مجموعة، عشيرة، عائلة، لفيف،.. كلها تسميات اردفت بزعامة بيت فرنجية التي بدأ نورها ينبلج منذ سنة ١٨٤٦ وزاد من شعاعه المحبة والتضحية والوفاء.
ولا يخفى على احد ان الغيرة على كل فرد من لفيف زعامة بيت فرنجيه كانت تدفع كل العائلة الى التكاتف حتى وصلت الامور الى الأسوأ احيانا بدفع الدم، هذا الدم الذي شدّ أواصر العلاقة بين الزعيم وكل العائلة. كما ان تلك المجموعة التي كان يتزعمها كل فترة احد افراد عائلة اغناطيوس فرنجيه، تتشارك افراحها واتراحها سوية بكل ما أوتيَ من مقوّمات مادية ومعنوية وتميزت زعامة بيت فرنجيه بأنها بعيدة كل البعد عن الاقطاع وممارسة الظلم لأن هناك رابط الحبّ بين الزعيم والعشيرة.
ويوم السبت في ٢٨ أيلول ٢٠١٩ سيحتفل لفيف زعامة بيت فرنجيه الذي توسّع كثيرًا، بعرس طوني بيك فرنجيه الثاني في قصر الجدّ الرئيس سليمان بك فرنجيه الثاني في اهدن، والذي من المتوقع، كما العادة، انه سيكون عرسًا غير كل الأعراس.
وكما هي العادة جارية في هذه العشيرة التي تلتف حول زعيمها في اي ظرف من الظروف عسير او يسير سأعرض لكم احبائي لمحة عن عرس طوني بيك فرنجيه على فيرا قرداحي ابنة اخت زعيم طرابلس جبران بك نحاس والذي حصل يوم الجمعة في ٨ شباط ١٩٦٣، والذي لحقته الحفلة الشعبية الضخمة بعد عشرة ايام.
بعد الإكليل الذي حصل ” خطيفة ” على الطريقة الزغرتاوية في كنيسة مار الياس انطلياس الذي احتفل فيه الخوري فرنسيس يمين ووقف شقيق والدي جوزيف اشبينا لطوني بيك والسيدة صونيا فرنجيه الراسي اشبينة للسيدة فيرا وحضرته قلة قليلة من الاشخاص الذين لحقوا العرسان الى انطلياس ما إن علموا بالفرح، أولم عمّه الزعيم حميد بيك فرنجيه على شرفه وليمة غداء في أحد مطاعم شاطئ الروشة.
لكن العائلة الكبرى او العشيرة لم تقبل الا ان تحتفل بعرس ابن زعيمها الذي يجب ان يكون غير كل الاعراس.
فارتأى كبار العائلة ان يقيموا حفلة ضخمة، حصلت بعد عشرة ايام، في تكميلية زغرتا للصبيان ( تكميلية طوني بك فرنجيه حالياً ) فتحمّلوا مصاريفها بالكامل، كل بحسب قدرته المادية او العينية، وقاموا بزيارة كل لفيف الزعامة ودعوهم دعوة خاصة كما بدأت السيدة هند المر بتدريب الاولاد مع فوزي الجعيتاني على رقص الدبكة.
وكان عرس طوني بيك فرنجيه من الأعراس القليلة في زغرتا والذي يعتبر تاريخيا ونادرا حيث استُهلّ بالذبيحة الالهية الاحتفالية التي أُقيمت في كاتدرائية مار يوحنا المعمدان في زغرتا وانتقل بعدها المشاركون بمسيرة شعبية سيرا على الأقدام باتّجاه التكميلية مكان الحفلة وسط نثر الأرز والورود والكزبرة والملبّس.
وعند وصول الموكب افتُتحت الحفلة التي استُقدم اليها الفنان وديع الصافي ليحيي الحفل اضافة الى بعض المغنين وشاركهم شعراء المنطقة بإلقاء قصائد المديح للعرسان، فامتدّت من الظهر حتى ساعات متأخرة من الليل على وقع الموسيقى. كما ذبحت الخراف والعجول وتخبرني هند المر ان مئات الأرطال من اللحم تم شوائها في دست كبير وكان يتم تقليبها برفش لكثرتها ناهيك عن الخمور وانواع الحلويات.
وتزيّنت التكميلية بالأنوار والشرائط والصور كما قُرعت الطبول ونُفخت المزامير وشُدّت الأرجل للدبكة.
ويُروى عن الرئيس صائب سلام المدعو الى العرس بحكم الصداقة العميقة التي قائمة مع الوزير سليمان بيك فرنجيه ان سلام سأل فرنجيه كم كلّفته حفلة العرس فردّ عليه سليمان بك:” ولا قرش ” فاستغرب صائب سلام وقال له : “كيف؟” فأكد له سليمان بيك: “ان العائلة هي التي حضّرت وتكلّفت ودعت الى العرس وانا مدعو مثلك”.
هذه هي زعامة بيت فرنجيه المبنية على حبّ شعب يقدّم الغالي والنفيس لبقاء تلك الزعامة قوية وصلبة رغم كل الصعوبات والخضّات التي مرّت وتمرّ بها، لكنها دائمًا تخرج منتصرة مرفوعة الرأس، لأنها، والحكم للتاريخ، زعامة وُجدت من محبة الناس لكي تبقى لكلّ الناس.
وفي النهاية نرجو الله ان يكون عرس طوني بيك فرنجيه على الآنسة لين زيدان مفتاح الفرح والسعادة الأبديان لزغرتا وعبرها لكل لبنان.
المراجع:
– المرحومة هند المرّ
– المحامي جوزيف عريجي
– السيدة ماري اميل سعادة
– السيد انطوان بو عبود
– دائرة المحفوظات في المرده
– الفنان عبود معوض
– ارشيف الرئيس الشهيد رينيه معوض
– جريدة صدى الشمال
– مجلة Magazine
– مجلة الأفكار – مسلسل شهداء الوطن – اعداد الاستاذ حسين حمية
– صفحة الاستاذ بول مرقص الدويهي
[22:26, 27/09/2019] hasna saade: