Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر February 1, 2018
A A A
في انتظار مبادرة عون
الكاتب: الياس الديري - النهار

هكذا، بهذه الوسائل والأساليب، تماماً وتحديداً، يخدمون وطنهم لبنان الذي يغارون على استقراره وازدهاره. وهكذا يتفانون في اختراع الأزمات والخضّات والهزَّات المفتوحة على الزلازل وكل الاحتمالات.

كانت دنيا لبنان بألف خير. بدأ حديث الانتخابات يتقدَّم كل ما عداه. وبدأت الاستعدادات الدوليَّة لمؤتمرَي روما وباريس.

ويكاد الناس الذين في الخارج ينزلون الحقائب ويُهيِّئون لوازم العودة إلى الوطن الأم.

وإذ، فجأة وعلى حين غرَّة، تطلُّ هديَّة “البلطجة” عبر البريد المُستعجل، حاملة إلى لبنان الغالي هزَّة سياسيَّة من كعب الدست. ما الغرض؟ ما الهدف؟ ماذا يضمرون، وماذا ينوون من اختلاق أزمة بمثل هذه الخطورة، وفي مثل هذه المناسبة التي يتجنَّد لها جميع اللبنانيّين الطامحين إلى إنقاذ لبنان وانتشاله من جورة التبعثر والاختناق التي تحاصره منذ أمد طويل، وبرعاية أصدقاء لبنان شرقاً وغرباً؟

من أين أتت هذه المصيبة، هذه الكارثة؟ ما الغرض؟ ما الهدف؟ إلامَ يتطلَّعون ويخطّطون، أما انه مجرَّد زلّة لسان، أو غلطة صبيانَّية موجَّهة صوب الأزمة حالاً وسريعاً؟

كثيرون ظنّوا أنها غلطة عابرة ويمكن الرجوع عنها والاعتذار. لكن فاعلها ومرسلها لم يجد “مبرِّراً” للاعتذار، فاعتصم بالصمت الذي يُفسّر في مثل هذه الحالات انه إصرارٌ على الغلطة التي كادت تأخذ البلد إلى الهاوية عن حق وحقيق.

ما فيش فايدة، غطِّيني يا صفيَّة…

لكن الإصرار على الأخطاء في مثل هذه الحالات والظروف يُفَسَّر في معانٍ غير مريحة، وليس ما يدعو إلى إبقاء البلد في صيغة التشنُّج والبلبلة، ما دامت النيّات بريئة والمسألة لا تعدو الغلطة غير المقصودة.

لقد انقلب الوضع السياسي والشعبي رأساً على عقب. وتبذل المراجع جهوداً في محاولات على خطّين، سعياً إلى إزالة الالتباس ومغادرة هذه الدائرة المحشوّة بالمخاطر. لا بدَّ من خطوة أخرى فعّالة ومباشرة أكثر وتساعد في جلاء هذا الاكفهرار الذي يسود الموقف من الجهات الأربع.

وهذا الأمر لا يستطيع الإقدام عليه، وتحقيق النجاح في السعي إليه، إلّا الرئيس ميشال عون. فهو الرئيسُ والأبُ والصديقُ والمسؤول الأوّل في كل حال. وهو الذي عوّدنا الإقدام في مثل هذه الأزمات الدقيقة. وهو الذي لا يتردّد ولا يتأخّر.

فليتبنَ الرئيس عون “حكمة جان عبيد”، وليطلب من الوزير جبران باسيل تبنّيها: العودة عن الخطأ أمام الناس تجعل من صاحب الخطأ كبيراً.