تقسيم الدوائر الانتخابية في القانون الجديد على بعبدا كدائرة انتخابية ما سيسمح لناخبيها الـ 168 الفاً بمنح صوتهم التفضيلي لمن يختارونه من المرشحين، لان الدائرة هي في الوقت عينه قضاء واحد، وبالتالي فهي لا تزال على حالها، كما كانت في انتخابات عام 2009.

لكن اعتماد النسبية سيغير حتماً في النتائج المنتظرة، لا سيما ان القوى الاساسية في هذه الدائرة، أي “التيار الوطني” وحزب الله بالتحالف مع “امل” وكذلك “القوات اللبنانية “، قادرة على تحصيل الحاصل الانتخابي الذي قد يصل الى 15000 صوت اذا ما تجاوزت نسبة الاقتراع الـ50 في المئة. اما التحالفات الانتخابية فلا يزال الحديث عنها مؤجلاً الى ما بعد 24 آذار الجاري، أي مع اعلان “التيار الوطني” لوائحه الانتخابية وقبل ساعات من انتهاء مهلة تشكيل اللوائح في 26 منه.

واذا كانت انتخابات العام 2009، وبخلاف التحالفات التي نسجها “التحالف الرباعي” عام 2005، قد افضت الى فوز قوى 8 اذار بالتحالف مع “التيار البرتقالي”، فإن انتخابات 6 أيار ستكون مختلفة بعد تأكيد مصادر قيادية في “حزب الله” لـ”النهار” ان “التفاهم مع التيار الوطني استقر على عدم خوض الانتخابات بلائحة موحدة لما فيه مصلحة الطرفين، ووفق قاعدة سيتم اعتمادها في اكثر من دائرة من منطلق المصلحة المشتركة للطرفين، ومن دون تؤثر على التحالف السياسي الاستراتيجي بينهما”.

وفي السياق عينه، يؤكد النائب والمرشح عن مقعد بعبدا ناجي غاريوس لـ”النهار” ما كشفته مصادر الحزب. ويوضح: “هناك احتمالات كثيرة حتى اليوم لنسج التحالفات الانتخابية، ونحن والثنائي الشيعي على تفاهم كامل ولن نختلف ابداً، وعندما ستعلن اللوائح سيظهر الامر بصورة جلية، وبالتالي لن يكون خلاف مع الحلفاء”.

اما عن امكان التحالف بين “التيار الوطني” والحزب التقدمي الاشتراكي، فيشير غاريوس الى ان النائب فادي الاعور لا يزال مرشحاً في هذه الدائرة، ويلفت الى ان “المرحلة الراهنة يحكمها التريث، وإن كانت الاوضاع لا تزال على حالها بالنسبة الى الترشيحات”، ويشدد على “ضرورة عدم الاخذ ببعض التحليلات السياسية التي تبالغ احياناً في توصيف الواقع الانتخابي في عدد من الدوائر ومنها دائرة بعبدا”.

الحاصل الانتخابي نحو 15000 في بعبدا
تضم دائرة بعبدا ستة مقاعد: 3 للموارنة، 2 للشيعة، ومقعد واحد للدروز . أما لجهة الناخبين، فهي تضم 65 ألف ماروني، و 40 ألف شيعي، و29 ألف درزي، و 12 ألفاً روم أرثوذكس، و 10 آلاف سنّي، و 7500 روم كاثوليك و5000 مسيحي من الطوائف الأخرى.

وفي حال تجاوزت نسبة الاقتراع الـ50 في المئة فإن الحاصل الانتخابي يصل الى نحو 15000 صوت. وبحسب موازين القوى فإن “حزب الله” و”امل” يستطيعان الفوز بمقعدين دونما حاجة الى اصوات من خارج الثنائي الشيعي. وبدوره يستطيع “التيار الوطني” الفوز بمقعدين بقوته الذاتية، والامر نفسه ينسحب على الحزب التقدمي إذ تمكّنه كتلته الناخبة من الفوز بمقعد واحد على الاقل، فيما المقعد السادس سيكون من نصيب “القوات اللبنانية” بحسب لغة الارقام المستندة الى نتائج انتخابات 2009 .

ووفق دراسة لمدير مركز بيروت للأبحاث والمعلومات عبده سعد، فإن الانتخابات الاخيرة سجلت نسبة مرتفعة للشيعة تجاوزت الـ62 في المئة مقابل نحو 55 في المئة للمسيحيين والدروز .