Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر December 28, 2017
A A A
«عنكبوت الرياضة الروسية» يخسر ثقة بوتين
الكاتب: وديع عبد النور - الحياة

يتقن نائب رئيس الحكومة الروسية فيتالي موتكو، الممسك بالملف الرياضي، تجاوز المطبات و»الهروب إلى أمام» عندما يواجه أزمات تبدو كأنها ستطيحه. وعلى هذا المنوال، نسج سلوكه منذ أن «اندلعت» فضائح المنشطات المتهم بها رياضيون من مواطنيه، علماً أن أصابع اتهام دولية لطالما وجهت إليه باعتباره الرأس الكبيرة في كل ذلك، لكنه كان متسلّحاً دائماً بثقة الرئيس فلاديمير بوتين ورضاه.

غير أن «عنكبوت الرياضة الروسية» في العقد الأخير على الأقل، قرر الانسحاب تدريجاً من ساحة الأزمات، بتنسيق مع بوتين، مع الحفاظ على ماء الوجه أمام الرأي العام، خصوصاً بعد إبعاده أولمبياً مدى الحياة. وجاء «إخراج» خطوته المتوقعة تصاعدياً، وإن بدت في إطار المصلحة العامة، وإلى حين، كي يتفرّغ لـ «مقاضاة المتطاولين».

أمس، أعلن موتكو استقالته من رئاسة اللجنة المحلية المنظمة لكأس العالم لكرة القدم المقامة في بلاده بدءاً من 14 حزيران المقبل، مفضّلاً «التركيز على عملي داخل الحكومة». وعُهدت مسؤولياته إلى مدير اللجنة أليكسي سوروكين (أشرف على ملف الاستضافة منذ عام 2009)، وذلك بعد يومين من تعليقه مهامه «ستة أشهر على الأكثر» كرئيس لاتحاد اللعبة، وتولّي مدير الاتحاد ألكسندر علييف المسؤولية خلال فترة غيابه.

وأمام كيل الاتهامات المصوّبة نحوه استناداً إلى ما ورد في تقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين عن التنشط الممنهج الذي يضرب روسيا منذ 3 أعوام برعاية الدولة، قرّر موتكو الإثنين الماضي رفع قضيته إلى محكمة التحكيم الرياضي، مشيراً إلى مواصلته مهامه على رأس لجنة تنظيم المونديال «لتنفيذ عمل كثير يتعيّن القيام به»، قبل أن يتخذ موقفاً مغايراً أمس. وهو لمّح الإثنين إلى أنه قد «يقترح» التنحّي عن رئاسة اللجنة المحلية للمونديال، إلا أن «ذلك أمرٌ يقرره رئيس الدولة، رئيس الحكومة، والمجلس المشرف».

وشغل موتكو (58 سنة) منصب وزير الرياضة بين عامي 2008 و2016، ثم رُقّي فعيّن نائباً لرئيس الوزراء، إلا أنه ظل عملياً مشرفاً على قطاع الرياضة، علماً أن «فيفا» منعه في آذار الماضي من الترشح مجدداً لعضوية مجلسه على خلفية «الخشية من تضارب مصالح بين عضويته في الهيئة الدولية، ومنصبه الرسمي في الحكومة الروسية».

وسبق لموتكو أن رفض الشبهات التي تحوم حوله، ووضع الاتهامات الموجهة إلى روسيا في هذه القضية في خانة التجاذب السياسي، ووضع البلاد في «محور شر» من خصومها. وجدد تأكيد أن موسكو «لم تقدّم أي دعم» للتنشّط، مضيفاً: «غلطتي كانت عدم توقّع أمور من هذا النوع. إلا أن من الصعب جداً توقّع الكذبة، الخيانة»، مشدداً على أن بلاده قامت بـ «عمل هائل» لاستيفاء شروط الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، وتلميع صورتها عقب الفضيحة.

يذكر أن فضيحة المنشطات أدت إلى حرمان رياضيين روس من المشاركة في مسابقات عالمية، أبرزها دورة ريو دي جانيرو الأولمبية الصيفية 2016، كما مُنع موتكو من حضورها. وقرّرت اللجنة الأولمبية الدولية أخيراً منع الرياضيين الروس أيضاً من المشاركة في أولمبياد 2018 الشتوي في مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية، على أن تسمح لمن يُثبت منهم «نظافته» من المنشّطات، بخوضها تحت علم محايد.