Beirut weather 11.41 ° C 21 Mar 2025 - 02:41:05
تاريخ النشر March 19, 2025
A A A
عن كنيستي القديس يوسف القديمة والجديدة في يوم عيده
الكاتب: دميا فنيانوس - موقع المرده

لأنه والد السيد المسيح وقديس في اعماله وحياته على الارض تُكرم الكنيسة القديس يوسف بشهر اذار من كل سنة وتحتفل بعيده في 19 آذار وان صادف في زمن الصوم يسمح بعدمه باعتباره يوما مقدسا ويوما غير عادي وتقام القداديس الإحتفالية خصوصًا في الكنائس التي تحمل اسمه.

ومار يوسف له حضور واسع جدا عند العائلات الزغرتاوية وله مكانة خاصة في قلوب الزغرتاويين فإسم جو، يوسف، جوزفين وجوزيف منتشر بكثرة في زغرتا. ويبدأ نهار معظم من يذهب الى العمل بزيارة كنيسة مار يوسف القديمة او بتوجيه التحية له اثناء مرورهم من أمام كنيسة مار يوسف الجديدة لكونهم يسمونه “شفيع العمال” لأنه كان نجّارًا. وكثر يرددون عبارة “يا مار يوسف يا حنون” او “يا مار يوسف يا بيّ العيلة” عند طلب شفاعته وتقول الكنيسة انه “شفيع الميتة الصالحة”.
تختلف قصة بناء كنيسة مار يوسف القديمة عن بناء سائر الكنائس في زغرتا اذ قام الجيش البريطاني ببناء ثكنة عسكرية ومنازل وسينما وحمامات لأفراد الجيش على املاك وقف زغرتا في «العبي» وعند جلاء الجيوش الأجنبية عن لبنان، سنة 1946 أي بعد الحرب العالمية الثانية، غادر الجيش البريطاني زغرتا تاركًا الابنية التي شيّدها الى اصحاب الاملاك فيها. حينها عمد الزغرتاويون، بالاتفاق بين المسؤولين عن الوقف والأهالي الى تحويل المبنى الى كنيسة مار يوسف البتول وذلك في العام 1947. وبسبب نخوة الزغرتاويين وحبهم للمساعدة وإيمانهم بالعمل الإنساني تبرّع الأهالي بنفقات أعمال الترميم وإعادة هندسة المبنى وأضافوا عليه قبّة صغيرة ليتحوّل الى كنيسة تحمل اسم القديس يوسف.

ولا يزال العديد من الناس يزورون كنيسة مار يوسف القديمة بشكل يومي ولا تزال حتى اليوم تقام فيها القداديس والعمادات بشكل خاص وأحيانًا الأعراس.

وبعد ان كثرت العائلات الزغرتاوية كان لا بد من بناء كنيسة كبيرة تتسع لعدد اكبر من المؤمنين فتعاون الزغرتاويون فيما بينهم خصوصًا أهالي «العبي» مع وقف إهدن – زغرتا لبناء كنيسة مار يوسف الجديدة المجاورة للكنيسة القديمة مع قاعة كبيرة (Hall) تستخدم للمناسبات الدينية والاجتماعية وللأفراح والأحزان بالإضافة الى مستوصف مار يوسف الخيري. يشار الى ان أرض كنيسة مار يوسف الجديدة كانت مدفنًا لأهالي زغرتا قبل بناء مدافن زغرتا في كفرحاتا وتعرف بـ”السور”.
ودشّنت الكنيسة الجديدة يوم عيد شفيعها القديس يوسف في 19 آذار 1990 بإحتفال كبير ترأسه المطران بولس اميل سعادة النائب البطريركي العام على إهدن- زغرتا آنذاك وذلك بحسب كتاب “دليل زغرتا” للأب الدكتور يوسف يمين.

وتختلف هندستها عن باقي كنائس زغرتا ففي 5 تشرين الثاني 2004 تم إضافة رونق فني منبعث من الروح المارونيّة لكنيسة مار يوسف وصمم الفنّان أنطوان العلم زجاجيّات الكنيسة بعد دراسات معمّقة عن الرموز والأساليب الفنيّة التعبيريّة عند المسيحيّين السريان والموارنة منذ القرن الخامس ووضعت لوحات كُتبت عليها صفات مار يوسف وتزيّنت بمراحل من الإنجيل المقدّس متعلّقة بمار يوسف وذلك وفقًا لكتاب “زغرتا تاريخ من تاريخ” للباحث روي عريجي.

ويقام في كنيسة مار يوسف الجديدة قداديس يومية صباحًا ومساءً بالإضافة الى العمادات والمآتم والأعراس وريسيتالات واحتفالات دينية أخرى.

على الصعيد الشخصي، لا يمكن التكلّم عن كنيستي مار يوسف من دون ذكر الأب يوسف فرنجيه (أطال الله عمره) الذي كرّس حياته في خدمة الرب ومار يوسف بنوع خاص لمدة 33 عامًا ولا يزال حتى يومنا هذا لا يفارق كرسي الإعتراف في الكنيسة.
وكان يقيم القداسات في كنيسة مار يوسف القديمة وانتقل الى كنيسة مار يوسف الجديدة فور الانتهاء من بنائها. وهو الذي أسّس أخوية مار يوسف في العام 1990 برئاسة السيدة إيفا المكاري وعدد من العمدة وكانت أول أخوية في زغرتا التي ضمّت 750 عضوًا في أول قداس احتفالي لها (العدد الإجمال 2500 عضو حتى اليوم) وأيضا أسس الفرسان في الكنيسة. وهو الذي زرع روح مار يوسف في أنفس المؤمنين من خلال عظاته المميزة عن هذا القديس الذي يصفه في كتابه “همسات” بأنه “قديس الصمت والإصغاء وحلّال الأزمات”.
وطبعًا كيف لي أن أنسى جدتي الراحلة دميا المارديني يمين (غادرتنا في 30 أيلول 2022 يوم ذكرى خطبة مار يوسف والعذراء مريم) التي كانت أحد أهم عمدة أخوية مار يوسف فهي كانت تمتاز بجمع “الصواني” وبيع روزنامة الأخوية في الكنيسة وكانت تمجّده من خلال صوتها العذب والحنون في زياح مار يوسف وكانت كل من تلتقيه تقنعه بالانضمام الى أخوية مار يوسف.

حكاية الزغرتاويين مع القديسين لا تنتهي لأن خبرتهم والصلاة ونيل شفاعتهم وفعل المحبة والخير هو الخيار الوحيد لترسيخ إيماننا والتقرّب من الله كما قال لي ذات مرة الأب يوسف فرنجيه.
وفي يوم عيده نعايد كل من يحمل اسم القديس يوسف ونخص بالمعايدة المطران جوزاف نفاع والأب يوسف يمين والأب يوسف فرنجيه والأب يوسف بركات وطبعا نصلي لكي ينضم بطل لبنان يوسف بك كرم الى مسار القديسين.