Beirut weather 22.43 ° C
تاريخ النشر September 23, 2016
A A A
عماد ياسين كان تحت المجهر الامني منذ 3 اشهر
الكاتب: ياسر الحريري - الديار

اهمية كبرى تتمثل بخطوة الجيش اللبناني امس، في اعتقال امير «داعش» في لبنان، وليس في صيدا فحسب، عماد ياسين، هذه العملية الامنية الخاطفة والخاصة للجيش جاءت وفق مصادر امنية متابعة، بعد ان وضع عماد ياسين على خط الملاحقة والمراقبة، لمدة ثلاثة اشهر متواصلة بـ« نعومة امنية» اذا جاز التعبير.

العملية الامنية لم تأت من فراغ بحسب مصادر متابعة، فهذه المهمة المنجزة لا يمكن التغاضي فيها عن التعاون الامني اللبناني – الفلسطيني، بخصوص ملاحقة الاسماء الخطرة، التي تتخذ من المخيم الفلسطيني في صيدا او في محيطه ملجأ لاقامتها، وتجمع حولها بعض العناصر المطلوبة او الملاحقة او المغرر بها، تحت عناوين طائفية ومذهبية.

ووفق المصادر فان عماد ياسين تنقل بين عدة جماعات متشددة دينياً وهي ما تسمى بالجماعات التكفيرية ومنها «جند الشام» و«فتح الاسلام» وجماعات تكفيرية أخرى.

ويعتبر عماد ياسين من الاسماء الخطرة لما كان ينوي تنفيذه بعد التخطيط له، وبأعتقاله اجهضت مديرية مخابرات الجيش اللبناني ومن تعاون معها (معلوماتياً) في المهمة، مخططا خطيرا جداً لتفجير اسواق وشاحنات وشوارع في صيدا، عدا عن مراكز الجيش والقوى الامنية الاخرى، هذا عدا عن عمله لزرع مجموعات في مختلف المناطق واشرافه على عملها وتمويلها.

وفق المعطيات جرى اعتقال عماد ياسين خارج مخيم عين الحلوة، بل في محيطه  -اي في حي الطوارئ، بالقرب من عباءة الجماعات المتشددة دينياً، التي تعمل في المخيم وهي تحت مجهر الامن اللبناني والفلسطيني على حد سواء. لكن ليس داخل المخيم، وهذا ما كانت توحي به الفصائل الفلسطينية، بأن لا مطلوبين اساسيين متواجدين داخل المخيم، من حجم عماد ياسين، وبغض النظر عن هذه المواقف فان هذه الجماعات في حقيقتها، تمثل خطراً على الفلسطينيين داخل المخيم كما اللبنانيين.

وهنا وفق المصادر لا بدّ من تسجيل التعاوان الامني بين القوى الفلسطينية  في المخيم،وبين الاجهزة الامنية اللبنانية على اختلافها وفي طليعتها مخابرات الجيش، في شتى امور امن المخيم والمحيط، كون هذا التعاون، قدم نتائج مرضية لجميع الاطراف ولامن الناس من لبنانيين وفلسطينيين.

وبالطبع لا يمكن  عدم توقع ردات فعل من هذه الجماعات ان على صعيد المخيم او على المحيط، كون هذه الجماعات قد تقوم بعمليات انتقامية مختلفة من حيث النوع والكم، والجميع يتذكر ما تعرض له الجيش اللبناني، ان في صيدا او في مختلف المناطق اللبنانية، وتحديداً في منطقة الاولي، حيث تعرّضت قوى الجيش لعمليات انتحارية، واطلاق نار.

هذه العمليات تُعيد الى الذاكرة العمليات المماثلة، التي قام بها الجيش والاجهزة الامنية الاخرى، ضدّ قوّاد «داعش» و«النصرة» في الماضي، والتي من خلالها استطاعت احباط مخططات وحشية، كان آخرها مجموعة زحلة، التي كانت تريد ضرب الامن الوطني. في مناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لتغييب الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه.

المصادر تشير الى ان اهمية الحدث، حيث تلجأ الجماعات الارهابية الى مخيم عين الحلوة، او محيطه، وتركيز هذه المجموعات العسكرية والامنية على خط الجنوب، وما يعنيه هذا الخط، بأبعاده اللبنانية من النواحي الطائفية والسياسية والوطنية وقبل كل هذا، ما يتعلق بالمقاومة، والامن اللبناني عموماً وهنا يمكن تذّكر ايضاً اعتصام الشيخ احمد الاسير والحركة الامنية التي قادها طوال فترة الاعتصام وما انتهت اليه.