Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر September 3, 2018
A A A
فلسطينيون لترامب: سنعود… بأونروا أو من دونها
الكاتب: فتحي صبّاح - الحياة

يتندر الفلسطينيون بكثير من السخرية و«الكوميديا السوداء» على أحوالهم، سواء غموض مصير «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا) بعد وقف التمويل الأميركي، أو فشل المصالحة الفلسطينية، أو الضغوط لتمرير «صفقة القرن» الأميركية للسلام، في وقت كشفت القيادة الفلسطينية أن مسؤولين أميركيين طرحوا على الرئيس محمود عباس فكرة كونفيديرالية مع الأردن.
وفي ظل أزمة مالية طاحنة تشهدها «أونروا»، سعى المفوّض العام للوكالة بيير كرينبول إلى طمأنة ملايين اللاجئين إلى مستقبل الوكالة، مؤكداً أن «عملياتنا ستستمر، ووكالتنا ستبقى». وقال: «في صميم مهمتنا تقبع كرامة وحقوق مجتمع شديد الضيق وغير مستقر بشكل كبير، إن قرار التمويل من دولة واحدة عضو، على رغم أنها تاريخياً الأكثر سخاء وثباتاً، لن يعدّل أو يؤثر في الطاقة والشغف اللذين نتعامل بهما مع دورنا ومسؤوليتنا تجاه لاجئي فلسطين. إنها لن تؤدي إلا إلى تعزيز عزيمتنا».
على رغم ذلك، كتب المواطن حسن مطر أن إلغاء الوكالة يعني تصفية قضية اللاجئين، ما يعني أن «الصومال ستتصدق علينا، وهذا معناه أن القضية اُختزلت فعلياً في غزة، وهذا معناه أن صفقة القرن ماشية (ماضية قدماً) غصبٍ عن أبونا (رغماً عنا)».
كما كتبت الناشطة وفاء عبد الرحمن أن الرئيس الأميركي دونالد «ترامب يقول لعباس يا بتشيل يا بشيل (تتحمل مسؤوليتها أو أتحملها)»، في محاكاة لمقولة الرئيس لحماس حول تسليم غزة. وأضافت: «ترامب مطمئن أننا لن نفعل شيئاً، وإسرائيل مطمئنة إلى أن الضفة (الغربية) هادئة، وغزة أقصى قدراتها مسيرات على السلك (الحدود)! هي فرصة للعرب لتوريطنا في (اتفاق) أوسلو جديد، وفرصة للغرب ليمارس هوايته في الفرجة! سنعود بأونروا ومن دونها، سنعود».
ويربط الفلسطينيون بين وقف تمويل «أونروا» ومساعي تمرير «صفقة القرن» التي تقول حركتا «فتح» و «حماس» إنهما ترفضانها. غير أن محمد حماد سخر من ادعاءات الحركتين على «تويتر»، قائلاً: «أجمل ما في الأمر أن فتح وحماس والدول العربية تقول إنها لن تقبل صفقة القرن… حد يفهمني مين اللي موافق عليها وباصم (موقِّع ببصمته)؟ يمكن المجموعة الشمسية!».
وعلى رغم أن أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني لم يفقدوا الأمل في العودة إلى ديارهم، إلا أن ملايين آخرين من الفلسطينيين فقدوا الأمل في إنهاء الانقسام وتوحيد جهود الحركتين وبقية الفصائل في مواجهة المشروع الأميركي- الإسرائيلي الهادف إلى تصفية القضية.
ويرى معظم الفلسطينيين أن أكثر ما يثير السخرية والحزن والغضب هو أن «فتح» و «حماس» تطالبان، عادة، بإنهاء الانقسام، وتأكيد أنهما تبذلان جهوداً كبيرة من أجل إتمام المصالحة. وبين الجد والهزل، يتساءلون عن الجهة التي عليها أن تُنهي الانقسام ما دامت الحركتان تطلبان بذلك، ولماذا لا تتم المصالحة طالما أنهما راغبتان فيها وتبذلان كل ما في وسعهما من أجل طي صفحته السوداء؟ وكتب محمد زعانين ساخراً: «باختصار فتح جاهزة للمصالحة، وحماس جاهزة كذلك، بس الشعب عند الكوافير!».