Beirut weather 15.21 ° C
تاريخ النشر July 9, 2017
A A A
على الوعد يا كمّون؟
الكاتب: الياس الديري - النهار

القول بالصوت الملآن إن لبنان يحتاج إلى أفعال لا إلى المزيد من الوعود والكلام، هو في محلّه ووقته. ولا موجب للتذكير بما ينتظره اللبنانيّون من العهد العوني الذي وعد بالكثير، وجعل الناس يأملون في الأكثر.

لا نستطيع أن نقفز فوق متطلّبات الوضع الداخلي لمعالجة المشكلة الكبرى على الحدود، والبحث عن صيغة ملائمة وعملانية لمسألة السوريين الذين يزداد عددهم وترتفع أرقام انتشارهم عوض انخفاضها.

واضحٌ لكل مَنْ يحب أن يرى ويعلم أن الشلل يسربل الدولة “المُعطَّلة” بقرار غير مُعلن، ومنذ سنوات. وقبل أن “ينعم” لبنان بسنوات الفراغ الحكومي والرئاسي، وتغييب دور المؤسَّسات الدستوريَّة والقوانين.

إذاً، كلّنا نعلم أن الكارثة الأساسيَّة مصدرها تعطيل الدولة، وتعليق القوانين، وتجاوز السلطات، وتجاهل المصلحة العامة، وتسخير الموارد الرسميَّة والأساسيّة لخدمة مصالح بعض النافذين والمتسلّطين.

كان الاعتقاد أن العهد سيبدأ من الإصلاح والتجديد ونفض الدولة من كل الرواسب، و”الأمراض” والفاسدين، والمهيمنين على الموارد العامة التي تعتبر من الأسس التي ترتكز عليها دورة النظام، والقانون، والعدالة، والاستقامة، والمساواة. فهل نبقى على الوعد يا كمّون؟

لسبب لا يزال مجهولاً بقي الوضع الرديء بالنسبة إلى دور المؤسّسات والدولة والسلطة على حاله: إمّا معطّلٌ، وإمّا ممنوع من العمل، وإمّا ممنوع من الصرف والتدخّل ووضع حدّ للتسيُّب والفلتان.

لقد أدرجنا في “نهاريّات” سابقة سلسلة من القضايا التي تفتقر إلى معالجة سريعة، كي يبدأ انطلاق ورشة الإصلاح من مكان ما. من زاوية ما. استناداً إلى ركيزة ما…

فالحكومة “الوفاقيّة” هي حكومة العهد الأولى، والحكومة التي تبدأ معه العهود، عادة، بترسيم حدودها وعلاماتها وأهدافها وما تصبو إليه وتريد تحقيقه. وتنجز الكثير.

بل هي، بحسب العادة والتقاليد، من يفتح الطرق المقطوعة، ويصلح ما أفسده الفراغ والاهمال، والتسيّب، والصراع على المكاسب والمناصب. وهي بالذات من ينقل البلد من حال الانتظار إلى واقع الأفعال والتنفيذ وتحقيق الوعود. السوابق والتقاليد تحدّثنا بالأمثلة والنماذج العملية عن ذلك كلّه.

لقد سُجِّل للعهد وحكومة سعد الحريري انجاز قانون النسبيَّة بأقل ما يمكن من الأضرار. لكن ذلك ليس كل ما هو مطلوب، وكل ما هو منتظر، وكل ما يؤهِّل البلد السائب للعودة إلى رعاية الدولة والسلطات والقوانين.

لم يبدأ العهد بعد بـ”إهداء” اللبنانيّين ترجمة عمليّة شاملة لكل ما وعدهم به من إصلاح وتغيير. فهل نبقى على الوعد؟…