Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر March 9, 2018
A A A
على “متن” اللوائح الاربع: حروب على “التفضيلي”
الكاتب: اسكندر خشاشو - النهار

على “متن” اللوائح الاربع: وجوه نسائية وشبابية وحروب على “التفضيلي”
*

يشهد قضاء المتن الشمالي حراكاً انتخابياً تصاعدياً مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية. وهذه الدائرة المتنوعة حزبياً بشكل كبير أبقاها القانون الجديد على حالها كدائرة انتخابية واحدة، الاّ أن النسبية فرضت تغييرات في التحالفات لا تعكس ما كانت عليه في عام 2009.

شهد المتن (8 مقاعد مقسمة إلى: 4 موارنة، و2 أوثودوكس، 1 كاثوليك، و1 أرمن أورثوذكس)، معركة انتخابية قاسية في الدورة السابقة بين تحالف التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق والحزب السوري القومي الاجتماعي، وتحالف الكتائب والنائب ميشال المر والقوات اللبنانية. أفضت إلى فوز الأول بستة مقاعد، مقابل خرق للثاني بمقعدين.

لكن القانون الجديد، والتطورات السياسية التي طرأت منذ عام 2009 حتى اليوم، غيرت المشهد التحالفي. فقد حافظ الفريق الأول على تحالفه، مقابل تشتت الفريق الثاني وذهاب أقطابه الثلاثة كل منهم لتشكيل لائحة منفردة.

4 لوائح
وبحسب المعطيات المتوافرة، فإن اللمسات الأخيرة يجري وضعها على 4 لوائح، ثلاثٌ منها مكتملة والرابعة شبه مكتملة. فبعد وصول المفاوضات بين النائب ميشال المر والتيار الوطني الحر، الذي قادها “الطاشناق”، إلى حائط مسدود، مثلها مثل مفاوضات الكتائب والقوات، توجه كل فريق إلى تشكيل لائحته الخاصة.
وبعد إعلان حزب الكتائب عن مرشحّيه الحزبيين وهما النائب سامي الجميل وعضو المكتب السياسي الكتائبي الياس حنكش، يتجه إلى التحالف مع حزب الوطنيين الأحرار الذي رشح جوزف كرم، ورئيسة حزب الخضر ندى زعرور. وعلى الرغم من عدم الحسم النهائي، الاّ أن مفاوضات متقدمة جرت مع الزميلة فيوليت غزال بلعة لانضمامها إلى اللائحة عن المقعد الأورثوذكسي، ومازن سكاف عن المقعد الأورثوذكسي الثاني. أما المقعد الكاثوليكي فيتأرجح بين ميشال حداد وسلمان سماحة، مع ترجيح للأول. ويبقى المقعد الأرمني الذي سيذهب إلى ضابط متقاعد من برج حمود.

الكتائب: التعويل على الخطاب
ومن الملاحظ أن اللائحة الكتائبية لم تضم أسماء وشخصيات سبق أن خاضت السباق الانتخابي في المتن، وغالبيتها تترشح للمرة الأولى. بالإضافة إلى أنها ضمت حزبياً ثانياً إلى جانب الجميل، ما سيجبره إلى توزيع أصواته التفضيلية، وخصوصاً بوجود مرشح لحزب الوطنيين الأحرار يملك أصواتاً تفضيلية جيدة، على عكس ما كان يشاع من أن رئيس “الكتائب” لن يسعى إلى توزيع أصواته، لأن حزبه يملك حاصلين، ومن سيفوز سيكون معه.

وفي السياق، أكد المرشح الكتائبي الياس حنكش في اتصال مع “النهار” أن الكتائب سعت إلى تضمين لائحتها وجوهاً جديدة وشابة وتملك اختصاصات ورؤية جديدة، لافتاً إلى أنهم واثقون من أن الناس ستتفاعل مع خطابهم السياسي الذي اثبت مصداقيته، ومن المؤكد أنه سيجد صداه في صناديق الاقتراع”. وقال: “رغم جميع الاتهامات وحتى النصائح، لم ننظر إلى الخسارة والربح، بل إلى التماهي مع خطابنا، ولم نُقدِم على تحالف على القطعة كما تفعل جميع الاحزاب”. مشيراً إلى “أن نهج المعارضة بدا الأقرب إلى وجداننا وهو ما نسير به”.

تنافس داخلي عوني
أما لجهة تحالف “التيار” و”الطاشناق”، فلم تنجح محاولات النائب ابرهيم كنعان بإبعاد النائب نبيل نقولا عن اللائحة. فأصبح ثابتاً معه على اللائحة، وينضم إلى الاسمين الآخرين: مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي غسان الأشقر بعد ترشيحه رسمياً من قبل حزبه، وترجيح الانضمام غير المحسوم لنصري لحود أو فادي عبود (إذا استمر بترشّحه) عن المقعد الماروني الرابع، ليكتمل عقد الموارنة الأربعة. كما تم تثبيت اسمي الياس بو صعب وغسان مخيبر عن المقعدين الاورثوذكسيين، وإدي معلوف عن المقعد الكاثوليكي، وطبعاً هاغوب بقرادونيان عن مقعد الأرمن الأورثوذكس.

ووفق متابعين، فإن لائحة التحالف تضمن ثلاثة حواصل انتخابية على الأقل. لكن هناك تنافساً حاداً بين أعضائها على الحلول في المقدمة في الصوت التفضيلي. وهذا ما بدأ يظهر إلى العلن. فالنائب كنعان لديه ماكينته الاعلامية والانتخابية الخاصة، ويعمل كأنه مرشح وحيد وليس ضمن حزب. بالاضافة إلى التنافس على الأصوات القومية بين الياس بو صعب وغسان الأشقر الذي “يشد العصب القومي” ويحرم بوصعب من جزء كبير كان سيناله لو تم الإبقاء على فادي عبود.

القوات: لائحة “الصدمة”
إلى ذلك، فإن الخطوط المقفلة بين “الكتائب” و”القوات”، وتحالف “التيار” مع “القومي”، دفعت “القوات” إلى السير وحيدة وتشكيل لائحتها الخاصة التي ستضم إلى مرشحها الرئيسي إدي ابي اللمع، رازي الحاج، جيزال هاشم زرد عن المقاعد المارونية، فيما يبقى المقعد الماروني الرابع غير محسوم، على أن يحسم قبل نهاية هذا الأسبوع. كما ستضم اللائحة الإعلامية جسيكا عازار، ولينا مخيبر شقيقة الياس مخيبر الذي ترشح على لائحة الكتائب – القوات – المر في العام 2009، والقيادي الكتائبي السابق ميشال مكتف عن مقعد الروم الكاثوليك ومرشح حزب الرمغافار آرا كيونيان عن الأرمن الأورثوذكس. وبهذا تكون القوات قد أقفلت لائحتها مع ضمها وجوهاً جديدة وشبابية احدثت صدمة، فهي ضمت وجهين إعلاميين معروفين، ووجهاً شبابياً له باع طويل في العمل الاجتماعي كرازي الحاج، وآخر يعرف المتن وزواريبه وتفاصيله بحكم مرافقته للوزير الشهيد بيار الجميل كميشال مكتف، لكن التركيز الوحيد سيكون على مرشح الحزب الأساسي إدي أبي اللمع لمحاولة تحقيق خرق ما.

المر: لائحة عير مكتملة
وما إن توقفت المفاوضات بين النائب ميشال المر و”التيار”، حتى تحركت “ماكينات” العمارة. فهي متمرسة في المعارك الانتخابية، ولازالت خارجة من معركة البلديات بأفضل النتائج. وعلمت “النهار” أن “أبو الياس” أكمل لائحته الذي اختار أن تكون مؤلفة من 6 مرشحين، وترك المقعد الأوروثوذكسي شاغراً لضروروات المعركة والصوت التفضيلي، إضافة إلى المقعد الأرمني لعدم الاشتباك مع أصدقائه “حزب الطاشناق”. أما المقاعد الستة فستضم إلى جانب المر سركيس سركيس (قرنة الحمرا) ووليد خوري (بسكنتا) والدكتورة نجوى عازار (عينطورة) عن الموارنة، وجان ابو جودة (جل الديب) الذي استمهل حتى نهار السبت لإعطاء الجواب النهائي، والقيادي العوني السابق جورج عبود عن مقعد الروم الكاثوليك.

ويكون المر قد استطاع، رغم الحصار الذي حاول الأفرقاء فرضه عليه، جمع أسماء معروفة بالإنماء وإدارة الأعمال، ولها وقعها بين المتنيين كسركيس سركيس والناشط جورج عبود، اضافة إلى عائلة ابو جودة التي تعتبر من أكبر العائلات المتنية.

وتأكيداً على الحضور الشعبي، سيقام احتفال ضخم في عمارة شلهوب- الزلقا للاعلان عن التشكيلة.

ويستمر المجتمع المدني بمحاولته جاهداً تأليف لائحة. فقد تقدم الوزير السابق شربل نحاس بترشّحه عن المقعد الكاثوليكي، كما تنشط مرشحة حزب سبعة فيكي زوين في الدائرة، ولكن من دون النجاح حتى الساعة. فيما يستبعد مراقبون أن يحقق المجتمع المدني أي خرق في المتن باعتبار أن المتنيين من أكثر المسيسين وغالبيتهم تنتمي إلى أحزاب، أو تؤيدها. وهذا ما يفسر كثرة الأحزاب المتواجدة فيه من أقصى اليمين إلى اقصى اليسار.

مهرجان خطابي لرئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل