Beirut weather 12.99 ° C
تاريخ النشر November 7, 2024
A A A
في أربعين سيّده… “حزب الله” يُطلق مرحلة “مواجهات نوعية”
الكاتب: ابراهيم بيرم

كتب ابراهيم بيرم في “الديار”:

كان سلوكاً بديهياً أن ينتظر “حزب الله” ذكرى أربعين أمينه العام السابق السيد حسن نصرالله، ليثبت عملانياً أنه لم يغادر الميدان، وأنه استتباعاً لا يعتزم المغادرة عبر الإذعان لأي تسوية سياسية محتملة من شأنها أن توحي بأنه فقد مكانته على رغم كل الضربات القاسية والمتتالية التي نزلت على رأسه.

وانتظر الحزب المحطة المهمة ليعلن أنه قد دخل مرحلة جديدة من المنازلة مع عدوه فتولى التنظيم العسكري الترجمة العملية للجانب الأول عندما وجّه الأربعاء الماضي صليات مكثفة من صواريخ من نوع جديد، نحو العمق الإسرائيلي فبلغت حسب الإعلام الإسرائيلي مطار بن غوريون فأخرجته لبعض الوقت عن الخدمة.

بناءً على ذلك رغب الحزب في أن يظهر لمن يعنيهم الأمر أنه قد بدأ لتوّه توسيع دائرة استهدافاته للمواقع الإسرائيلية تأكيداً لتكتيك جديد عنوانه “الانتقال إلى إيلام أعمق للعدو” إنفاذاً لما كان قد أعلنه الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم.

ولاحقاً كشف الإعلام الحربي للحزب أن جهازه العسكري أدخل صاروخاً جديداً إلى المعركة اسمه “فاتح 110 “وأن له قدرات تدميرية عالية. وأقرت إسرائيل بأمرين، الأول أن مطار بن غوريون قد أخرج فعلاً عن الخدمة لبعض الوقت وأن أكثر من 12 إسرائيلياً قد سقطوا بين قتيل ومصاب.

ووفق معبّرين عن وجهة نظر الحزب كان طبيعياً أن يمارس عرض عضلات ميدانياً بعدما شهد ميدان الحافة الأمامية نجاح مقاتليه في الصمود أمام العملية البرية الإسرائيلية وإجبار الوحدات الاسرائيلية على التراجع عن معظم المناطق التي تقدّمت إليها خلال مواجهات مباشرة استمرت أكثر من ثلاثة أسابيع.

وكل هذا الجهد يصبّ وفق المصدر عينه في خانة هدف واحد وهو أن الحزب في طريقه إلى استيعاب آثار الضربات القاتلة التي وُجّهت إليه وشاءت أن تربكه وتفكّك بنيته، وأنه دخل استطراداً مرحلة التعافي والقدرة على المبادرة. وتلك “الثقة بالنفس والقدرات” سمحت للحزب عبر أحد أركان منظومته الإعلامية بإطلاق استنتاج فحواه “أن ثمة قرارات ميدانية حاسمة وخلال أيام معدودة تشدد على تصعيد أشكال المواجهة على أمل أن تكون صادمة من حيث القدرات والنتائج”.

أما الجانب السياسي لهذا التوجه فقد تولى أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في إطلالته الأخيرة التعبير عنه من خلال رؤية سياسية – نظرية أطلقها أيضاً في ذكرى أربعين نصرالله، ووقت إطلاقها بعد نحو ثلاث ساعات من الفعل الميداني لمقاتلي الحزب. وجوهر ما عبّر عنه قاسم في تلك الإطلالة:

– التأكيد مجدداً على رهان الحزب على الميدان وأنه “ليس في وارد التخلي عنه”.

– واقتناع الحزب بهذا الرهان دفعه إلى القول بلسان صريح إن الحزب “سيجعل إسرائيل تصرخ من صواريخنا ومسيّراتنا والأيام بيننا”.

– وفي رسالة إلى من يعنيهم الأمر تحدث قاسم عن “تحريم أي عملية استجداء” لوقف العدوان وأن الحزب لا يعوّل على الحراك الديبلوماسي ولا على نتائج الانتخابات الأميركية.

ومجدداً تحدث قاسم عن أن الحزب ماضٍ في استنزافه للعدو إلى أن يقر بالخسارة ويطلق صرخة الألم أولاً، من دون أن ينسى شرطي الحزب لأي عملية تفاوض وهما وقف العدوان وحفظ السيادة.

وهكذا كان متوقعاً أن يحيي الحزب ذكرى سيده السابق بأنه ماضٍ في المواجهة، وأن ينبّه بلسان أمينه العام “الذين يتصدّون لرحلة التفاوض والذين ينتظرون منه رفع الراية البيضاء استسلاماً بألا يخطئوا الحساب ويتسرّعوا” لأنه “ما زال الحزب الذي يعرفون” وفق تعبير لأحد نواب الحزب الذي أضاف: لا نقول كلامنا هذا من باب التحدي بل من قبيل درء المخاطر التي تنتج عن الحسابات الخاطئة”.