Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر April 21, 2018
A A A
عون ـ بري.. مرحلة سياسية جديدة
الكاتب: البناء

كشفت استقالة عضو هيئة الإشراف على الانتخابات سيلفانا اللقيس أزمة العلاقة بين الهيئة ووزارة الداخلية، لجهة الاتهامات التي طالت هيمنة وزير الداخلية على عمل الهيئة وممارسته الوصاية عليها، ما استدعى من وزير الداخلية نهاد المشنوق رداً على استقالة اللقيس وصفها خلاله باليائسة من التغيير، نافياً أن يكون قد تدخَّل في عمل الهيئة أو مارس ضغوطاً عليها، معيداً غياب تمويل الهيئة لتعقيدات خارج وزارته.

فيما تمضي العلاقة بين النائب وليد جنبلاط ورئيس الحكومة سعد الحريري إلى الهجر وربما إلى الطلاق، بعدما قال جنبلاط مباشرة إنه لن يسمح بعلاقة تبعية يحاول تيار المستقبل فرضها عليه، يطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من مدينة صور ليتناول أبرز الملفات المحلية والإقليمية إضافة للشأن الانتخابي.

على مسافة أسبوعين من موعد الانتخابات النيابية تستعر المواجهة الانتخابية في معظم الدوائر الانتخابية وتتصاعد وتيرة الحملات السياسية والإعلامية بين القوى والمرشحين لتصل حدها الأقصى خلال الأسبوع المقبل.

وقد بدأت المعركة على الأرض في دائرة بيروت الأولى تظهر بين نائب رئيس التيار الوطني الحر للشؤون السياسية المرشح عن المقعد الكاثوليكي نقولا الصحناوي ومنافسه في اللائحة الأخرى النائب والوزير الحالي ميشال فرعون، الذي شنّ هجوماً على الصحناوي في مؤتمر صحافي عقده أمس واتهمه بالفساد.

وردّ الصحناوي على فرعون قائلاً: «أداؤه النيابي فاشل، إذ إنه لم يتحمّل أن الناخب له حق اختيار مَن يريد أن يمثله. فالمقعد ليس ملكاً لعائلة أو لشخص. وهذه إقطاعية. وهذا ما جعله يتّجه نحو الاتهامات والافتراءات». وأضاف: «لقد أظهر أنه فاقد أعصابه في ضوء معلومات بشأن خسارته أو تراجعه، وفقاً للإحصاءات ما جعله يلجأ الى أساليب خارجة عن الأدبيات العامة».

الى ذلك وفي خطوة لافتة، قدّمت سيلفانا اللقيس استقالتها من هيئة الإشراف على الانتخابات كي «لا تكون شاهدة زور على عجز هيئة الاشراف على الانتخابات عن أداء مهامها»، بحسب ما جاء في بيانها.

وتعليقاً على قرار اللقيس أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ الوزارة، بكامل إداراتها وأجهزتها، ملتزمة سياسة الحياد حتى إعلان نتائج الانتخابات. وهو ينتظر أيّ إثبات حسيّ على إجراء أو قرار صدر عن الوزارة، فيه انحياز سياسي لأي طرف من الأطراف. وشدّد وزير الداخلية والبلديات على احترامه الدائم للمجتمع المدني، وكفاءة نخبه وهيئاته، ودوره في تحسين مناخ الحياة السياسية، واعتبر أنّ استقالة السيدة سيلفانا اللقيس هي تعبير غير مبرّر عن اليأس من القدرة على التغيير، ويتمنّى ويلحّ عليها أن تعيد النظر بقرارها، راجياً لها التوفيق كله. كما يؤكد على الاستمرار في سعيه لإنجاح عمل الهيئة مع بقية الأعضاء.

بعبدا مرتاحة إلى المسار الانتخابي وعينها على المنطقة
وفي خضم المنازلة الانتخابية المرتقبة التي ستشهدها الساحة الداخلية، تبرز الانتهاكات والخروق الإسرائيلية المتكرّرة للسيادة اللبنانية براً وجواً وبحراً، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه «التحرّشات» والاستفزازات الى اندلاع اشتباك أو احتكاك حدودي بين قوات العدو والجيش اللبناني ما يؤدي إلى تعطيل العملية الانتخابية. وقد أشار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى أن «إسرائيل لا تزال تواصل انتهاكاتها البرية والبحرية، لا سيّما على طول الحدود الجنوبية»، لافتاً الى انّ «الاتصالات ستستأنف عبر اللجنة الثلاثية العسكرية في النصف الأول من الشهر المقبل لإنهاء التعديات الاسرائيلية على الحدود الدولية للبنان».

وخلال لقائه قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزف فوتيل، بحضور السفيرة الاميركية في بيروت اليزابت ريتشارد جدّد الرئيس عون أمامهما تأكيد أن لبنان لن يكون بلداً معتدياً، لكنّه يرفض أيّ اعتداء على اراضيه.

ولفت زوار بعبدا لـ «البناء» الى أن «الرئيس عون يراقب الوضع والتطورات في المنطقة عن كثب لا سيما في سورية وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة وما يجري في الضفة الغربية ومحاولات أميركية إسرائيلية لفرض صفقة القرن على الفلسطينيين والدول المجاورة، ولما لذلك من تداعيات سلبية على لبنان، لكن رئيس الجمهورية مطمئن بحسب زواره الى الوضع الداخلي المتماسك مع التقاء مختلف الأفرقاء على الاستقرار السياسي والأمني، رغم الخلافات التي تنشأ بين الحين والآخر».

كما عبر عون عن ارتياحه الى أن «المناخ الدولي غير مهيأ لاستهداف لبنان من اي قوة خارجية لا من إسرائيل ولا من الإرهاب مع غياب الشروط والعوامل الإقليمية لإقدام اسرائيل على شن عدوان على لبنان، حيث لا دعم دولي لها أولاً وثانياً خشيتها من ردة فعل لبنان ومقاومته وجيشه ووحدته الوطنية على أي عدوان».

وأبدى عون تخوّفه من موقف بعض الجهات الدولية في الامم المتحدة لا سيما مفوضية شؤون اللاجئين إزاء أزمة النازحين، مشدداً على «ضرورة تفسير بعض الغموض الكامن في المواقف الدولية وفي قانون الموازنة لا سيما المادة 49 لمحاربة أي نية خارجية للتوطين في لبنان».

كما نقل زوار بعبدا عن الرئيس عون ارتياحه لمسار الانتخابات النيابية، رغم السجالات الانتخابية الساخنة بين المرشحين واللوائح، وأوضح عون أن «الأهم هو إجراء هذه الانتخابات الذي يعتبر إنجازاً لا سيما اعتماد قانون النسبية الذي يؤمن العدالة الى حد كبير، رغم بعض الثغرات والملاحظات التي تضعها الأطراف في القانون لكن قبول نتائجها أمر واجب على جميع القوى السياسية»، مشيراً الى أن «الإجراءات التي اتخذتها مؤسسات وأجهزة الدولة بخاصة وزارات الداخلية والخارجية والدفاع، وأثبتت أنها قادرة على إنجاز العملية الانتخابية الشاملة في كل لبنان بنجاح وعدالة وأمان وبأقل كلفة ممكنة».

عون ـ بري.. مرحلة سياسية جديدة
وعن العلاقة بين بعبدا وعين التينة أوضحت مصادر على صلة بالرئاستين الأولى والثانية لـ «البناء» أن العلاقة «ستتجه الى مزيد من التحسّن بعد الانتخابات»، مشيرة الى «مصلحة مشتركة بين الرئيسين عون ونبيه بري للالتقاء والتعاون»، مضيفة «الرئيس بري بحاجة الى دعم الرئيس عون والتيار الوطني الحر في انتخابات رئاسة المجلس، حيث يطمح الى تأمين إجماع على انتخابه، بينما للرئيس عون مصلحة بتأمين أوسع دعم سياسي لعهده، حيث يعتبر رئيس المجلس إضافة الى موقعه الدستوري رافعة سياسية للعهد، لا سيما أنه ممثل في الحكومة بوزراء الى جانب قوى سياسية حليفة له في الحكومة»، بينما لفتت مصادر وزارية مقربة من بعبدا لـ«البناء» الى أننا «سنشهد مرحلة سياسية جديدة بين الرئيسين عون وبري بعد الانتخابات تتسم بالتعاون والإيجابية وتصبّ في مصلحة لبنان».