Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر July 9, 2016
A A A
فرنسا بأكملها تقف في وجه حلم رونالدو غداً
الكاتب: السفير

نهائي بطولة أوروبا: فرنسا بأكملها تقف في وجه حلم رونالدو غداً
*

بعد شهر من المنافسة، تصل بطولة أوروبا 2016 إلى نهايتها غدا (الساعة 22.00 بتوقيت بيروت)، عندما يتواجه منتخبا فرنسا والبرتغال على ارض «ستاد دو فرانس» في سان دوني.

وقد استعاد الفرنسيون حبهم للمنتخب الوطني ووضعوا خلفهم اعواما من الخيبة والفضائح، وذلك بعد بلوغ «الديوك» نهائي بطولة اوروبا 2016 المقامة على ارضهم بفوزهم في نصف النهائي على بطلة العالم ألمانيا (2 ـ صفر)، امس الاول، في مرسيليا.

وسجل انطوان غريزمان ثنائية الفوز على الالمان (45+2 من ركلة جزاء و72)، وأعاد الفرنسيين الى حقبة كتيبة زين الدين زيدان ورفاقه الذين قادوا بلادهم الى لقبها العالمي الاول في العام 1998 ثم الى التتويج القاري العام 2000 ونهائي «مونديال 2006».

وكان نهائي «مونديال ألمانيا 2006» الذي خسره الفرنسيون أمام إيطاليا بركلات الترجيح في مباراة طرد فيها زيدان بسبب «نطحه» ماركو ماتيراتزي، بمثابة نهاية الأمجاد بالنسبة لمنتخب «الديوك»، اذ خرج بعدها من الدور الاول لبطولة أوروبا العام 2008 وكأس العالم العام 2010، ثم من ربع نهائي بطولة أوروبا العام 2012 و «مونديال 2014».

ومنذ تتويجها على حساب إيطاليا (2 ـ 1)، في نهائي العام 2000 المثير في روتردام تحت إشراف المدرب روجيه لومير، لم تنجح فرنسا بتحقيق الفوز في أي مباراة إقصائية من البطولة القارية حتى النسخة الحالية التي شهدت تغلبها على أيرلندا (2 ـ 1)، في الدور الثاني وايسلندا (5 ـ 2)، في ربع النهائي ثم ألمانيا في نصف النهائي، وتبقى أمامها البرتغال التي تقف بينها وبين لقبها القاري الثالث.

ونجح غريزمان ورفاقه في كتيبة المدرب ديدييه ديشان، قائد التتويج في «مونديال 1998» وبطولة أوروبا 2000، في إعادة الأمل للجمهور الفرنسي الذي احتفل طويلا الخميس في العاصمة باريس بإنجاز التأهل الى النهائي قبل أن تتعكر الأجواء بسبب المواجهات بين بعض المشاغبين والشرطة في جادة الشانزيليزيه.

وكان هناك 90 الف شخص في منطقة المشجعين تحت برج إيفل، فيما توزع عشرات الآلاف خلف الشاشات العملاقة في أنحاء العاصمة والمدن الفرنسية الاخرى.

وقال مدرب المنتخب ديشان: «المساندة التي حظينا بها من الناس كانت مذهلة»، مضيفا: «قبل وصولنا الى الملعب شاهدنا الناس في حالة جنونية، ستكون الأجواء أكثر جنونا يوم الاحد».

واستعاد المنتخب خلال هذه البطولة علاقته السابقة بمشجعيه، وقد ظهر ذلك جليا قبل مباراة الدور ربع النهائي ضد ايسلندا عندما تجاوز اللاعبون ألواح الإعلانات من أجل تحية الجمهور، وهو أمر لم يشهده الفرنسيون منذ «مونديال 1998» الذي استضافوه على أرضهم ايضا، وذلك بحسب ما يؤكد هيرفيه موغان، رئيس احدى روابط المشجعين، مضيفا: «بإمكانك أن ترى الفارق من خلال طريقة تصرف اللاعبين. في السابق، عانى هذا الفريق في التعبير عن سعادته والتواصل مع المشجعين».

وسمحت نهائيات 2016 في تحقيق المصالحة بين المنتخب والجمهور ومداواة الجراح التي خلّفتها مشاركاته الأخيرة.

لقد عرف معسكر المنتخب الفرنسي خيبات انضباطية كبرى على غرار مستواه الفني في السنوات الماضية، ففي «مونديال 2010» طُرد المهاجم نيكولا انيلكا من بعثة المنتخب لخلاف مع المدرب الغريب الاطوار ريمون دومينيك، وتلى ذلك مقاطعة زملائه التمارين في جنوب افريقيا.

وفي العام 2012، دخل لاعب الوسط سمير نصري في مشادة عنيقة مع صحافي أوقف بعدها ثلاث مباريات. كما أوقف المهاجم جيريمي مينيز عن خوض مباراة بسبب مواجهة مع أحد الحكام وزميله الحارس هوغو لوريس.

وحتى ان مشاركته في البطولة الحالية لم تخل من المواقف المثيرة للجدل، اذ اتهم مهاجم «ريال مدريد» الإسباني كريم بنزيمة المدرب ديشان بالعنصرية لأنه استبعده عن النهائيات بسبب مسألة ابتزاز زميله ماتيو فالبوينا في قضية شريط جنسي صوره الأخير.

ثم أضيفت الى هذه المسألة جراح أعمق ناتجة من المشاهد المؤلمة التي عاشتها العاصمة باريس خلال اعتداءات 13 تشرين الثاني الفائت وأسفرت عن 130 قتيلا، في يوم المواجهة بين فرنسا وألمانيا وديا على «استاد دو فرانس»الذي شهد اعتداءات خارج أسواره.

وعادت فرنسا الى «استاد دو فرانس» في مباراتها الافتتاحية ضد رومانيا وخرجت فائزة (2 ـ 1)، ثم لعبت هناك مجددا في الدور ربع النهائي ضد ايسلندا حيث حققت فوزا كاسحا (5 ـ 2)، وستختتم البطولة على أرض هذا الملعب بالذات.

ويمكن القول إن عملية المصالحة مع الجمهور بدأت في تشرين الثاني من العام 2013 خلال مباراة الملحق المؤهل الى «مونديال 2014» ضد اوكرانيا حيث كانت فرنسا بحاجة الى الفوز من أجل السفر الى البرازيل وهذا ما فعلته (3 ـ صفر).

وتحدث ظهير «يوفنتوس» الإيطالي باتريس إيفرا الذي كان قائدا للمنتخب في «جنوب افريقيا 2010»، عن أجواء مباراة الخميس في «استاد فيلودروم» قائلا: «عندما دخلت الى ارضية الملعب شعرت بالأجواء، علمت أنه ليس باستطاعتنا الخسارة».

أما زميله في «يوفنتوس» بول بوغبا، فقال: «كان الأمر رائعا، كانت الأجواء مجنونة. انظروا الى جميع الأشخاص الموجودين هنا من أجل مساندتنا. إنه أمر مذهل، رائع، لكن الامور لم تنته»، في إشارة الى المباراة المتبقية الاحد ضد البرتغال.

حلم رونالدو
ويحلم كريستيانو رونالدو بذرف دموع الفرح غدا بعد قيادته البرتغال الى المباراة النهائية على حساب ويلز (2 ـ صفر)، في ليون.

وسجل رونالدو هدف التقدم للبرتغال بعد خمس دقائق على انطلاق الشوط الثاني بكرة رأسية قوية من داخل المنطقة، ليعادل رقم الفرنسي ميشال بلاتيني بتسجيله الهدف التاسع في النهائيات، بينما أضاف ناني الهدف الثاني في الدقيقة 53 إثر تمريرة رونالدو نفسه.

EURO 2016 (4)

وكان بلاتيني قد سجل تسعة أهداف في العام 1984 حين تُوجت فرنسا بطلة لأوروبا لأول مرة في تاريخها.

وقال رونالدو الذي رفع رصيده الى ثلاثة اهداف في النهائيات الحالية ويبحث عن جائزة الكرة الذهبية للمرة الرابعة في مسيرته الزاخرة مع «مانشستر يونايتد» الإنكليزي و «ريال مدريد»: «آمل أن أبكي الاحد وأذرف دموع الفرح.. لم نفز بأي شيء بعد، لكننا في النهائي ولا أعتقد أن كثيرين آمنوا بإمكانية وصولنا الى هنا». وأضاف رونالدو الذي شارك في نهائي العام 2004 عندما كان بعمر الـ19 وخسرت البرتغال على أرضها أمام اليونان في مفاجأة كبيرة: «أنا فخور بالتأهل، ويجب أن نحقق الحلم الاحد. لقد حطمت ارقاما قياسية كثيرة ولا أزال، لكنها أمور طبيعية والاهم هو بلوغ النهائي». وأضاف الدون بعد فوز البرتغال لأول مرة في البطولة في الدقائق الـ90: «حلمت أنا والشبان هنا بتحقيق لقب كبير للبرتغال. الأحلام مجانية، فلنتابع المشوار».

وحققت البرتغال اول فوز في الوقت الاصلي في البطولة بعد ثلاثة تعادلات في الدور الاول مع ايسلندا (1 – 1)، والنمسا (صفر – صفر)، والمجر (3 ـ 3)، ثم فازت على كرواتيا (1 ـ صفر)، بعد التمديد في الدور الثاني، وعلى بولندا بركلات الترجيح (5 ـ 3)، (الوقتان الأصلي والإضافي 1 – 1)، في ربع النهائي.

ودافع رونالدو عن مشوار فريقه في البطولة معتبرا أنه «ماراتون» وليس «سباق سرعة»: «ربما لم نبدأ كما اشتهينا، لكنه ليس سباق 100م بل سباق ماراتون». وأشاد رونالدو بزملائه ناني الذي سجل هدفه الثالث في النهائيات، ولاعب الوسط الشاب ريناتو سانشيز وريكاردو كواريسما الذي ساهم كثيرا فور نزوله في المباريات السابقة: «عندما تفكر بناني، ريناتو، كواريسما… هذا جهد جماعي».

من جهته، قال مدرب البرتغال فرناندو سانتوس إن مباراة الاحد ستكون علامة فارقة في مسيرته الطويلة. وقال سانتوس: «مباراة الاحد ستكون الأهم في مسيرتي. هذا بلدي، علمي، أرض والدي، لذا هي هامة جدا بالنسبة الي». وعن منتخب ويلز قال سانتوس: «كنت أنتظر مباراة صعبة وهذا ما حصل. لكن نوعية لاعبينا سمحت لنا بتحقيق الفوز. امتلك لاعبو المدرب كريس كولمان فكرة واضحة عن الملعب، درس المدرب البرتغال، لكننا ايضا درسنا خصمنا. قلت سابقا ان البرتغال لا تلعب لعباً سيئاً بل خصومها يلعبون جيدا. حددنا قبل سنتين هذا الهدف، وحقـــقنا الهدف».
***

7f37f5ac-b438-4767-b75c-2d868c7ed25e

* صورة مركبة يتواجه فيها قائد البرتغال رونالدو (إلى اليسار) وقائد فرنسا لوريس (أ ف ب)