Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر March 1, 2017
A A A
فكّر مليا قبل اختيار اسم طفلك… والسبب؟

 

 

عادة ما يكون اختيار اسم المولود الجديد مهمة شاقة على الأبوين، لكنّ بحثاً جديداً أظهر أن الاختيار بشكل مناسب قد يكون أكثر أهمية مما كنا نعتقد. فقد خلص أكاديميون إلى أن الاسم الأول للشخص يغيّر من شكله، كما أطلقوا على هذه الظاهرة اسم تأثير دوريان غري (Dorian Gray’s) نسبة إلى شخصية في إحدى روايات الكاتب المشهور أوسكار وايلد، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة “تلغراف” البريطانية.ومثلما أن الأفعال الشريرة التي يرتكبها دوريان غري قد حُفرت على ملامح صورته المرسومة، فإن الصورة النمطية المرتبطة باسم معين تُرسم على وجوه الأشخاص الذين يحملون تلك الأسماء.
فعلى سبيل المثال، يتوقع المجتمع أن يكون الشخص الذي يحمل اسم “بوب” دائري الوجه وبشوشاً أكثر من شخص يدعى “تيم”. يجعل هذا التوقع من “بوب” اجتماعياً وبشوشاً بشكل أكبر، فيما يبدو “تيم” متحفظاً وحذراً بشكل أكبر. ويمكن أن تعزى هذه العلاقة إلى تأثير “بوبا-كيكي” الذي يقول إنه في جميع اللغات تتم تسمية الأشياء الدائرية والناعمة بأصوات دائرية (بوبا، وتعني دائري) بينما تستخدم الأصوات (كيكي) لوصف الأشياء النحيلة. اي نفس الإطار، نجد أن الأشخاص الذين يحملون اسم “وينستون” يميلون للتجهم، بينما يرى المجتمع أن من يحملن اسم “ماري” يتميزن بالخلق الرفيع، وهما صفتان قد تغيّران في ملامح الوجه، ما يؤدي إلى تغيير شكل الوجه مع مرور الزمن.
وقياساً على ذلك، فإن من يحملن اسم “كاثرين” يعتبرن أكثر جدية واعتماداً على الذات من اللواتي يحملن اسم “بوني”. وقد تحمل التوقعات الاجتماعية “كاترين” على أن تكون أكاديمية ومجتهدة بشكل أكبر، ما يمكن أن يؤثر تدريجياً على تطور عضلات الوجه بسبب زيادة التركيز على سبيل المثال.ولمعرفة ما إذا كان شكل الوجه مرتبطاً بالاسم، فقد أجرى الباحثون 8 دراسات لتحديد قدرة الغرباء على معرفة أسماء أشخاص من خلال النظر إلى وجوههم فقط.وفي كل واحدة من تلك التجارب، لوحظ أن المشاركين جيدون في مطابقة الاسم مع الوجه (حتى 40%) مقارنة بالتجارب العشوائية (حتى 20-25%) حتى حين أخذ عوامل مثل العرق والعمر والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية بعين الاعتبار. وتعد هذه الدراسة الأولى التي تبيّن مدى تأثير التصورات والتوقعات الاجتماعية المسبقة والمرتبطة بالأسماء على أشكالنا، وليس فقط الجينات ومستوى الهرمونات. كما تشير الدراسة إلى أن الأشخاص يتصرّفون بحسب اسمهم. لذا فإن إمكانية أن تؤثر أسماؤنا على أشكالنا ولو قليلاً تعد أمراً مثيراً للاهتمام.كما أظهرت الدراسة أنه من الممكن إنشاء خوارزمية حاسوبية يمكنها التنبؤ بأسماء الأشخاص بحسب ملامح وجوههم بنسبة تفوق التخمين.