Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر June 20, 2022
A A A
فرنسا على خط التسويات اللبنانية وتنسيق مع الأميركي.. هذا ما جرى في اللقاء بين غريو والموسوي
الكاتب: غاصب المختار - اللواء

 

لم يعد خافياً ان فرنسا عبر سفيرتها في بيروت آن غريو والطاقم الاستشاري الرئاسي في قصر الأليزيه، يلعبان دوراً محورياً في تحضير الاجواء السياسية الملائمة لتمرير المرحلة المقبلة في لبنان بهدوء، وبما يؤدي الى تسهيل معالجة الازمات القائمة، حيث ان اتصالات فرنسا تشمل كل الاطراف بهدف التوصل إلى تهدئة التوترات السياسية والى تسويات تسهل تمرير باقي الاستحقاقات الدستورية بعد الانتخابات النيابية، بأقل توتر وخسائر اضافية، لا سيما لجهة تكليف رئيس للحكومة ومن ثم تشكيل حكومة تراعي التوازنات السياسية القائمة بحيث لا تحصل اشتباكات داخلها فتعطلها، ليصار بعدها الى التفرغ لإنتخاب رئيس الجمهورية.

وتتعاطى فرنسا في مسعاها مع كل القوى السياسية بلا استثناء، ومنها بشكل خاص الرئيس نبيه بري نظراً لموقعه الرسمي والسياسي الفعال وعلاقته بكل الاطراف، وايضاً مع حزب الله، نظراً لدوره المحلي والاقليمي، وهي بهذا تعترف بدور الحزب السياسي وموقعه في لعبة التوازنات الداخلية البرلمانية والعامة.
وعُلِم في هذا المجال من مصادر مسؤولة متابعة للاتصالات، ان السفيرة غريو، التقت قبل أيام مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي، «من ضمن التواصل الدائم القائم بين الجانبين لمتابعة الاوضاع اللبنانية عن قرب»، وان البحث تناول تقييم الانتخابات النيابية التي جرت في ايار الماضي ونتائجها وانعكاسها على الوضع العام.
وحسب المعلومات ، فأن السفيرة غريو نقلت «اهتمام فرنسا بسرعة تشكيل الحكومة، لكنها لم تتدخل في تسمية او اقتراح اي شخصية معينة. وتناول البحث ايضاً أستكمال الاصلاحات في الاقتصاد في كل القطاعات، بما يُسهّل إنجاز التفاوض مع صندوق النقد الدولي والتوصل الى اتفاق نهائي ليحصل لبنان على الدعم الدولي الأوّلي المطلوب، كما نقلت تأكيداً على استمرار الدعم الفرنسي للبنان وحفظ الاستقرار فيه».
لكن حسب المعلومات، فإن البحث لم يتطرق إلى موضوع ترسيم الحدود البحرية، والتمهيد لزيارة الوسيط الاميركي في المفاوضات غير المباشرة آموس هوكشتين إلى بيروت التي جرت الاسبوع الماضي.
ولاحظت المصادر المتابعة، ان الملفت للإنتباه أن غريو لا تتحرك بمفردها ومن منطلق فرنسي فقط، بل هناك تنسيق كامل بينها وبين السفيرة الاميركية دوروثي شيا حول الكثير من الملفات والقضايا السياسية والاقتصادية المطروحة ان لم يكن كلها، والخطوات مدروسة حول متابعة وكيفية معالجة كل الملفات، ومنها دعم الوضع المعيشي للبنانيين، لا سيما وان السفيرة شيا تقوم ايضاً بالتواصل مع كل القوى السياسية (بإستثناء حزب الله طبعاً) لكنها تعتمد على «الوسيط» الفرنسي في التعاطي مع الحزب.
لكن عدم اثارة السفيرة غريو موضوع تسمية رئيس للحكومة او البحث في تفاصيل موقف الحزب من تشكيل الحكومة، لم يلغِ إهتمام فرنسا بهذا الموضوع، بل هوحسب المعلومات يُثار على مستويات عليا سواء في فرنسا او في بيروت. ومن هنا كان تركيز غريو مع الموسوي وسواه على ضرورة استعجال تشكيل الحكومة وغنجاز الاصلاحات.
لكن ماذا بالنسبة للقوى السياسية الاخرى؟
يبدو ان فرنسا التي تتواصل مع كل الاطراف السياسية مهتمة بمواصفات رئيس وبرنامج الحكومة قبل شخصه برغم المعلومات عن تفضيلها الرئيس نجيب ميقاتي في هذه المرحلة لمتابعة برنامجه، لجهة تطبيق برنامج الاصلاحات والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ولم تحسم بعد أمر عقد مؤتمر لبناني جامع بإنتظار انتهاء الاستحقاقات الفرنسية بإنتخاباتها النيابية (جرت دورتها الثانية امس الاحد)، والاستحقاق اللبناني الأهم بإنتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. وبعد ذلك لكل حادث حديث عن شكل المؤتمر ومكانه ومواضيعه… ومنها ما يُحكى عن دعوات عدد من القوى السياسية لتعديل بعض مواد دستور الطائف، ولا سيما لجهة تحديد مهلة لتشكيل الحكومة بعد تكليف رئيسها، بحيث لا تبقى عملية التاليف مفتوحة على المجهول وتضييع الوقت اشهراً طويلة، اولجهة تقييد رئيس الجمهورية بمهل لتوقيع المراسيم والقوانين.