Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر November 6, 2024
A A A
عن شهيد الأمة السيد نصر الله والعلاقة الشخصية التي جمعته به.. الميادين تحاور فرنجيه

اكد رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه للميادين في ذكرى أربعين السيد الشهيد حسن نصر الله أنه “شخصية قلما مرّ مثلها كلّ 100 عام”، وتطرّق إلى علاقته به، وإلى أبعاد شخصيته حيث لفت الى أن “السيد الشهيد حسن نصر الله شخصية قلما يمرّ مثلها كلّ 100 عام”، مشدّداً على أنّ “من لم يعرفه خسر، ومن عرفه عرف قدره”.
وأضاف في حديثه إلى الميادين: “في المرحلة المقبلة، سنفهم حجم الخسارة التي خسرها لبنان بخسارة هذه الشخصية الوطنية والتاريخية، حتى الخصوم وغير المؤيدين سيعرفون بحق من هو السيد نصر الله. إنه شخصية عظيمة سيحفظها التاريخ لمئات السنين. حالفني الحظ بمعرفته، وليت الجميع تعرّفوا إليه”.
وتابع: “مرّ أربعون يوماً على رحيل السيد حسن نصر الله، وما زلنا لا نصدّق هذه الحقيقة. مرّت الأيام كالحلم. لا يريد أن يصدّق أحد ذلك، ولا يمكن أن نتخيّل هذه المرحلة من دونه. لم نصدّق بعد، وما زلنا تحت وقع الصدمة. اليوم، حجم الكارثة والحرب التي يعيشها البلد كبير. في اليوم الذي سيقام تأبين لسماحته وسيدفن، سنبدأ برؤية الأمور كما هي”.
وتطرّق إلى العلاقة التي جمعته بشهيد الأمة السيد نصر الله، وقال: “التحالف السياسي أساسي بيننا، ولكن هناك علاقة شخصية أيضاً. لقد فقدت أخاً وصديقاً وأباً في كل هذه المرحلة. جمعتني بالسيد لقاءات عدة. تعرفت إليه أول مرة عندما عزيّته بابنه الشهيد هادي، ثم تطوّرت العلاقة بيننا أواخر العام 2004، وظلت مستمرة إلى موعد استشهاده.
ورأى أن “أهم ما كان يميّز السيد الشهيد أنّه لم يطلب شيئاً في حياته، ولم يكن يزعج أحداً في أي شأن، وهذا ما يلاحظه الناس كل يوم أكثر”.
وأشار إلى أن “السيد الشهيد كان صادقاً. وقد انعكس عليه صدقه في مجالات عدة”، وأضاف: “كلما جلست معه، ومع كل عظمته، كنت أشعر بارتياح، ولم نشعر يوماً بأننا تحت الضغط. على العكس، نشأت بيننا علاقة صداقة صريحة، ويمكن أن نقول إنها نوع من العلاقة النظيفة. أخلاقنا تربطنا به وضميرنا.. هذه هي العلاقة مع السيد”.

 

وأردف: “كنا نجلس معه ونتحدّث عن كل الأمور، من العراق إلى إيران إلى سوريا إلى كل المناطق. كانت الأحاديث تتناول كل المجالات. كنا نجلس لساعات ونستعرض معه كل الشؤون، وكان متفائلاً دوماً”.

ولفت إلى أن الكثيرين لا يعرفون أن السيد لم يرد أبداً الأسوأ، وكان يريد الأفضل؛ كان يريد السلام والهدوء، وتابع: “قبل استشهاده بيومين، عندما انفجرت البيجرات، أبلغنا شخص قريب منه، لأننا لم نكن قادرين على التواصل معه، بأنه دعا بأن تحمل التفجيرات أمراً إيجابياً واحداً، وهو أن يجنّبنا الحرب الكبيرة. كان يأمل دائماً أن تتجه الأمور إلى الأفضل.

وأشار إلى أنه “دفع دمه للقضية الفلسطينية، ودفع دمه لقضية عربية، وهذا ما ينبغي أن نحترمه عليه، لأنها واجبات الكثير من الدول العربية، ولكنه دفع ثمن ذلك دمه، في وقت يوافق الكثيرون على ذلك، ويريد آخرون أن يسخّفوا كل الحرب اليوم”.

وتحدّث عن مساندة السيد نصر الله للقضية الفلسطينية، فقال إن “السيد لم يكذب علينا يوماً، ولم يقل لنا يوماً إنه لن يساند فلسطين. تعرفت إليه عام 2004، ومنذ ذلك الوقت وحتى رحيله، ظل يقول إنه يساند القضية الفلسطينية ويقف إلى جانبها.

وتابع فرنجيه قائلاً: “يمكنك أن ترفض آنذاك، ولكن اليوم لا يمكن ذلك. عندما تعرف السيد، فإنك تعرف أنه سيذهب إلى سوريا عندما تنشب الحرب فيها، وتعرف أيضاً أنه سيساند القضية الفلسطينية”.

وأضاف: “هناك من انتبه الآن إلى ذلك، وهناك من عرف ذلك من اليوم الأول. اليوم، عندما لا يناسب البعض ذلك، فإنه ينكره، وعندما يناسبه يقول إن الأمر جيد.

ورأى أن “الوقت لم يحن للحزن. الأمور تتزاحم اليوم. ما زلنا تحت وقع الصدمة، وسيعرف لبنان كله قيمة السيد في الأيام القادمة، لأن الناس الآن يعيشون ضغط الحرب والظروف الراهنة. إن شاء الله سيحتفل كل لبنان بالنصر في المرحلة المقبلة، ولن تجد الفرقة طريقها إلينا”.

وختم قائلاً: “في هذه الحرب إيجابية، وهي أنها حلت محل الحرب الأهلية، لأن إسرائيل كانت تريد اشتعال الحرب الأهلية في وجه حزب الله.