Beirut weather 25.41 ° C
تاريخ النشر March 13, 2025
A A A
غزة بين عودة الحرب وجنون نتنياهو
الكاتب: ديانا غسطين

كتبت ديانا غسطين في “سفير الشمال”:

الى طاولة المفاوضات في الدوحة، عاد الملف الفلسطيني وتحديداً اتفاق وقف اطلاق النار في غزة، في جولة جديدة من المفترض ان ترسم خلالها الخطوات التنفيذية للمرحلة الثانية من الاتفاق وسط تمادٍ إسرائيلي في الاجرام على اختلاف صوره.

فمع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، ورفض حركة حماس لمقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لتمديد وقف اطلاق النار كون المحادثات حول وقف الحرب الدائم لم تنضج بعد، قرر رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف دخول البضائع والامدادات الى قطاع غزة، ملوّحاً بعواقب أخرى في حال بقاء موقف حماس على حاله.

في السياق، تؤكد مصادر حركة حماس انها وضعت ثلاث محددات للمفاوضات هي إجراء عملية تبادل للاسرى وانسحاب الجيش الاسرائيلي بالكامل من القطاع، كما التعهد بعدم العودة للعدوان. وتلفت الى ان الحركة اوضحت رفضها تمديد التمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وتشير المصادر الى جاهزية الحركة للقاء ممثلي الإدارة الأميركية لإدراكها أنها تملك قدرة الضغط على العدو الصهيوني، تشدد على استعدادها لاجراء عملية تبادل أسرى بمفاتيح جديدة في المرحلة الثانية للاتفاق.

اما عن السيناريوهات المحتملة التي يمكن ان تنتج عن جولة المفاوضات الجديدة هذه، فتتحدث المصادر عن ثلاثة منها هي:

الاول: ان يلتزم الاحتلال الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بمراحله الثلاث، وهذا السيناريو يتراجع بسبب مراوغة بنيامين نتنياهو ولعبه على الوقت.

الثاني: إطلاق سراح عدد محدود من الأسرى، من الممكن ان يكون بينهم حملة الجنسية الاميركية، شرط ان تلزم ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بنيامين نتنياهو بتنفيذ الاتفاق، خاصة وان الاخير لا يستطع أن يقول “لا” لترامب.

الثالث: تنفيذ الاتفاق دفعة واحدة “الكل مقابل الكل”، وهذا سيناريو قد يفضّله ترامب العاشق للصفقات وسرعة الانجاز، ويضغط على الجانب الاسرائيلي للمضي به.

توازياً، لا تبدو المؤشرات ايجابية من الجانب الاسرائيلي، اذ تشير المعلومات المتوافرة الى ان نتنياهو لا يعتبر نفسه معنياً بالمضي قدماً نحو المرحلة الثانية من الاتفاق، ويعتبر ان معاودة القتال ولو لفترة محددة قد يساهم في الضغط على حركة حماس واجبارها على اطلاق سراح باقي الرهائن المحتجزين لديها. كل هذا في وقت يجمع فيه اكثر من ٧٠٪ من الاسرائيليين على ضرورة ان تواصل حكومتهم تنفيذ الاتفاق بالكامل.

اذاً، هي ايام رمضانية عصيبة يعيشها اهل غزة بسبب تعنت بنيامين نتنياهو، وكأنه لا يكفيهم ما عانوه من ابادة جماعية لم تتوقف حتى الآن، ولا ما يعانونه حالياً من جوع وفقر ودمار. فهل سينجح المقترح الاميركي الجديد في التخفيف من جنون نتنياهو وصولاً الى كبحه ام ان الحرب في غزة ستعود الى ما كانت عليه؟