تاريخ النشر August 25, 2019
A A A
فوزي يمين يوقع ديوانه الجديد ” في الوقت بين سيجارتين”
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده
استفزني الشاعر فوزي يمين وهو يوقع ديوانه الثاني عشر في مبنى الكبرى الاثري بسؤاله لي: “كيف نصنع خبرا عن وقت بين سيجارتين”؟ مصرا على معرفة الجواب.
استفزني هذا الشاعر الذي اتلذذ بقراءة شعره واستمتع اكثر عندما يتلو هو قصائده، ولكن كيف لي ان اصنع خبرا فنيا وانا ما امتهنت الا الاخبار السياسية؟ وكيف لي ان احسب الوقت بين سيجارتين وانا لا ادخن؟.
افكار كثيرة راودتني منها ان اترك مهمة الكتابة عن حفل التوقيع الى الزميل روبير فرنجيه فهو البارع جدا في هذا الاطار، او ان اصنع له خبرا مقتضبا، فقلمي في الفن ليس غزيرا بعكسه في السياسة، كما ان الكتابة عن شاعر بامكانه ان يطعج الكلمات كيفما اراد ليست مهمة سهلة.
بين الكتابة او عدمها اتصلت بالصديقة المخرجة ميرانا النعيمي التي تتذوق مثلي واكثر شعر فوزي يمين وسألتها العون وهي لا ترد سائلاً.
تقول المخرجة النعيمي ان حفل التوقيع كان مميزا ورائعا، وقراءات فوزي لا يمكن التخلف عن سماعها لايقاعاتها المميزة، وكأنه مؤلفا موسيقيا يخلق لحنا مميزا يبهر السامعين.
وتضيف ان ما يميز شعر فوزي هو استعماله للكلمات اليومية والمناطقية بسلاسة تُزوّد كتابه بشاعرية خاصة به قد تكون فجة نوعا ما انما جماليتها بفجاجتها، مشيرة الى ان انتباهه يذهب لادق التفاصيل وينعكس على اختياره للكلمات التي تقترب للعامية اكثر منها نحو الفصحى.
وتقول ان هناك ميزتين اساسيتين في شعره، الاولى اختياره للاستعارة فلا يمكن ان نميز مثلا اخصلة الدخان هي خصلة الشعر او هي المرأة؟، وبين سيجارتين هل هي استعارة بين الموت والحياة او بين انثى واخرى او هي هواجس وجدانية؟، اما الميزة الثانية فهي السخرية بمقاربته للامور وهذا ينطبق على شخص لديه إحساسا مرهفا يغطي حساسيته بسخريته.
وتضيف المخرجة النعيمي انه حتى في “صلواته” وعلاقته وتوسله الى الله، وعلى الرغم من يقينه في وجود الله، تحمل هذه الصلوات نوعا من الخوشبوشية، التي هي برأيها حقيقية، تضفي على الصلاة نكهة ساخرة، ليس من الله، بل من محدوديته كإنسان، كما ان عدم استعماله للكلمات الطنانة او الكليشيه في قصائد الصلوات، يجعلها حقيقية وغير مدعية.
وتختم بان فوزي يجرش اللغة ببلاغة قلة من الشعراء يتقنها.
ديوان فوزي يمين المعنون ” في الوقت بين سيجارتين” يقع في 216 صفحة، وهو صادر عن دار النهضة العربية التي دعت الى حفل التوقيع برعاية البيت الزغرتاوي من ضمن الاسبوع الثقافي لمنتدى ريشة عطر.
يبقى ان الشاعر فوزي يمين اهدى ديوانه الى الشاعر نهيد درجاني وهي سابقة بين ابناء الكار الواحد وربما هذا ما دفعني الى صناعة هذا الخبر، فعسى ان اكون تمكنت من الاجابة على سؤال فوزي ” كيف نصنع خبرا عن وقت بين سيجارتين؟”.
الصور بعدسة شربل دحدح