Beirut weather 27.41 ° C
تاريخ النشر June 2, 2024
A A A
“عند أبعد نقطة في الكون”.. ناسا تكتشف مجرتين عمرهما 290 مليون عام

قالت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إن تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لناسا قد اكتشف أبعد مجرتين رصدتا على الإطلاق، وذلك عند أبعد نقطة في الكون مكتشفة حتى الآن.

المجرتان هما الأقدمان على الإطلاق في الكون، ويبلغ عمرهما 290 مليون عام، ما قد يساعد العلماء في فهم أفضل لكيفية نشأة الكون.

بمعنى آخر، إذا كان الكون يبلغ عمره 13.8 مليار سنة، فإن ذلك يعني أننا نراقب المجرتين عندما كان الكون يبلغ 2% فقط من عمره الحالي.

لذلك يعتقد العلماء أن هذا مؤشر أيضاً على أن الكون كان يخلق بسرعة مجرات كبيرة وضخمة حتى في بداية تكوينه، إذ يقول بن جونسون من جامعة هارفارد إن هذا الاكتشاف يثبت أن تشكيل المجرات في الكون في بداية خلقه كان سريعاً ومكثفاً للغاية.

ويمثل هذا الاكتشاف نقطة تحول في دراسة الكون في مراحله الأولى، كما أشارت صحيفة The Independent البريطانية.

المجرة المعروفة باسم JADES-GS-z14-0 وقطرها البالغ 1600 سنة ضوئية مشرقة لدرجة أنه يعتقد أن كتلتها تعادل مئات من المرات أعلى من كتلة الشمس.

وقد أشار الخبراء إلى أن المجرة المكتشفة حديثاً التي تحمل الرقم القياسي لأبعد مجرة ليست مذهلة فقط بسبب بعدها، ولكن أيضاً بسبب حجمها وسطوعها.

إذ يقول أستاذ في جامعة هارفارد ورئيس قسم الفلك، دانيال إيزنشتاين، إن هذا السطوع مؤشر على أن معظم الضوء يتم إنتاجه من قبل أعداد كبيرة من النجوم الأصغر عمراً.

تكون المجرات الأكثر سطوعاً معظم ضوئها من خلال الغاز الذي يتساقط في ثقب أسود فائق الكتلة. ولكن مقياس المجرة الجديدة يشير إلى أن ذلك ليس التفسير في هذه الحالة. بدلاً من ذلك، يعتقد الباحثون أن الضوء يتم إنتاجه من قبل النجوم الشابة.

“هذا القدر الهائل من ضوء النجوم يعني أن المجرة عدة مئات من ملايين المرات أضخم من الشمس. ما يطرح السؤال: كيف يمكن للطبيعة أن تصنع مجرة مشرقة وضخمة وكبيرة بأقل من 300 مليون سنة؟”، وفقاً للفلكيين ستيفانو كارنياني، وكيفين هاينلين.

الـ”JADES” في اسم الكائن تشير إلى “JWST Advanced Deep Extragalactic Survey”. إنها واحدة من عدة برامج مراقبة تستخدم التلسكوب لاستكشاف أول مئات الملايين من سنين الكون.

“z14” يشير إلى “الانحراف الأحمر 14″، والانحراف الأحمر هو المصطلح الذي يستخدمه الفلكيون لوصف المسافات.

بشكل أساسي، إنها وسيلة قياس لكيفية تمدد الضوء القادم من مجرة بعيدة باتجاه موجات أطول بواسطة توسع الكون.

كلما زادت المسافة، زاد التمدد. يتم تمدد ضوء المجرات الأولى من موجات فوق البنفسجية والمرئية إلى الأشعة تحت الحمراء – الجزء من الطيف الكهرومغناطيسي الذي كان مرآة وأجهزة ويب محددة خصيصاً له.

الاكتشاف الجديد بفضل تلسكوب جيمس ويب، الذي يرسل ضوءاً يخوض رحلة طويلة خلال الكون بشكل يجعل من المستحيل رؤيتها دون تلسكوب الفضاء التابع لناسا، المعروف باسم JWST.

استخدم ويب مرآته الأساسية الكبيرة بقطر 6.5 متر وأجهزة التصوير بالأشعة تحت الحمراء الحساسة لإجراء الاكتشاف، حسب موقع Space المتخصص بتغطية مواضيع الفضاء.

كانت المجرة التي سبق أن حققها التلسكوب الحاصل على الرقم القياسي من نفس النوع وتم رؤيتها بعد 325 مليون عام من الانفجار الكبير.

تم إطلاق تلسكوب جيمس ويب الفضائي بتكلفة 10 مليارات دولار في عام 2021 كجهد مشترك من وكالات الفضاء الأمريكية والأوروبية والكندية، حسب هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

وقد صمم بشكل خاص لرؤية أبعد في الكون -وأبعد في الزمن- من أي أداة فلكية سابقة، وكان أحد أهدافه الرئيسية هو العثور على أول نجوم تشتعل في الكون الوليد.