بهدوء راق كما عاشت رحلت بالامس الشيخة تميمة رودريك الدحداح حفيدة الرئيس الراحل سليمان فرنجيه لابنته السيدة لميا تاركة في القلب حسرة وفي البال ذكريات عن شابة شجاعة ومناضلة حتى في وجعها.
وقد نعى الشيخة تميمة العديد من الجرائد والمواقع الالكترونية الى العديد من معارفها متحدثين عن اخت وزميلة وعن قلب كبير وتضحية وصداقة من دون حدود تجاه كل من عرفته.
وتحت عنوان “تميمة الدحداح.. القوة الهادئة رحلت” كتب الباحث روي عريجي :
أسلمت البارحة الإعلامية الأديبة تميمة الدحداح حفيدة فخامة الرئيس سليمان فرنجيه روحها الى الهدوء الأبدي بعد ان هزمها المرض الفتاك رغم قوتها في مقاومته.
تميمة ورثت القوة والهدوء عن جدها الرئيس فرنجيه وهذا الأمر لا يستطيع من يلتقيها ويتحدث اليها الا ان يكتشف شخصية استثنائية.
لما التقيتها للتعرف عن بعض جوانب عائلتها حدثتني بشغف العالمِ بالتفاصيل، رغم ذلك تسأل والدتها الست لميا وتستفسر منها.
تميمة التي اخبرتني إحدى صديقاتها على المقاعد الدراسية في مدرسة راهبات المحبة – بيزانسون في بيروت والتي تخرجت منها، انها كانت وشقيقها منير يمثلان دعايات تجارية من تصوير وإخراج والدها الشيخ رودريك الدحداح ومنها عُرضت على تلفزيون لبنان الوحيد آنذاك واخرى على صفحات الصحف والمجلات.
درست تميمة في جامعة السوربون وتخرجت بشهادة بالفلسفة.
كانت الى جانب الشهيد طوني فرنجيه تعاونه في بعض الأمور رغم صغر سنّها، ثم الى جانب شقيقه روبير بعد استلامه القيادة بعد مجزرة اهدن.
دخلت عالم الصحافة فكتبت في جريدة لوريان لوجور ومن بعدها في مجلة الاوريانت إكسبريس إلى جانب الاعلامي سمير قصير، وفي مجلة نون إلى جانب الاعلامي جبران تويني، كما عملت في قناة الـ ان بي ان .
ترجمت كتاب كمال جنبلاط لايغور تيموييف الى اللغة الفرنسية وشاركت في اصدار كتاب وطني دائما على حق للسيدة صونيا فرنجيه الراسي. كما انها دققت لغويا العديد من الكتب والدراسات والمقالات.
وكانت تميمة عضوا في ادارات بعض المتاحف وبعض المهرجانات الفنية الثقافية.
فتميمة التي من خلال ثقافتها الواسعة زادت من حبها لاهدن ولزغرتا ونسجت علاقات مع الاهالي وبشكل خاص من رافق عائلة جدها الرئيس.
تامي رحلتِ بهدوء تاركة وراءك بسمة حبّ تغلفها قوتك الهادئة”.
اما الاعلامي ريكاردو كرم فكتب:
Tamima Dahdah.
Un grand cœur, un grand talent.
Une plume remarquable, un dévouement sans limite, une amitié indéfectible envers tous.
Quand on parle d’elle, ce sont d’abord la sensibilité, la discrétion, la pudeur qui viennent à l’esprit. Ce profil bas qu’elle a toujours préservé, cette dignité qu’elle n’a jamais trahie, ce mot juste qu’elle savait adresser à chacun, toujours avec tendresse et finesse.
Tamima, c’est cette présence douce qui, bien qu’éclipsée depuis quelque temps, continuait de rayonner malgré elle. Une lumière feutrée, discrète, mais essentielle. Et puis ce matin, elle est partie. Sans bruit. Sans éclat. Et pourtant, laissant derrière elle l’empreinte d’un talent immense, d’une passion vibrante, d’un patriotisme sincère.
Elle a marqué de son sceau les plus belles pages de la presse culturelle et littéraire : Ghassan Tueni, Samir Kassir, L’Orient Express, L’Orient Le Jour, Les Éditions An-Nahar … Elle a donné sans jamais compter, écrivant, éditant, accompagnant, toujours avec une rigueur élégante et une délicatesse rare.
Tamima, c’est un style. Une âme. Une leçon de vie.
اما الزميل طوني جبرايل فرنجيه فقد كتب: “عرفت تميمة الدحداح زميلة ورفيقة واختاً لم تلدها امي وتعمقت المعرفة بيننا بعد الزمالة في اذاعة لبنان الحر الموحد من اهدن عندما شاركت ببرامج الدائرة الفرنسية اخباراً وبرامج وتنسيق موسيقى وحتى هندسة صوتية حيث شكلنا كلنا في بدايات الاذاعة فريقا متجانسا متكاملا هدفه ايصال الكلمة الحق وصوت الرئيس سليمان فرنجيه الى كل لبنان عبر الاذاعة اولا ومن ثم التلفزيون وزادت المعرفة عمقا والاتصال والتواصل مع تسلم والدتها الست لميا -الام الحنون – لجميع من كان في الاذاعة، بهدف التنسيق والتشاور كما مع والدها المرحوم الشيخ رودريك الدحداح في بدايات التلفزيون وهو كان “الخبير ” في مجال صناعة الاعلان التلفزيوني والتصوير.
تحلت تميمة الدحداح بمزايا قلما اجتمعت بشخص واحد ثقافة، سعة اطلاع علم، وعي، ادراك واليها كلها الكثير من التواضع والعاطفة تجاه الاخر ومحبة للجميع وايضا رحابة صدر ولياقة ودبلوماسية وتهذيب وقد اكتسبت ذلك كله من تربية بيتية ومن ممارسات شهدتها في قصر الرئيس سليمان فرنجيه وعايشت مثيلا لها مع بيت جدها لوالدها.
كانت الراحلة بما في نفسها من حب للحياة محبة بشكل لا مثيل له لعائلتها اهلها وشقيقها منير وبيت جديها وكل من تعرفت اليه او تعرف اليها.
للست لميا كل العزاء ولشقيقها منير ولافراد اسرة الرئيس الراحل سليمان فرنجيه على فقدانهم لعزيزة عليهم وهي في عز العطاء وكذلك العزاء لعائلة الدحداح الكريمة ولنا جميعا سائلين الله ن يتغمد روحها برحمته وان يسكنها فسيح جنانه”.
من جهته الزميل
مرسال الترس كتب تحت عنوان:”الشيخة تميمة:الاخت النقية المشاعر” قائلاً:
تعرفت الى الشيخة تميمة الدحداح (حفيدة رئيس الجمهورية الراحل سليمان فرنجيه) في ثنايا إذاعة عمشيت عام ١٩٧٦ شابة مثقفة مندفعة لتقديم كل ما لديها من طاقة في سبيل قضية الدفاع عن الوطن.
وبعد ان باعدتنا الظروف لسنوات عادت تسأل عن اخباري وحيثيات عملي الاعلامي فسعيت الى لقائها لأجدها تلك الأخت النقية المشاعر تواجه تداعيات حالتها الصحية بشجاعة لافتة.
وعندما علمت بسعي لإصدار مؤرخ عن فترة اذاعة عمشيت أصرت على المشاركة به بكل اندفاع مثنية على الفكرة واهميتها.
كانت فناجين القهوة تجمعنا وزوجتي ام مارون والصديق منذ ايام الاذاعة جميل جرجس معوض في منزلها الوالدي في اهدن او في زغرتا لساعات نفلفش فيها في ذاكرة الايام وحلاوتها رغم كل الصعوبات.
كانت تصر على متابعة مقالاتي السياسية حتى الامس القريب منتقدة او موجهة ولكن غالبا مشيدة.
كل التعازي الحارة لوالدتها الفاضلة الست لميا، ولعائلتها وكل الصلاة من اجل روحها.