“جوزيف ابو ديب” أم “برنار” هذا المعتّق بالوفاء الملتزم سياسة المميز أدباً وحضوراً وأناقة.
عمل ادارياً في لبنان وفي الغربة لكنه لم يغادر وطنه في الوجدان ولا اهدنه في الايمان.
رحل الثمانيني بالأمس تاركاً الى عائلته رفاقاً من مختلف الاعمار، رفاق حوار ونقاش، رفاق صورة وتصور، رفاق الميدان رفاق السيجارة الوطنية من قبل ان يرتفع سعر الدخان، رفاق طاولة الورق، رفاق الحرب، رفاق الحب ورفاق الدرب.
“برنار” اسمه “الحربي” وجوزيف اسمه الاصلي و”يوسف” اسمه على التذكرة، تعددت أسماؤه لكن له وجهاً واحداً ووجهة واحدة وقلباً واحداً ونبضاً واحداً، ومثلما كافح في حياته وفي الحرب والأزمات كافح حين ناصت صحته، اعتمد الكرسي النقال لكنه بقي واقفاً في عزة نفسه يأتينا الى الميدان، يُسلِّم ولا يستسلم، يأتينا في نظاراته الشفافة بمثل شفافيته، بضحكته التي ترشح طيبة ووعياً.
رحلت يا صديقي ورحل معك الكثير من الحب، رحلت بل ترجلت أيها المارد الفارس سيفتقدك الميدان وكل ميدان.