Beirut weather 16.88 ° C
تاريخ النشر October 1, 2016
A A A
فضل شاكر متخفياً بحماية المجموعات الارهابية
الكاتب: جاد صعب - الديار

ما هو مصير الارهابيين المطلوبين للقضاء اللبناني، لتورطهم في عمليات ارهابية، خطط لها ونفذتها شبكات تديرها المنظمات الارهابية التي تقاتل في سوريا والعراق، وفي المقدمة منها «تنظيم داعش» و«جبهة النصرة»؟، وماذا عن مصير ملف فضل شاكر الذي اصدر القضاء اللبناني حكما بحقه قضى بالسجن خمس سنوات، على خلفية تورطه الى جانب المجموعات العسكرية التابعة للشيخ احمد الاسير، في قتل عسكريين من الجيش اللبناني خلال معركة عبرا في حزيران العام 2013؟، وهل ينجح الجيش اللبناني في تفكيك الشبكات الارهابية المتمركزة خارج اي سيطرة امنية، لبنانية او فلسطينية، داخل مخيم عين الحلوة، من خلال عمليات قيصرية تعتمد على فرق كومندوس تعمل بشرية مطلقة؟.

آخر المعلومات التي تتداولها اوساط قيادية فلسطينية في مخيم عين الحلوة، تؤكد ان فضل شاكر شعر بالخوف والهلع، جراء العملية الامنية النوعية التي نفذتها وحدة من مخابرات الجيش اللبناني في 22 ايلول الماضي، واستهدفت الارهابي عماد ياسين، داخل المعقل الرئيسي للمجموعات الاسلامية الارهابية، في «حي الطوارىء» عند الطرف الشمالي للمخيم، وان شاكر تلقى نصائح سريعة ، غداة عملية اعتقال ياسين، تدعوه الى مغادرة المنطقة التي يقيم فيها في احد شوارع المخيم، الى منطقة لا تقع على تماس مع المنطقة التي تخضع لسيطرة الجيش اللبناني، تحسبا من عملية مماثلة لعملية اعتقال ياسين، قد تستهدفه.

وتكشف اوساط امنية فلسطينية داخل المخيم، انه، ومنذ عملية الكومندوس التي نفذتها فرقة من مخابرات الجيش اللبناني، في 22 ايلول الماضي، انكفأت رموز المجموعات الارهابية في المخيم ، وغابت عن الشارع، بعد ان لجأت في تحركاتها وتنقلاتها الى اعتماد السرية والتمويه، تخوفا من عملية استفراد بها، تقودها الى قبضة الجيش اللبناني، كما حصل مع الارهابي عماد ياسين، وتلفت الى ان من بين هؤلاء اسامة الشهابي الذي يقود تنظيما مسلحا يضم عشرات المناصرين، ويتخذ من اجزاء من حي حطين مربعا امنيا خاصا به، لتأمين حمايته، من قبل مناصرين يقومون بالحراسة الليلية والنهارية، الامر نفسه مع جمال بدر الذي كان اعلن عن حل تنظيم «الشباب المسلم»، زاعما ان قرار الحل، جاء انسجاما مع الخطوات التي من شـأنها ان تريح الامن في المخيم ، اما هيثم الشعبي الذي يتمركز مع مجموعة يقودها في حي الطوارىء، وهو الاقرب الى الارهابي عماد ياسين ، فقد اعلن التزامه بالهدوء وعدم الرد على عملية اعتقال ياسين، وهو غاب عن النظر والسمع، حتى انه يحفي تحركاته وتنقلاته عن اقرب المقربين اليه، بعد الهاجس الامني الذي بدأ يشعر به.

وبرأي الاوساط نفسها، فان الارهابيين المطلوبين للجيش اللبناني، وبعد عملية اعتقال الارهابي عماد ياسين، شعروا ان غطاء ما رُفع عنهم ، وهو غطاء لم يكن لديه الطاقة على تحمل المزيد من العمليات الارهابية التي تنفذها تلك المجموعات انطلاقا من مخيم عين الحلوة، وبالتالي، يُزج بالمخيم وبسكانه في ما يجري، وتقول.. كل القوى والفصائل باتت تئنُ من الضغط الامني والاجتماعي الذي يشكله وجود تنظيمات وجماعات ارهابية في مختلف احياء المخيم، وانها تسير نحو الانتحار ، فيما هي ابقت على صمتها وانكفائها من الشارع الفلسطيني، لان استقالة هذه القوى من دورها، تعني افساح المجال لهذه الجماعات في الامساك بالمخيم وبامنه…وهو امر مكلف ليس باستطاعة احد تحمل نتائجه.

والى جانب الارهابيين المطلوبين للقضاء اللبناني، يبرز من جديد ملف «المطرب التائب» فضل شاكر الذي ما زال ينتظر مؤشرات او اي ايحاء ايجابي تجاه ملفه الامني المرتبط بشكل وثيق مع ملف الشيخ احمد الاسير الذي يحاكم في احداث عبرا عام 2013، بعد ان القى الامن العام اللبناني القبض عليه خلال محاولته مغادرة لبنان ، عبر مطار بيروت، بجواز سفر مزور بعد ان اجرى تعديلات على مظهره لايهام العناصر الامنية في المطار.

وتلفت الاوساط الى ان فضل شاكر بات اليوم متخفيا ويتواجد في منطقة تخضع لسيطرة احدى المجموعات الارهابية التي يقودها بلال بدر، ويحظى بحماية امنية، وان الدائرة المحيطة به ضاقت بعد اعتقال ياسين، وانه صرف اربعة من مرافقيه، اثنان منهم سلما نفسيهما الى الجيش اللبناني قبل اشهر، وهو تعمد نشر صور له على شبكات التواصل الاجتماعي ، قيل ان تاريخها يعود الى عيد الاضحى ( قبل عشرة ايام )، وانه لن يكون مستعدا لتسليم نفسه الى القوى الامنية لمحاكمته ، بانتظار ان تنجلي هذه الامور التي ما تزال غامضة بالنسبة اليه، فهو اكد انه قد يسلم نفسه الى الجيش اللبناني، بعد معرفة مصير شقيقه محمد شمندور ( ابو العبد) الذي سلم نفسه الى الجيش اللبناني ويحاكم في المحكمة العسكرية، في ايحاء بان براءة شقيقه تعني براءته، لانهما كانا متلازمين خلال معركة عبرا، حسب مزاعمه، وان ملفه بعيد كل البعد عن الملفات الامنية لعشرات الفلسطينيين الذين يسلمون انفسهم للجيش ، على خلفية ارتباطهم بملفات لا صلة لها بالملفات الارهابية كالانتماء الى مجموعات محظورة او وثائق اطلاق نار او تقارير أمنية كاذبة او غير دقيقة وهي ليست تهماً كبيرة، وفق ما ترى الاوساط الفلسطينية المتابعة على عكس ملف معركة عبرا التي استشهد فيها ضابطان و22 جنديا وجرح اكثر من مئة جندي.

وكان فضل شاكر اودع الى جهة ما، من ضمن شبكة العلاقات الواسعة التي اقامها خلال مسيرته الغنائية مع شخصيات وجهات نافذة في السلطة، بسبب «الخدمات الفنية» التي كان يقدمها لهؤلاء، رسالة  يُبدي فيها استعدادته تسليم نفسه، اذا توفرت الضمانات التي تمنحه السفر الى خارج لبنان، واقترح قطر او تركيا، الا ان رسالته لم تلقَ صدى لدى الجهات المعنية، وطويت الرسالة بالتزامن مع التصعيد الذي لجأ اليه عوائل شهداء الجيش اللبناني الذين قضوا في معركة عبرا.

وكانت شائعات سرت داخل مخيم عين الحلوة، وتناقلتها وسائل اعلام ومواقع الكترونية خليجية، ان شاكر غادر المخيم ولاقى تسهيلات لمغادرته لبنان، فيما سوّق مقربون سابقون انه سلم نفسه للجيش اللبناني، من دون ان يكون لهذه الاخبار اي اساس.