Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر August 23, 2016
A A A
فيلبس «الإمبراطور» وبولت «الأعظم» مرة أخيرة!
الكاتب: السفير

لم يتغير المشهد الرياضي عن «بكين 2008» او «لندن 2012»، مايكل فيلبس واوساين بولت نجما العاب «ريو 2016»: «دلفين» اميركي خارق ينهي مسيرته بنحو دزينتين من الذهبيات و«برق» جامايكي «خالد» لم يجد بعد من هو أسرع منه.
لكن جديد اول العاب اولمبية صيفية اقيمت في اميركا الجنوبية، انها اسدلت الستارة على مسيرة عملاقين تخطيا العقد الثالث من العمر، وعبرا عن رغبتهما في إلقاء أسلحتهما الرياضية، لتكون نسخة «طوكيو 2020» يتيمة من اكتساحهما منافسات الأحواض وأم الألعاب.

رصيد خيالي
في العام 2012 حطّم فيلبس وتخطى الرقم القياسي في عدد الميداليات الذي كان بحوزة لاعبة الجمباز السوفياتية لاريسا لاتينينا مع 22 ميدالية بينها 18 ذهبية.
اعتزل وعاد ودخل في مشكلة ادمان الكحول واكتئاب، لكنه ضرب مجدداً معززاً أسطورته: خمس ذهبيات وفضية رفعت رصيده الى 28 ميدالية بينها 23 ذهبية، وفي طريقه أصبح أول سباح يحرز سباق 200 م متنوعة اربع مرات على التوالي.
نال امبراطور احواض السباحة البالغ 31 عاما ست ذهبيات في «اثينا 2004» وثماني ذهبيات في «بكين 2008» واربع ذهبيات في «لندن 2012»، وخمس ذهبيات في «ريو 2016».
اللافت أن أقرب منافس على ذهبيات فيلبس الـ23 يمتلك تسع ذهبيات، ما يفسر القيمة الرياضية الهائلة لابن بالتيمور.
لخص المدرب بــوب باومان مكانة السباح في تاريخ الألعاب الأولمبية بقوله: «لا أعتقد بأنكم سترون مايكل فيلبس آخر».
البرق والأعظم والأسرع…
وكما فيلبس ضرب برق بولت مجدداً، خاتماً مشاركته الأولمبية بتصريح معبر: «أنا الأعظم (في ألعاب القوى)»
أسرع وأعظم عداء في العالم كرّر ثلاثية 100 و200 و4 مرات 100 م. في لندن بعد «بكين 2008» و «لندن 2012»، وفي «ريو 2016» تكررت الحكاية مع ثلاثية ثالثة.
كان فخوراً للانضمام الى عمالقة الرياضة مثل الملاكم الاميركي الراحل محمد علي ولاعب كرة القدم البرازيلي بيليه.
وبذهبياته التسع، عادل بولت إنجاز العداءين الفنلندي بافو نورمي (9 ذهبيات بين 1920 ـ 1928)، والأميركي كارل لويس (9 بين 1984 و1996). والرياضي الوحيد الذي يملك ذهبيات أكثر من بولت في الالعاب هو فيلبس.
لكن إحدى ذهبيات بولت مهددة بالسحب، بعد تنشط مواطنه نستا كارتر في سباق التتابع خلال العاب «بكين 2008».

ماذا بعد فيلبس وبولت؟
بمقدار ما كانا ثروة اولمبياً وكنزاً رياضياً، سيخلف اعتزال فيلبس وبولت اولمبياً، فجوة عميقة يصعب ردمها وعبئاً ثقيلاً على مشاهدين اعتادوا ملاحمهما.
اعتبرهما رئيس اللجنة الاولمبية الدولية الالماني توماس باخ «رمزاً»، ووصف البريطاني سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى بولت بـ «العبقري».
يضيف كو: «سيحدث غيابه فجوة عميقة، لكن يمكن تخطيها. طرحنا السؤال عينه مع محمد علي. ثم أتى فلويد مايويذر ومارفن هاغلر وماني باكياو وشوغر راي لوينارد. لن نغطي هذا الفراغ بين ليلة وضحاها. لكن هناك عداؤون مميزون عديديون ويجب أن نساعد في عملية ظهورهم الى العالم».
أعرب بولت عندما تُوج بذهبية سباق 200 م، عن رغبة في المشاركة في «مونديال لندن» العام المقبل، ولكن في سباق 100 م فقط والتتابع 4 مرات 100 م، في وقت يعتبر سباق 200 م المفضل لديه وقبل بشفتيه خط وصوله بعد تتويجه.
كتب بولت التاريخ اكثر مما هو مرصع ومذهل الآن: «لقد جعلت هذه الرياضة مثيرة، ومنحت الرغبة للناس من اجل متابعتها، وضعت العاب القوى في القمة. ليس لدي ما أثبته أكثر».
شعر بولت الذي احتفل بعيده الـ30 مع نهاية «العاب ريو» ببطئه: «لم أكن سعيداً بالوقت الذي حققته، كنت اريد ان اركض بسرعة كبيرة، على الرغم من أن التوقيت لم يكن رقماً قياسياً عالمياً. كنت متعباً وفقدت لياقتي في النهاية. (…) عندما خرجت من المنعطف، قالت لي ساقاي، اسمع، نحن لن نذهب أسرع».
***
اوساين بولت
صورة مركبة لبولت يحتفل بذهبياته التسع خلال دورات “بكين 2008” و “لندن 2012” و “ريو 2016” (أ ف ب)