اجمل تكريم هو بين الاهل وفي مسقط الرأس، والاجمل ان يأتي وانت في عز نجاحاتك وعطاءاتك وبحضور محبين واصدقاء توافدوا من مختلف المناطق اللبنانية للمشاركة والتأكيد على حسن اختيار “البيت الزغرتاوي” للشخصية المكرمة.
فيرا يمين، مع حفظ الالقاب وهي كثيرة، تستحق ان تُكرم في البلدة المجنونة بحبها على ما كُتب على الدرع التقديري الذي تسلمته يمين مع عباءة المحبة التي اُرخيت على اكتافها وارخت معها المزيد من المسؤوليات في اعطاء الصورة الحقيقية لدور المرأة في الشأن العام والتي تجسدها يمين خير تجسيد.
صغيرة دخلت فيرا معترك النضال في الاعلام والادب والشعر والسياسة انما كبيرة بما تختزنه من ثقافة ومعرفة وقدرة على اثبات الذات، فغدت مثالا يحتذى وحجزت لنفسها مكانة مميزة في مجتمع تتعب فيه المرأة لتتمايز وتتميز.
بالامس كرّم البيت الزغرتاوي عضو المكتب السياسي في المرده الاعلامية والشاعرة فيرا يمين ضمن نشاط أسبوع المغترب برعاية بلدية زغرتا اهدن باحتفال راق اقيم في مبنى الكبرى الاثري في اهدن التي غصت باحتها بالمشاركين وبحضور لافت للسيدة ريما سليمان فرنجيه الى جانب الوزير يوسف فنيانوس والوزيرين السابقين يوسف سعاده وروني عريجي، السيد اسعد كرم، رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير، رئيس بلدية زغرتا اهدن أنطونيو فرنجيه، الرئيس السابق للبلدية الدكتور سيزار باسيم، المغترب سركيس يمين الى عائلة المحتفى بها وحشد من الفعاليات الاجتماعية والسياسية والاعلامية الى حشد من الاهالي بدعوة ارادها البيت الزغرتاوي عامة.
بداية مع النشيد الوطني اللبناني تلاه كلمة للاعلامية جويس عقيقي التي لفتت الى أن من يزور اهدن لا يشعر انه غريب او مغترب “اذ تتمتع هذه البلدة بميزة غريبة وفيها قطعة من قلبي”، مضيفة:” نحن موجودون اليوم لنكرم امرأة حديدية متمردة في المرده ولم ينحصر الحضور اليوم في ابناء الشمال بل قدم الى التكريم من البقاع والجنوب ومناطق أخرى ما يثبت ان يمين تحب ان تجمع الجميع وهي تعمل منذ العام 2008 على ملف الاغتراب وانطلاقا من معرفتي بيمين فهي صاحبة قلب طيب”.
وتابعت معربة عن تأكيدها لفيرا بأن اخيها جورج يمين لا بد انه فخور بها كونها حملت الشعلة بامانة ونجاح، كاشفة ان يمين ستطلق قريبا أكاديمية المهارات القيادية.
ثم ألقى رئيس بلدية زغرتا اهدن انطونيو فرنجيه كلمة جاء فيها: “البيت الزغرتاوي يجمعنا دوما في مناسبات سعيدة، واليوم نجتمع مرة جديدة لنكرم وجها من وجوه زغرتا اللامعة والمضيئة، لافتا الى ان يمين من الاوائل الذين تجرأوا على خوض معترك السياسة والفن والاعلام وفي مجالات عديدة وباتت مثالا لنساء كثيرات بحنكتها وجدارتها، فيرا يمين حملت تاريخ عائلتها والمبادئ التي نشأت عليها في منطقتها من صلابة وثبات وايمان ورسوخ وعشق للارض وهذا ما ساعدها في مسيرتها”.
وشدد فرنجيه على أن “واجبنا يحتم علينا تمثيل زغرتا أحسن تمثيل ونحن فخورون بيمين وفخورون بكل شخص رفع اسم زغرتا عاليا في لبنان وفي الاغتراب”.
وأثنى فرنجيه على تكريم الاشخاص في عز عطاءاتهم وانتاجهم وهذا يؤمن الاستمرارية ويشجع على الانتاح والابداع.
اما كلمة البيت الزغرتاوي فقد القاها رئيسه أنطونيو يمين الذي قال: “نلتقي اليوم أهلا وفعاليات وجمعيات لنكرم فيرا يمين على عطاءاتها في الاعلام الزغرتاوي الشمالي واللبناني وعلى انجازاتها في الشأن العام، فيرا المذيعة المثقفة باذاعة لبنان الحر الموحد وفي تلفزيون اهدن، فيرا يمين التي كتبت الاغنية لدورا بندلي واعتلت مسرح ثانوية زغرتا بمسرحية “هاك الغيم ورت هالشتي”، احبت المسرح وكان لها تجربة على مسرح الاخوين شربل وأنطوان النعيمي وأثنى على موهبتها المخرج الراحل يعقوب الشدراوي.
وأشار الى ان “يمين حملت قضية جمعية منكبر سوا في برنامج “ديو المشاهير” فأعطت الكثير لزغرتا لذا نقول لها شكرا على هذا الكم من العطاءات الذي هو نجاح لزغرتا الزاوية”.
وأعقب كلمة البيت الزغرتاوي عرض فيلم وثائقي أعدته الدكتورة حياة الحريري واخرجه لقمان نصر الدين عن مسيرة فيرا يمين السياسية والمهنية تحدث فيه مقربون منها.
بعدها قدم التينور غبريال عبد النور مقاطع اغنيات لفيروز عن فلسطين ودمشق متوجها الى يمين بالقول: “ان وجودي اليوم في تكريمك ما هو الا تكريم لي وتكريم لكل لبنان المجروح من أزماته وانني أعتقد ان بلدنا ينهض بأناس مثلك”.
اثر ذلك قدمت أسرة البيت الزغرتاوي بمشاركة الحضور الرسمي الى يمين درعا تذكارية وعباءة مطرزة ليختتم الاحتفال بكلمة للمكرمة اكدت فيها أن أصعب كلام هو الذي يأتي من القلب الى القلب، ولفتت الى انه منذ اللحظة الأولى قلبها يدق ربما خوفا وربما رهبة انما الاكيد محبة، مشيرة الى ان كل رصيد زائل الا رصيد المحبة، شاكرة الجميع لاسيما للبيت الزغرتاوي الذي هو المدماك الأساسي للبيت اللبناني واهل همة في زمن اليباس والجفاف، كما توجهت بالشكر “لرئيس بلدية زغرتا اهدن بل الاصح للبلدية التي قدمت النموذج الراقي في التسلم والتسليم في الولاية نفسها بين، الاخ الذي لم تلده امي وأعني الدكتور سيزار باسيم، وبين انطونيو فرنجيه الذي يدرك تماما اني اكن له معزة خاصة والشكر لبلدية زغرتا التي تناضل وتجاهد وتتحدى وستصل والشكر لكل من شاركنا حفل التكريم واتى من كل المناطق اللبنانية، كما اشكر الدكتورة حياة الحريري “التي اعدت الوثائقي الذي اختصر بعشر دقائق مسيرتي منذ 1978 لليوم، كما اشكر كل من شارك في هذا الوثائقي “وكلهم اعزاء من الصديق الاعلامي روبير فرنجيه الى الدكتور سامي كليب والسيدة رباب الصدر والصديق الوزير يوسف سعادة، وخلاله تذكرت تاريخ 11 حزيران 2006 عندما أطلقنا تيار المرده ورحبت آنذاك بالجماهير المحتشدة فقلت وقتها اهلا بكم من جميع المناطق ولكن من منطق واحد، فنحن في هذه المنطقة من اين ما جئنا أبناء منطق واحد تجمعنا المحبة”.
وأضافت يمين: “تكرمت بمعظم مدن العالم انما تكريمي اليوم أحرجني وكسر مقولة ان لا أحد يكرم في وطنه ﻷن اهدن هي الأقدر على استيعاب الجميع واحتضان الجميع ولأن الله أكرمنا بها”.
وتوجهت يمين الى عقيقي قائلة: “ايتها الفراشة التي لم ولن يحرقها ضوء ولا شهرة طيري وحلقي فالطيران يليق بك”.
وقالت لغبريال عبد النور: “المبدع الاستاذ فالابداع يسبق الاستذة هناك محترفون عديدون انما المبدعون قليلون بل نادرون، غنِ يا صديقي ليتسع المدى وسع هذه الجبال وأكثر وقد اخترت أن تغني لفيروز التي انا ممتنة لها ببناء شخصيتي وهي اعطتنا البوصلة الحقيقية لتحديد هويتنا فمن خلال هذا الصوت نحن الذين تتلمذنا على يد الفارس العروبي الذي اليوم نغرف من مخزونه وفكره نحن كلنا أبناء فكر الرئيس الراحل سليمان فرنجيه”.
واوضحت يمين ان “اهدن بحبا كتير اهدن بعبدا” قالها جورج يمين وتبنيناها واعتنقناها، وعلى بعد امتار منا تمثال مكرمنا اليوم وقديسنا غدا وفخرنا دائما البطريرك اسطفان الدويهي وتمثال العلماني العروبي الذي اعتق المسيحية المشرقية من كل ارتباط ومارسها في عروبتها بطل لبنان يوسف بك كرم، ونحن في هذا المبنى الاثري، وهو معلم من معالم اهدن التي هي كلها معلم أثري، نفض الغبار عنه وأعاد الضوء اليه من دون منة كما رمم معظم المعالم والكنائس وحفظ الارض صان الحجر ووقف الى جانب البشر له تليق صفة القيادة رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه الذي أعاد الى الكبرى الحياة حجرا واعادت اليه بشرا حينما اطلقت منه للمرة الأولى اهدنيات ريما فرنجيه، ومن اهدنيات عادت الى الكبرى الحياة، لافتة الى ان فخرنا اننا نكرم اليوم في شهر الاغتراب و”لحم كتافنا بزغرتا من الاغتراب التراب يقلب دهب بين ايديكن”.
وقالت: “لا تدعوا مؤتمرات الطاقة تغريكم في الاعلام فالاغتراب حاجة ليس في المواسم الانتخابية بل في كل موسم زرع نحن بحاجة له لنثمر فكرا وابداعا في بقاع الارض. وختمت متوجهة بالشكر لعائلتها الصغيرة وعائلتها الكبيرة المرده والحضن الاكبر اهدن ومن اهدن لكل لبنان.
والقت يمين قصيدة عن اهدن جاء فيها:
لمّا كنت زغيري كنت فكّر انّا هيي الدني
ولمّا صرت كبيري صرت أعرف انّا هيي الدني
صرت أعرف كيف العمر بيحفر اسمو ع الشجر
صرت أعرف كيف الحلا بيلبس وجّو للقمر
صرت أعرف كيف الصخر ما بتهزّو رياح
كيف الهوا عنّا جرس والزهر زيّاح
إهدن منّا ضيعة ساكنة بجبالا
إهدن هيي الجبل والجبال خيالا.
الصور بعدسة شربل دحدح