Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر November 28, 2016
A A A
عمليّة عرسال كنز معلومات من الموقوفين
الكاتب: صونيا رزق - الديار

ككل عملية ينفذّها الجيش ضد الارهابييّن، فقد تميّزت العملية العسكرية التي شنّتها قوّة خاصة من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، بالتعاون مع الوحدات العسكرية المنتشرة في بلدة عرسال ضد مركز يعود لمسلحيّ «داعش» في جرود البلدة، بالنوعية والصائبة جداً، اذ نتج عنها كنز معلوماتي ثمين إصطاده الجيش من ضمنه معلومات خطيرة عن تحضيرات لعمليات ارهابية، منها إرسال سيارات مفخخة الى البقاع الشمالي والضاحية الجنوبية، فضلاً عن إلقائهم القبض على أمير «داعش» في عرسال أحمد يوسف أمون، الذي أصيب بجروح بليغة خلال العملية العسكرية، ويعتبر المسؤول الأول عن عمليات اغتيال إستهدفت عناصر من الأجهزة الأمنية، ومن أبرز مسؤولي التنظيم الارهابي خصوصاً على صعيد الدعم اللوجستي، إضافة الى أسر 11 عنصراً، مما يعني ان إمكانية معرفة مكان العسكرييّن التسعة المخطوفين لدى «داعش» لم تعد مستحيلة بل هنالك آمال كبيرة معقودة على هذا الامر، وبالتالي قد تجري عملية تبادل بين العسكريين التسعة وهؤلاء المسلحين.
الى ذلك امل اهالي العسكرييّن الاسرى خيراً خصوصاً بعد ان وصلوا الى اليأس، لانهم لم يتلقوا أي معلومة جديدة عن ابنائهم منذ اشهر، وبالتالي فهم لا يعرفون مكان تواجدهم إن كان في لبنان او في سوريا بحسب ما افادتهم بعض المصادر، لكن وبعد هذه العملية النوعية فقد وُلد لديهم امل جديد، اذ اعتبروا ان التوقيفات التي حصلت قد تحمل لهم أيَّ جديد عن مصير أولادهم في ظل الصمت المخيف الذي يسود منذ فترة، اذ لا معلومة  ولا تسجيل ولا صوَر ولا معطيات عنهم. وفي الوقت عينه ابدى الاهالي تخوفهم من عمليات ثأر من قبل المسلحين، وناشدوا الحكومة  والمرجعيات السياسية والدينية التدخّلَ السريع لاستدراك أي تداعيات.
من ناحية اخرى تنقل مصادر امنية أن معركة جرود عرسال قادمة لا محالة، لان الانتصار الابرز يكمن في تحرير جرود ها من أوكار المسلحين الذين يشكلون خطراً كبيراً على البلدات البقاعية، وهم بمثابة القنابل الموقوتة القابلة للانفجار الطائفي في اي لحظة، لانهم يسيرون على خط الاقتتال المذهبي من خلال لعبهم على وتر المذهب الحساس خصوصاً في بلدة عرسال المحسوبة على الطائفة السّنية.
هذا ويؤكد بعض اهالي عرسال أن قراراً عسكرياً سيقترب لان المعركة حاصلة، لافتين الى ما سمعوه بأن بلدتهم لن تكون ابداً خطاً احمر امام الجيش، بل سيتم تحريرها بعد كل تلك المخاطر التي عاشتها على أثر توّسع الحرب السورية الى الحدود اللبنانية عبر البقاع الشمالي وجروده، وبالتالي منذ دخول المسلحين المتعددّي الاطياف، لتصبح البلدة الاكثر معاناة ومن كل الجهات، فالسلاح يطوّقها من كل حدب وصوب، وبالتالي فهي لم تنعم بالاستقرار ابداً، وهنالك الامن الذاتي المسيطر دائماً والفلتان الذي وصل الى ذروته، بدءاً بالحدود التي استقدمت كل انواع الارهابييّن الذين جعلوا من لبنان ساحة تصفية للصراعات الاقليمية، ما اوصل البلدة الى شفير الهاوية.
وابدوا خوفهم من إتجاه مصير بلداتهم اليوم نحو المجهول، لان المسلحين يتغلغلون في الجرود  ويتحّصنون فيها، ما يعني ان المعارك ستكون ضارية وبالتالي انتقامية، مناشدين المسؤولين التحرك في ضوء ما يحصل، وبالتالي إنقاذ بلدة عرسال من فاتورة كبيرة، خصوصاً أن الحملات الاعلامية على عرسال عادت من جديد، في ظل نظرة تشاؤمية كبيرة للوضع السائد هناك لان بلدتهم تدفع ثمن حروب الاخرين على ارضها.