Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر August 14, 2018
A A A
عن “ام حسن” …ام الشهداء
الكاتب: ديانا غسطين - موقع المرده

 

في الرابع عشر من آب 2006، انتهى عدوان الثلاثة وثلاثين يوماً على لبنان، هُزم الاسرائيلي، وعادت الحياة الى ربوع الجنوب على وقع الزغاريد.
على الرغم من ان الفضل في دحر العدو يعود الى شجاعة المقاومين، ثقتهم بأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، والاهم، ايمانهم بقضيتهم وصمودهم في الدفاع عنها.
الا انه وراء كل مقاوم استشرس في الدفاع عن تراب الجنوب امّ ربت وامضت الليالي ساجدة تصلّي ان يعود “الشباب” منصورين تارة وتدعو الله تارة اخرى ان يكرمها بشهادة ابنها سيما ان الشهادة في سبيل الوطن هي خلود في موت رائع” على ما تقول ام حسن او ام الشهداء الثلاثة.
على اعتاب الذكرى الثانية عشرة لانتصار تموز ، كان اللقاء مع ام حسن التي تشبه حكايتها حكاية الخنساء التي زُفّ اليها نبأ استشهاد اولادها الاربعة فقالت: “الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم وارجو من ربى ان يجمعني بهم في مستقر رحمته”.
حكاية “ام حسن”، حكاية تروى فهي التي قدمت ثلاثة من ابنائها على مذبح الوطن ولأجل خلاصه.
في الرابع عشر من آب 2006، انتهى العدوان الاسرائيلي وانتصرت المقاومة فانتظرت ام حسن ان يعود ولداها وزوجها الا ان حسن وعلي فلذتا كبدها ارتفعا شهيدان.
اليوم تقول ام حسن في ذكرى انتصار تموز في حديث لموقع “المرده” ان الانتصار الهي وتضيف “الحمد لله الذي اكرمنا بشهيدين”، تتابع ام حسن كلامها والبسمة لا تفارق ثغرها “ان الشهادة في سبيل الوطن عزة وكرامة”.
انه الايمان والعزيمة والثقة بالله وبأهمية المقاومة والالتزام بالحفاظ عليها صوناً للكرامات.
بضحكة كبيرة تتابع ام حسن الحديث عن ابراهيم، آخر العنقود وثالث الشهداء، “اصيب مرات عديدة في الحرب السورية قبل ان ينال شرف الشهادة”. وتضيف “بعز وفخر وامتنان تقبلنا الشهادة، فالسير في خط المقاومة شرف”.
عن الم الفراق تحدثنا ام حسن، فتقول “افتقدهم، احن اليهم، في كل عيد اذهب لاعايدهم، اتكلم معهم، اضيئ الشموع واعود”.
ام الشباب الخمس لم تملّ من تقديم القرابين على مذبح الوطن. بل تؤكد “نحن لا نترك هذا الخط حتى النفس الاخير” وتضحك مؤكدة انها على اتم الاستعداد لتقديم ولديها المتبقيين قربانين على مذبح الوطن.
هي حكاية ام مجبولة بالإيمان، وبصبر ايوب.
هي حكاية امهات كثيرات ضحّينَ بالغالي والنفيس كي نحيا بكرامة.
فإلى كل ام انتهجت بناء الوطن عقيدة، وما بخلت عليه حتى بأبنائها نقول:
كل انتصار وانتن الحب
كل انتصار وانتن الكرامة.