Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر January 20, 2019
A A A
غياب سوريا يجعل «قمة بيروت» هزيلة ويفرغها من مضمونها قبل انطلاقها
الكاتب: الوطن السورية

ساهم الانقسام العربي حول عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، وعدم دعوتها للمشاركة في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة في بيروت، والتي رفضت دعوة حضور مراسم افتتاحها، بجعلها قمة هزيلة وبإفراغها من مضمونها قبل انطلاقها.
وسبق الأشهر القليلة لانعقاد «قمة بيروت» تصاعد الأنباء عن جهود عربية لإعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية وإمكانية مشاركتها في «قمة بيروت»، لكن ذلك لم يحصل بسبب الخلافات حول ذلك بين الدول العربية، بل أكدت تقارير إعلامية أن الولايات المتحدة ضغطت على دول عربية من أجل عدم دعوة سوريا.
ويوم الخميس الماضي، أكد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم اعتذار سوريا عن المشاركة في مراسم افتتاح القمة الاقتصادية التي ستعقد اليوم في بيروت وسبقها اجتماعات تحضيرية منذ يوم الخميس الماضي.
ولفت السفير عبد الكريم إلى أن «جامعة الدول العربية لم تتراجع عن الخطيئة التي ارتكبتها بحق دمشق».
وأكد أن «سوريا حريصة على سيادتها ومصالحها وحريصة أيضاً على أشقائها عندما يراجعون مواقفهم»، وأنها «مرتاحة بما تنجزه على الأرض وبسقوط رهانات الدول العربية والغربية التي خاضت الحرب ضدها، وواثقة من أن أصحاب الرهانات الخاطئة ضدها سيبحثون عن مخارج من أجل مصالحهم أولاً».
وختم علي اللقاء بالقول: «سوريا منتصرة عسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً وهذا انتصار لكل شرفاء العالم».
ولم يعرف تماماً عدد الرؤساء والملوك العرب الذين سيحضرون القمة في ظل تضارب أنباء عن حضور البعض، فبعدما أكدت «الميادين» أن لبنان تبلغ أن عدد رؤساء الدول الذين سيحضرون القمة لن يتجاوز الثلاثة بعد اعتذار أمير الكويت صباح الجابر الصباح وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني والرئيسين الفلسطيني والمصري عن الحضور، عادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية لتنقل عن اللجنة الإعلامية الخاصة بالقمة أن أمير قطر سيرأسُ اليوم الوفد القطري المشاركَ بالقِمة لكنه لم يصل إلى بيروت حتى مساء أمس.
وبينما ذكر «الميادين نت» أن رؤساء تونس وموريتانيا والصومال سيحضرون القمة، أفادت مواقع لبنانية أن الرئيس اللبناني ميشيل عون استقبل نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في المطار، في حين وصل وزير الخارجية التونسي خميس الجهناوي إلى بيروت، على رأس وفد لتمثيل بلاده في القمة.
وبحسب المواقع يمثل الجزائر رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، ويرأس وفد سلطنة عمان ممثل السلطان قابوس بن سعيد في الخارج أسعد بن طارق، ويحضر رئيس الوزراء الفلَسطيني رامي الحمد ممثلاً لرئيس السلطة الفلسطينية، والوفد الكويتي يرأسه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية صباح الصباح، في حين يمثل الأردن رئيس وزرائه عمر الرزاز، والمغرب وزير خارجيته ناصر أبو ربطة، والسودان النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول الركن بكري حسن صالح الذين وصلوا إلى بيروت جميعهم
وبعدما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الخميس: إن «المسألة السورية لها جوانب مختلفة وحساسة»، مشيراً إلى أن عودة سوريا إلى الجامعة تنتظر «التوافق العربي»، دعا وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية جبران باسيل في كلمة خلال الاجتماع التحضيري للقمة الذي ضم وزراء الخارجية والاقتصاد العرب الجمعة إلى عودة سوريا إلى الجامعة.
وقال باسيل: إن «سوريا يجب أن تكون في حضننا بدل أن نرميها في أحضان الإرهاب، من دون أن ننتظر إذناً أو سماحاً بعودتها، كي لا نسجّل على أنفسنا عاراً تاريخياً بتعليق عضويتها بأمرٍ خارجي وبإعادتها بإذنٍ خارجي».
وكشفت تقارير صحفية لبنانية عن تفاصيل مضمون رسالة لباسيل كان سيرسلها إلى أبو الغيط يطالب فيها «باجتماع استثنائي لمجلس وزراء الخارجية العرب من أجل عودة دمشق إلى الجامعة» مشيرة إلى أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري منع باسيل من توجيه الرسالة.
من جانبه، قال وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم عقب لقائه باسيل الجمعة «إن تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية كان خطأ منذ البداية»، لافتاً إلى أن العراق موقفه واضح من هذا الأمر.
وبدا لافتاً أيضاً خلو جدول أعمال القمة من بند مخصص لبحث عودة سوريا إلى الجامعة أو حتى بحث المشاركة في إعادة الإعمار رغم أن القمة عربية تناقش موضوعات اقتصادية.
ويوم أمس كشف الناطق الرسمي باسم القمة مدير مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية رفيق شلالا عن «لقاءات ثنائية تحصل اليوم (السبت) في فندق «فينيسيا» في بيروت بين أعضاء الوفود، تتناول صياغة الفقرات الأخيرة والبنود التي هناك حاجة لتطويرها أو تعديلها، ولاسيما البند المتعلق بالنازحين السوريين»، وفق ما نقلت «الوكالة الوطنية للإعلام».