“أهلا بهالطلة أهلا” و عـ”لبنان لاقونا” و”مرحبتين مرحبتين” و”بحبك يا لبنان” و”رح حلفك بالغصن يا عصفور” و “يا رايح ع ضيعتنا” وغيرها من الأغاني التي كتبها الرحابنة والشاعران يونس الابن وأسعد السبعلي وغيرهم، لم يمكن يعلم صناعها من كتاب وملحنين ومغنين أنها ستكون زادا وذخيرة للمواطنين في هذه الأيام العصيبة التي حاولت ان تنزع الفرح والابتسامة والنشاط من حياة اللبناني اينما وجد في البلد الذي قالت له شحروة الوادي “يا لبنان دخل ترابك”.
وفي تراب لبنان الممتد من اقصى الشمال الى أقصى الجنوب عناوين كثيرة للحياة والفرح يواجه من خلالها المواطن صعوبة الأيام وأزماتها.
ومن عناوين الفرح والصمود، تظهر مهرجانات “أهدنيات” كواحدة من المحطات اللبنانية التي أدركت كيف تتكيف مع الواقع فتحافظ على حضورها ضمن اطار محاولة الاجابة على الاشكاليات المتعددة التي تطرحها المرحلة الحالية.
فـ”اهدنيات” التي انطلقت بشكل محلي في العام 2004 وسرعان ما توسّع اطارها ابتداء من العام 2011، توقفت قسرا لاكثر من سنة بسبب جائحة كورونا وها هي اليوم تعود بحلة مختلفة ومتجددة تحضيرا لانطلاقة اوسع وأشمل خلال المواسم المقبلة.
في هذا الاطار تحدثت مؤسسة “مهرجانات أهدنيات الدولية” السيدة ريما قرقفي فرنجيه لـ”لبنان 24″ مؤكدة ان ” المهم هو ان نجد لاهلنا مساحة من الأمل والفرح في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي نمر فيها جميعا، وهذه السنة قررنا أن يقتصر البرنامج على الفنانين اللبنانيين ايمانا منّا بابداعهم وبضرورة دعمهم وبما يتلاءم الى حدّ ما مع الواقع الذي نعيشه والذي نأمل أن نتخطاه قريباً ليعود كل لبنان ساحة مهرجان لفنانين محليين وعالميين.
والجديد السنة اننا قررنا جعل اهدن مسرحا متنقلا فكان التعاون مع المجتمع الأهلي ومختلف الجمعيات والمطاعم والمؤسسات لاستضافة فعاليات “اهدنيات” فنكون بذلك حققنا الشراكة والتكافل والتضامن ونكون قد خلقنا رزنامة موحدة للمواعيد والنشاطات ما يساعد الزائر والسائح كما المقيم على تمضية أوقات مسلية ومتنوعة ومفيدة في آن واحد”.
وأضافت فرنجيه معتبرة ان “دعم النشاطات المحلية على أهميته وضرورته لا يلغي الرغبة عندنا جميعا في التعاطي والتعاون مع نجوم وفرق من الدول العربية ومن مختلف انحاء العالم وهذا ما حققته (أهدنيات) اذ اننا وقبل اشتداد الأزمات المتتالية في لبنان كنا قد أطلقنا في العام 2019، ما عرف بمبادرة (اهدن 2020) التي كان من المفترض ان نحيي خلالها أكثر من 100 امسية متنوعة، لكن الظروف حالت دون ذلك. ونحن اليوم مدعوون للبحث عما يفيد مجتمعنا. والأولوية هي الوقوف الى جانب بعضنا البعض بكل ايمان وثقة ومحبة”.
وختمت فرنجيه معتبرة ان ” الكرة الأرضية مجتمعة وبفعل كورونا وغيرها من العوامل تعيش نوعا من التعاسة والاكتئاب، ووفقا لبعض التقارير يعتبر الشعب اللبناني -للأسف- ثاني أكثر الشعوب تعاسة هو الذي اعتاد ان يصدّر الفرح والثقافة والفنون والمعرفة ، لذا يجب علينا العمل وبشدة على خلق أجواء من الفرح والأمل من خلال الالتصاق بهويتنا اللبنانية وطبيعتنا وعاداتنا وتقاليدنا البسيطة والجميلة والغنية”.
يذكر ان “اهدنيات” انطلقت مع مجموعة أمسيات فنية تخللتها عروض موسيقية من قبل أشهر الـ “DJ” في لبنان وذلك في ساحة الميدان في اهدن.
كما شهدت اهدن يوم الثلاثاء 26 تموز ، عرضا مسرحيا تحت عنوان ” وتعارفوا” للمخرج اللبناني يحيى جابر.
وستشهد اهدن يوم السبت المقبل يوما سياحيا بامتياز بالتعاون مع وزارة السياحة وضمن الحملة التي أطلقتها تحت عنوان ” أهلا بهالطلة أهلا”.
ومن المتوقع ان تمتد الامسيات الفنية والموسيقية بالاضافة الى مختلف النشاطات ضمن اطار فعاليات “اهدنيات” الة منتصف شهر أيلول المقبل.