Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر October 27, 2022
A A A
فراغ سياسي قاتل سيزيد من الأزمات
الكاتب: فاطمة شكر - الديار

واقترب الموعد… أيامٌ معدودة تفصلنا عن الفراغ السياسي الذي سيكون قاتلاً في حال لم تتفق القوى السياسية على انتخاب رئيس للجمهورية في الساعات القليلة المقبلة، وهذا ما بات مؤكداً إلا إذا حصلت المعجزة.

وعلى قاعدة “الشغب السياسي” الذي بات معلناً بين القوى السياسية، التي ما زالت يصرّ بعضها على تطبيق سياساتٍ خارجية تزيدُ من الضغط والخناق على الشعب اللبناني الذي بات تحت خط الفقر، سيدخل لبنان مرحلةً شديدة الحساسية في ظل التشرذم الذي يعيق تشكيل حكومةٍ يسعى اليها البعض ويعملُ من أجلها، اضافة الى عدم انتخاب رئيس للجمهورية.

فماذا عن الدعوات التي يدعو اليها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لإنتخاب رئيس للجمهورية؟ وهل يتوقع أن يُنتخب الرئيس في الجلسة الأخيرة التي دعا اليها؟ والى أي حد سوف تحقق مساعي اللواء عباس ابراهيم أهدافها؟

في التفاصيل، فقد أكد بري في حديث لعدد من الصحف اللبنانية أن جـلـسـات انـتـخـاب رئـيـس الجمهورية هي مـسـرحـيـة فـاشـلـة ولا طائل منها، لذلك سيحاول استبدالها بحوار بين القوى السياسية، وكشف أنه باشر بإيفاد مندوبين عنه إلى القوى السياسية لاستطلاع آرائها بإمكانية عقد حوار وطني، للخروج بانتخابات رئاسية تعطي اللبنانيين أملاً بالخروج من الأزمات التي تعصف بلبنان، مشدداً على أن الحوار الذي قد يعقد في عين التينة قد يؤدي الى التوافق بين القوى السياسية، في ظل غيابه التام داخل البرلمان. وجزم بري بأنه لن يدعو إلى أي حوار قبل نهاية الولاية الرئاسية الحالية، رافضاً الحديث عن حصول الفراغ الرئاسي قبل استنفاد جميع الوسائل لتجنبه.

فيما تشيرُ مصادر مطلعة الى ان الحركةً المكوكيةً للواء عباس ابراهيم مستمرة من أجل ايجاد حلول جذرية للفراغ، لناحية حكومة تصريف الاعمال المكبلة، والتي لا تستطيع اتخاذ اي قرارت من شأنها الوصول الى اي حل فيما يخص الأزمة الاقتصادية الصعبة.

وأشارت مصادر مقربة من اللواء ابراهيم أنه من الممكن أن تولد الحكومة في الربع ساعة الأخيرة، قبل ٣١ تشرين الأول ومغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا، وفيما لو دخلنا تاريخ ٣١ تشرين الأول سوف تصبح الأمور اكثر صعوبةً لناحية الاوضاع المالية والسياسية والاقتصادية، اضافة الى الدخول في شجارات ومشاحنات قد تصل الى حد الاشتباك السياسي بين الأفرقاء كافة، مما قد يؤدي الى تشريع الأبواب امام فوضى عامة في البلاد، و كل ذلك طبعاً يصب في خانة واحدة، وهي سماع نصيحة بعض الديبلوماسية الغربية بأن الامور ستكون أصعب مما هي عليه فيما لو دخلت البلاد مرحلة الفراغ.

وتؤكد هذه المصادر أن الامور ستصبح أكثر صعوبةً فيما لو خرجت الامور عن نطاقها المعهود، خاصةً ان الدول الاوروبية منشغلة باوضاعها الداخلية المأزومة نتيجة استمرار العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا، والتبدلات التي تحصل في المنطقة. وكان ديبلوماسيون غربيون أخبروا المسؤولين اللبنانيين بالاسراع بإيجاد حلول قبل الوقوع ليس بفراغٍ واحد، بل بإثنين على المستوى الرئاسي والحكومي، وهذا ما لا يشجع عليه المجتمع الدولي، حسب ما أفادت المصادر المطلعة.

إن التبدلات الاقليمية والدولية تلعبُ دوراً أساسيًا في المنطقة، مما ينعكس على الداخل اللبناني، وهذه التبدلات التي تحصل بوتيرةٍ متسارعة، خصوصاً نتيجة استمرار العملية الروسية في أوكرانيا، واستمرار التجاذب السياسي بين أميركا والسعودية، ناهيك عن التظاهرات التي تشهدها بعض الدول الأوروبية، اضافة الى المماطلة في إحياء الملف النووي الإيراني من قبل واشنطن.