Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر February 25, 2021
A A A
عن دبي والكورونا وكبوة بيروت..!
الكاتب: نون - اللواء

دبي لم تستسلم لوباء الكورونا اللعين، كما فعل العديد من مدن العالم، بل تعاملت معه بوحي من حكمة حاكمها الشيخ محمد بن راشد، الذي يجمع بين الريادة والإنجاز، فكان أن أقفلت دبي بشكل كامل مرة واحدة فقط، ولمدة ثلاثة أسابيع، تم خلالها منع التجول على مدار الساعة، وأعطيت أذونات خاصة لحالات استثنائية للخروج من المنزل إلى العيادات الطبية أو المستشفيات، في حين تولت محلات السوبرماركت تأمين حاجات زبائنها عبر خدمة التوصيل (الدليفري).
بعدما عادت الحركة إلى المدينة الناشطة تدريجياً إثر انتهاء أسابيع الإقفال، حذف المسؤولون في دبي مصطلح الإقفال والحجر من قاموسهم، وأسرعوا في تأمين اللقاحات للمواطنين والمقيمين منذ تشرين الثاني الماضي، فكانت دبي في طليعة البلدان العربية التي تعاملت مع اللقاح الصيني، وبدأ التصرف على قاعدة انطلاق عملية تأمين «حماية القطيع»، ونشر الحماية الجماعية، من دون التهاون في تطبيق إجراءات الوقاية، وخاصة بالنسبة لوضع الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي في المولات والفنادق والمؤسسات العامة.
وبفضل هذه السياسة الحكيمة والواعية، تكاد تكون دبي المدينة الأولى في العالم التي يعيش أهلها وسكانها حياتهم الطبيعية، بعيداً عن تدابير الحجر والزجر التي نعيشها في لبنان، كما يعاني منها العديد من العواصم والمدن في العالم.

وسرعان ما أثمرت هذه الخطوة الجريئة حركة اقتصادية ناشطة، خاصة في القطاعات السياحية والتجارية والعقارية، حيث وصلت نسبة الحجوزات في فنادق المدينة إلى ٩٥ بالمئة، واستعادت المولات والمؤسسات التجارية الإقبال السابق من روادها، وسجلت أسعار العقارات تحسناً ملحوظاً بعد تدفق المؤسسات الأجنبية ورجال الأعمال إلى المدينة التي حافظت على تميزها في زمن الكورونا، الذي لا تسمع به في منتديات دبي، ولا تشعر بهواجسه وضغوطه الثقيلة على صدور الناس.
يروي حاكم دبي، رئيس الحكومة الاتحادية في دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد، أنه عندما كان يرافق والده في زياراته إلى بيروت، كان يمشي في شوارع مدينة الإشعاع والازدهار مزهواً بما يراه من عمران وحركة تجارية مزدهرة، وشوارع نظيفة تتلألأ على جوانبها الأنوار، وساحات يشع من زهورها الفرح ومرح الحياة. وكان يتساءل في خاطره: كم سنة نحتاج لتصبح دبي مثل بيروت؟!
المشهد اليوم انقلب رأساً على عقب، وأصبح كل لبناني يزور دبي يتساءل: هل تستطيع زهرة العواصم أن تقوم من كبوتها الحالية، وتنشط من جديد للحاق بدبي؟