Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر November 28, 2024
A A A
في الازمات والحروب….انطق جميلاً او اصمت”
الكاتب: بشرى سعد - موقع المرده

بسرعة قياسية حمل النازحون امتعتهم وغادروا اماكن نزوحهم عائدين الى قراهم وبلداتهم في مواكب بدت كتظاهرة عودة مرتقبة في مشهدية تحاكي ما حصل في ١٤ آب من العام ٢٠٠٠٦. ١٨٥٠٠ نازح في قضاء زغرتا فعل ٧٥ بالمئة منهم نفس الشيء منهم من غادر بباصات ومنهم بسياراتهم الخاصة ولسان حال الجميع “اهل زغرتا عكسوا الانتماء الحقيقي للوطن، باستضافتهم، بمعاملتهم وبمحبتهم” فيما يستعد من تبقى للعودة اليوم او غداً على ابعد تقدير.
طوال فترة النزوح الممتدة على ٦٦يوماً توطدت العلاقات بين النازحين والمستضيفين سواء في مراكز الايواء او في المنازل الموضوعة بتصرفهم او المؤجرة حيث تجلت الوطنية بابهى حللها بين ابناء الجنوب والبقاع وبيروت وبعلبك ودير الاحمر وطرابلس والكورة وعكار وغيرها من المناطق المستضيفة ما ادى الى نسج علاقات وصداقات وتآخي انعكست صادقة لحظات وداع العودة ما يدحض كل محاولات الاستغلال السياسي التي ساقها بعض الافرقاء خلال فترة النزوح سواء عبر تصاريحهم الاعلامية او خطاباتهم او بياناتهم التي تطرقت الى خطر النزوح على المجتمعات الحاضنة ديمغرافياً وامنياً من خلال الايحاء بأن اسرائيل ستُحول النازحين الى اهداف وبأن هناك مسلحين في مراكز الايواء علماً انه في مختلف اماكن النزوح لم يتواجد اي مسلح او اي شخصية حزبية قيادية وغير قيادية واسماء شهداء وجرحى الغارة المعادية على ايطو اكبر دليل اذ تثبت ان من استشهدوا معظمهم نساء واطفال وعجائز ولا يوجد اي كادر حزبي بينهم. والسؤال هنا الم يكن الاجدى التحدث عن تهديد اسرائيلي امني لكل لبنان وضرورة التصدي له بالوحدة والتعاون بدل محاولة تحويل النازحين الى قنابل موقوتة.

في الديموغرافيا كان تأكيد من بعض الافرقاء انهم في حال ارادوا العودة الى بلداتهم فلن يكن ذلك الا بعد نحو سنة واكثر وان من كان يطلب اليهم العودة السريعة استشهد وبالتالي لن يغادروا وقد نكون امام تغيير سكاني مريب غير ان عودة النازحين السريعة دحضت ايضاً هذه الاكاذيب والشائعات وما عكسته زحمة السير على اوتوستراد الشمال بيروت وبيروت الجنوب خير دليل على عدم التردد في العودة ومن يعرف طبيعة اللبناني وتمسكه بأرضه لا يجب ان تغيب عن باله هكذا حقائق.

معظم مراكز الايواء في كل لبنان باتت شبه خالية واكدت مصادر متابعة لموقع المرده ان النازحين الى زغرتا غادر امس ٧٥ ٪ بالمئة منهم وانه عصر اليوم تقريباً تكون المغادرة كاملة لـ ١٨٥٠٠ نازحاً بين مراكز الايواء والمنازل وان مواكبة عودتهم تمت بالتعاون مع خلية الازمة والجهات المعنية والمختصة.

في الازمات والحروب على الجميع تغليب الانتماء الوطني على ما عداه واعتماد مقولة “انطق جميلاً او اصمت” وهذا ما لم يفعله البعض.